كوبا أميركا 2015.. تاريخ حافل بالمنافسة الشرسة والنجوم اللامعة

أقدم بطولة لمنتخبات كرة القدم في التاريخ تستضيفها تشيلي بداية من غد

المنتخب البرازيلي يتطلع لنسيان (مذلة) المونديال السابق (رويترز)  -  الكتيبة الأرجنتينية تبحث عن لقب أول منذ 22 عاما (ِإ.ب.أ)
المنتخب البرازيلي يتطلع لنسيان (مذلة) المونديال السابق (رويترز) - الكتيبة الأرجنتينية تبحث عن لقب أول منذ 22 عاما (ِإ.ب.أ)
TT

كوبا أميركا 2015.. تاريخ حافل بالمنافسة الشرسة والنجوم اللامعة

المنتخب البرازيلي يتطلع لنسيان (مذلة) المونديال السابق (رويترز)  -  الكتيبة الأرجنتينية تبحث عن لقب أول منذ 22 عاما (ِإ.ب.أ)
المنتخب البرازيلي يتطلع لنسيان (مذلة) المونديال السابق (رويترز) - الكتيبة الأرجنتينية تبحث عن لقب أول منذ 22 عاما (ِإ.ب.أ)

ربما افتقدت النسخ الأخيرة من بطولات كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) لكرة القدم البريق الذي اتسمت به في نسخ سابقة، ولكنها نجحت في الحفاظ على كبريائها ومكانتها ضمن أبرز بطولات الساحرة المستديرة نظرا لمشاركة أفضل وأبرز لاعبي العالم في منافسات هذه البطولة. ومن المؤكد أن بطولة كوبا أميركا 2015 التي تنطلق فعالياتها في تشيلي بداية من غد الخميس لن تكون استثناء من ذلك حيث يشارك فيها مجموعة من أبرز نجوم اللعبة في الوقت الحالي وفي مقدمتهم ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني.
وصرح المدرب الأرجنتيني الشهير لويس سيزار مينوتي، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني الفائز بلقب كأس العالم 1978 بالأرجنتين، لوكالة الأنباء الألمانية قائلا: «ما يزعجني هو تعامل بعض المنتخبات مع هذه البطولة في إشارة إلى مشاركة بعض المنتخبات في البطولة دون بعض نجومها الكبار مثلما حدث من المنتخب المكسيكي في بطولة 2011 عندما شارك بفريق من الشباب». وأكد مينوتي: «يبدو لي أن هذا قد يكون استهانة بالبطولة التي تألق فيها سابقا نجوم مثل غارينشيا وبيليه ومارادونا ودي ستيفانو ومورينو وإيريكو وساسيا وبونتوني». واستعصى لقب كوبا أميركا في الماضي على الكثير من النجوم البارزين رغم تألقهم في فعاليات هذه البطولة ومنهم الأسطورة البرازيلي بيليه والأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا وأرسينيو إيريكو نجم باراغواي السابق. وكان آخر هؤلاء النجوم الذين استعصى عليهم لقب كوبا أميركا هو ميسي نفسه حيث فشل في قيادة منتخب بلاده إلى الفوز باللقب في البطولتين الماضيتين في فنزويلا عام 2007 ثم على ملاعب بلاده في 2011. وبلغ المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية لبطولة 2007 ولكنه سقط أمام نظيره البرازيلي بثلاثة أهداف نظيفة ليخسر التانغو النهائي أمام السامبا البرازيلية للبطولة الثانية على التوالي. وفيما رأى مشجعو المنتخب الأرجنتيني أن الوضع أصبح مختلفا في البطولة الماضية عام 2011 بالأرجنتين بعدما اكتسب ميسي مزيدا من الخبرة وأصبح أكثر حماسا لقيادة الفريق نحو اللقب بعدما توج مع برشلونة بالكثير من الألقاب على الساحتين المحلية والدولية، تلقى ميسي والفريق لطمة قوية بالسقوط أمام أوروغواي بركلات الترجيح في دور الثمانية للبطولة الماضية. ولكن مع بلوغ الفريق نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل والذي خسره أمام ألمانيا بهدف نظيف، يأمل ميسي في قيادة المنتخب الأرجنتيني هذه المرة لإحراز لقب البطولة القارية التي يعتبرها هدفه الجديد والمهم.
