التحالف يستهدف مجمع وزارة الدفاع في صنعاء.. ومقر قيادي بارز في حزب صالح

اشتداد المواجهات في مأرب وعمليات للمقاومة في إب.. والرئيس هادي يعفي وزير المالية من منصبه

مسلح موال للحوثيين يتفقد الخراب الذي لحق بمنزل قائد عسكري في صنعاء بعد استهدافه من قبل قوات التحالف أمس (إ.ب.أ)
مسلح موال للحوثيين يتفقد الخراب الذي لحق بمنزل قائد عسكري في صنعاء بعد استهدافه من قبل قوات التحالف أمس (إ.ب.أ)
TT

التحالف يستهدف مجمع وزارة الدفاع في صنعاء.. ومقر قيادي بارز في حزب صالح

مسلح موال للحوثيين يتفقد الخراب الذي لحق بمنزل قائد عسكري في صنعاء بعد استهدافه من قبل قوات التحالف أمس (إ.ب.أ)
مسلح موال للحوثيين يتفقد الخراب الذي لحق بمنزل قائد عسكري في صنعاء بعد استهدافه من قبل قوات التحالف أمس (إ.ب.أ)

قصف طائرات التحالف الذي تقوده السعودية، مجمع وزارة الدفاع قرب منطقة باب اليمن في صنعاء أمس. ويقع ديوان وزارة الدفاع ودوائرها الرئيسية في المجمع، إضافة إلى مستشفى العرضي، وإلى وقت قريب كان يضم مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن.
وتعد عملية استهداف المجمع هي الثانية منذ بدء عملية «عاصفة الحزم» في مارس (آذار) المنصرم، ويعتقد أن الحوثيين قاموا بتخزين كميات كبيرة من السلاح والذخيرة في المجمع الذي تأتي عملية استهدافه في سياق سلسلة الغارات التي تنفذها طائرات التحالف منذ بضعة أيام، وتستهدف، بدرجة رئيسية، مراكز القيادة والسيطرة للقوات المسلحة المتمردة على الشرعية والموالية للمخلوع علي صالح.
وبحسب شهود عيان، فإن ضمن ما استهدفه قصف طائرات التحالف، منزل نعمان دويد، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام والمقرب من صالح، إضافة إلى المدرسة الفنية. ويؤكد شهود العيان أن انفجارات كبيرة دوت في المنزل والمدرسة عقب عملية القصف، في إشارة إلى وجود كميات من الأسلحة المخزنة، كما شن طيران التحالف غارات مكثفة على المناطق الحدودية بين اليمن والمملكة العربية السعودية، واستهدف القصف مواقع للمسلحين الحوثيين وبالتحديد في محافظتي صعدة وحجة.
في غضون ذلك، احتدمت أمس المواجهات المسلحة في محافظة مأرب، بشرق اليمن، بين المقاومة الشعبة والمكونة من رجال القبائل وقوات الجيش الموالية للشرعية الدستورية، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقالت مصادر محلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط»، إن عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين، في المواجهات التي شهدتها المحافظة أمس. وتشير المصادر إلى أن أقوى المواجهات تشهدها منطقة الجفينة، في منطقة قبائل عبيدة، قرب سد مأرب، وتؤكد المصادر أن الحوثيين دفعوا بتعزيزات كبيرة إلى مأرب من أجل حسم المواجهات والسيطرة على عاصمة المحافظة، قبيل انعقاد مشاورات جنيف، لتكون إحدى الأوراق الرابحة، وخاصة أن مأرب واحدة من أغنى المحافظات اليمنية بالنفط والغاز.
ويزعم الحوثيون بتحقيق ما يسمونها «انتصارات» في مأرب، في الوقت الذي واصل طيران التحالف، أمس، مساندته للمقاومة الشعبية من خلال استهداف مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي صالح، وتنفي المصادر القبلية لـ«الشرق الأوسط» مزاعم الحوثيين، وتؤكد أن «قبائل وأبناء مأرب وقوات الجيش هناك في تلاحم قوي وتواجه بصورة أسطورية غزو الحوثيين للمحافظة»، وأن «مأرب لن تسقط في أيدي الميليشيات المتمردة». وأشارت ذات المصادر إلى محاولات الحوثيين، الأسبوعين الماضيين، إلى اختراق جبهات القتال في مأرب عبر الخلايا النائمة التي جرى تحريكها والتي كانت تهدف إلى تنفيذ عمليات كبيرة داخل عاصمة المحافظة، وتشهد مأرب عددا من جبهات القتال، بينها جبهة ماس، ومجزر والمخدرة، ومدغل وصرواح وهي من جبهات قبائل الجدعان وجهم، إضافة إلى جبهتي الزور والجفينة والأخيرة في منطقة عبيدة قرب سد مأرب التاريخي.
كذلك، تواصل المقاومة الشعبية في أكثر من محافظة يمنية من عملياتها التي تستهدف المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح. وقالت مصادر في محافظة إب، بوسط اليمن، إن اشتباكات عنيفة دارت بين المقاومة وتلك المجاميع المتمردة والمسيطرة على مقاليد الأمور، وتؤكد مصادر محلية سقوط عدد من القتلى والجرحى الحوثيين في تلك العمليات.
وفي موضوع آخر، أصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، قرارا جمهوريا قضى بإعفاء محمد منصور زمام من منصبه كوزير للمالية، وكان زمام واصل مهامه الوزارية عقب انقلاب الحوثيين على الشرعية، وبموجب القرار الرئاسي، فإن زمام هو ثاني وزير يعمل في سلطة الحوثيين يتم إقالته من منصبه، بعد وزير الداخلية، اللواء جلال الرويشان.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.