تشيلي تفلت من كمين الإكوادور بفوز صعب في افتتاح «كوبا أميركا»

أميركا الجنوبية تحتفل بانطلاق بطولتها الكبرى بألعاب نارية وعروض راقصة ناسية فضائح الفساد التي أضرت بصورتها

فارغاس (11) يعزز فوز تشيلي (رويترز)
فارغاس (11) يعزز فوز تشيلي (رويترز)
TT

تشيلي تفلت من كمين الإكوادور بفوز صعب في افتتاح «كوبا أميركا»

فارغاس (11) يعزز فوز تشيلي (رويترز)
فارغاس (11) يعزز فوز تشيلي (رويترز)

أحرز ارتورو فيدال وإدواردو فارغاس هدفي تشيلي في الشوط الثاني، ليمنحاها الفوز 2 - صفر في المباراة الافتتاحية لكأس كوبا أميركا لكرة القدم أمس. وافتتح فيدال لاعب وسط يوفنتوس التسجيل من ركلة جزاء احتسبت لصالحه في الدقيقة 67 بعدما عرقله ميلر بولانوس، قبل أن يستفيد فارغاس من تمريرة أليكسيس سانشيز ويكمل هجمة مرتدة سريعة بهدف ثان للبلد المضيف قبل ست دقائق من النهاية.
وكانت أفضل فرصة للإكوادور بضربة رأس من اينر فالنسيا ردتها العارضة. وأنهى الفريق المضيف المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد البديل ماتياس فرنانديز لحصوله على إنذارين في الوقت المحتسب بدل الضائع. ورغم الفوز لم تظهر تشيلي بشكل جيد في معظم فترات المباراة، وستحتاج لأداء أفضل في سعيها لإحراز اللقب القاري للمرة الأولى في 37 محاولة. وتلعب تشيلي في مباراتها التالية أمام المكسيك يوم الاثنين المقبل. وتواجه المكسيك بوليفيا في المباراة الثانية للمجموعة الأولى مساء اليوم الجمعة، قبل أن يبدأ عمالقة أميركا الجنوبية الأرجنتين والبرازيل وأوروغواي حاملة اللقب مشوارها في البطولة. وكان بوسع سانشيز لاعب آرسنال تسجيل هدفين في الدقائق الأربع الأولى بالاستاد الوطني في سانتياغو، لكنه سدد الكرة بجوار القائم في الأولى ثم فشل في خداع الحارس ألكسندر دومنيغيز بكرة ساقطة من فوقه في الثانية. وبانتهاء الشوط الأول بلا أهداف أشرك خورخي سامباولي مدرب تشيلي المهاجم فارغاس الذي يلعب في نابولي الإيطالي في سعيه لافتتاح التسجيل.
وأثمر التغيير حياة في هجوم تشيلي التي سيطرت تدريجيا على المباراة، ثم سجلت هدفيها المستحقين. وعزز الفوز سجل تشيلي الرائع ضد الإكوادور في كوبا أميركا. ففي 14 مباراة منذ 1939 انتصرت تشيلي 12 مرة، وسجلت أهدافا في جميع المباريات. ولا تملك تشيلي سجلا أفضل أمام أي من منتخبات البطولة الأخرى.
وانطلقت في أميركا الجنوبية، أول من أمس (الخميس)، بطولتها الكبرى لكرة القدم بألعاب نارية وعروض راقصة، بينما حاول عشاق اللعبة في القارة نسيان فضائح الفساد التي أضرت بصورتها أخيرا والتركيز في أرض الملعب. وافتتحت النسخة 44 من كأس كوبا أميركا في الاستاد الوطني بسانتياغو عاصمة تشيلي التي أكملت المشهد الرائع بالفوز 2 - صفر على الإكوادور. وطارت 12 بالونة هيليوم عملاقة حاملة أعلام الدول المشاركة في السماء ثم هبطت في أرض الملعب، ومعها 12 راقصا وراقصة يرتدون أزياء بألوان هذه الدول. ولم يظهر كثيرا رؤساء الاتحادات الوطنية في أميركا الجنوبية، ولم تكن هناك أي خطب رسمية. وتعرض المسؤولون عن كرة القدم في أميركا الجنوبية لسيل من الانتقادات في الأسابيع الأخيرة بعد حملة اعتقالات ومداهمات في الولايات المتحدة وسويسرا. ويوجه الادعاء الأميركي تهما كثيرة بالرشوة ذات صلة مباشرة بكأس كوبا أميركا.
وبين 14 شخصا وجهت إليهم التهم هناك ثمانية من أميركا الجنوبية ورئيسان سابقان لاتحادها القاري. وتقول وزارة العدل الأميركية إن شركة تسويق عالمية دفعت مئات الملايين من الدولارات في صورة رشى لأعضاء في اتحاد أميركا الجنوبية لضمان حقوق البث التلفزيوني لهذه البطولة وغيرها. وثارت تكهنات كثيرة بأن عددا من قادة كرة القدم في العالم سيتجنبون الظهور في هذه البطولة لتجنب غضب الرأي العام.
وقال هارولد ماين نيكولز رئيس الاتحاد التشيلي لكرة القدم والرئيس السابق للجنة في «فيفا» مهمتها التفتيش على الدول المتقدمة بعروض لاستضافة كأس العالم: «لا أعرف من سيأتي إلى هنا من (فيفا) أو من اتحاد أميركا الجنوبية ومن لن يأت»، وأضاف: «لكن بوسعكم أن تضمنوا أن كرة القدم قد انطلقت.. هذا ما سيركز عليه الناس، وليس على كل شيء مما يحدث في (فيفا)».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».