ومع فوزه بلقب النسخة الماضية ينفرد منتخب أوروغواي حاليا بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 15 لقبا مقابل 14 لقبا للتانغو الأرجنتيني. وفي المقابل، رفع المنتخب البرازيلي رصيده إلى ثمانية ألقاب في بطولات كوبا أميركا أقدم بطولة لمنتخبات كرة القدم في التاريخ. ومع خروجه المبكر والمهين من مونديال 2014 على أرضه بالهزيمة 7 - 1 أمام نظيره الألماني في المربع الذهبي للبطولة، يدرك المنتخب البرازيلي أهمية البطولة القارية هذه المرة لتعويض جماهيره عن ضياع حلم اللقب العالمي السادس. ويدرك المنتخب البرازيلي جيدا كيف يفسد خطط منافسه التقليدي العنيد حيث نجح في انتزاع اللقب في بطولتي 2004 و2007 بالفوز على التانغو الأرجنتيني في نهائي كل من البطولتين. وانتهت المباراة النهائية للبطولة عام 2004 في بيرو بالتعادل 2 - 2 بعدما سجل أدريانو هدف التعادل للمنتخب البرازيلي في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح التي حسمت المباراة واللقب لصالح راقصي السامبا. وفشل المنتخب الأرجنتيني بذلك في الثأر لهزيمته بنفس السيناريو أمام البرازيل في دور الثمانية للبطولة التي استضافتها أوروغواي عام 1995 إذ انتزع المنتخب البرازيلي تعادلا ثمينا 2 - 2 بهدف سجله توليوم في الدقيقة 81 قبل أن يحقق الفريق البرازيلي الفوز بضربات الترجيح. ولكن سيناريو بطولة فنزويلا عام 2007 كان أشد قسوة على المنتخب الأرجنتيني حيث سقط في النهائي أمام منافسه البرازيلي بثلاثية نظيفة.
ومع غياب المهاجم الخطير لويس سواريز عن صفوف منتخب أوروغواي بسبب عقوبة الإيقاف المفروضة عليه من قبل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) واعتزال مواطنه المخضرم دييغو فورلان اللعب الدولي، سيفتقد المنتخب الأوروغواياني قدرا كبيرا من خطورته مما يجعله في مرتبة تالية خلف المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني من حيث الترشيحات للمنافسة على اللقب. وقد يتفوق منتخب كولومبيا على أوروغواي في الترشيحات أيضا في ظل تألق أكثر من نجم لهذا المنتخب في الأندية الأوروبية هذا الموسم وفي مقدمتهم جيمس رودريغيز نجم ريال مدريد الإسباني وكارلوس باكا مهاجم أشبيلية الإسباني. كما يحظى منتخب تشيلي بفرصة ذهبية للمنافسة بقوة على اللقب في ظل إقامة البطولة على أرضه وتألق أكثر من لاعب بهذا الفريق في الأندية الأوروبية هذا الموسم أيضا مثل أليكسيس سانشيز مهاجم آرسنال الإنجليزي. وكان منتخب أوروغواي هو أول الفائزين بألقاب كوبا أميركا حيث توج بلقب البطولة الأولى التي أقيمت عام 1916 احتفالا بمرور مائة عام على استقلال الأرجنتين ولم يخسر منتخب أوروغواي أي مباراة خاضها في هذه البطولة.
وعلى مدار تاريخها الطويل، تغير حجم ونظام البطولة أكثر من مرة حتى وصل إلى ما هو عليه حاليا حيث تقام البطولة حاليا بمشاركة جميع المنتخبات العشرة في قارة أميركا الجنوبية بالإضافة لمنتخبين من خارج القارة توجه إليهما الدعوة. ولم يسبق لأي من المنتخبات المشاركة بدعوات أن أحرز اللقب. وإلى جانب ألقاب أوروغواي والأرجنتين والبرازيل، سبق لأربعة منتخبات أن توجت به وهي باراغواي وبيرو برصيد لقبين لكل منهما وكولومبيا وبوليفيا برصيد لقب واحد لكل منهما بينما لم تدون منتخبات الإكوادور وتشيلي وفنزويلا أسماءها في سجل الفائزين بالبطولة.
ويقتسم الأرجنتيني نوربرتو مينديز والبرازيلي زيزينيو صدارة قائمة أفضل الهدافين في تاريخ بطولات كوبا أميركا برصيد 17 هدفا لكل منهما. وتمثل بطولة كوبا أميركا، التي تقام فعالياتها كل أربع سنوات ويشارك الفائز بلقبها في بطولة كأس القارات، أحد أبرز ثلاث بطولات لمنتخبات كرة القدم في العالم حيث تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بعد كأس العالم وكأس أمم أوروبا. وتستضيف تشيلي النسخة رقم 44 من بطولة كوبا أميركا خلال الفترة من غد الخميس إلى الرابع من الشهر المقبل.
ويسعى ميسي من خلال هذه البطولة إلى قيادة المنتخب الأرجنتيني لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب بالإضافة إلى رغبته الشخصية في التفوق على أبرز نجوم القارة من خلال الفوز باللقب الذي لم يسبق لبيليه ومارادونا الفوز به.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».