طيران التحالف يقصف مقر نجل علي عبد الله صالح

قائد عسكري يمني لـ «الشرق الأوسط» : صواريخ «سكود» الحوثيين في طريقها للنفاد

طيران التحالف يقصف مقر نجل علي عبد الله صالح
TT

طيران التحالف يقصف مقر نجل علي عبد الله صالح

طيران التحالف يقصف مقر نجل علي عبد الله صالح

وجه طيران التحالف العربي بقيادة السعودية ضرباته الجوية في صنعاء أمس على مقر أحمد علي صالح، نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح. واستهدف مكتب العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، القائد السابق لما كان يعرف بـ«الحرس الجمهوري»، الكائن في شارع الجزائر بالعاصمة صنعاء. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الغارات سوت المكتب بالأرض، فيما أكدت مصادر محلية أن المكتب «كان عبارة عن إحدى غرف عمليات الحرب التي تدار من خلالها قوات الحرس الجمهوري». كما استهدف القصف، أيضا، منزل عبد الملك السياني، وزير النقل الأسبق وهو من المقربين للمخلوع صالح.
وكشف مصدر عسكري يمني لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل تفيد بإخلاء قوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس المخلوع صالح مواقعها في عدد من المدن اليمنية خلال الأيام الماضية تمهيدا للمحاولة الفاشلة الأخيرة باختراق الحدود الجنوبية للسعودية أملا في تحقيق انتصار عسكري.
وأشارت تلك المعلومات إلى أن تلك القوة المصنفة من «النخبة» العسكرية، تركت التمركز في مناطق بينها المكلا والتي تشهد تكاثرا للعناصر الإرهابية وتعتبر أهم معاقل تنظيم «القاعدة».
وفي سياق متصل، كشف اللواء ناصر الطاهري، الذي يعد أحد كبار القادة العسكريين في الحكومة الشرعية اليمنية، بأن مخزون الحوثيين وميليشيات الرئيس المخلوع صالح من صواريخ «سكود» الباليستية يعد ضئيلاً جدًا وفي طريقه للنفاد، مشددًا على أن غالبية تلك الأسلحة جرى تدميرها من قبل طائرات التحالف. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الانقلابيين في اليمن لم يعد لديهم سلاح نوعي يمكن لهم من خلاله مواجهة ومجابهة الضربات الجوية الدقيقة للتحالف العربي، مبينًا أن قوة الحرس الجمهوري التي حاولت التوغل للأراضي السعودية أخيرا، تلقت تدريبا وعناية خاصة من قبل النظام السابق لتحقيق أهدافها في السيطرة على مفاصل القوة في البلاد. وأضاف بأن بعض عناصر الحرس، تدرب في الخارج من دون تحديد موقع تدريبه.
وأكد أن المقاومة الشعبية في اليمن مستمرة وحققت الكثير من النجاحات في الآونة الأخيرة، مبينًا أن الوضع في بعض المدن اليمنية تحسن كثيرا وهو أفضل من الفترة التي صاحبت انقلاب الحوثيين على السلطة، وأضاف أن الحكومة تعمل على ترتيب وتنظيم قوة المقاومة من أجل الإسراع في إنهاء حالة الفوضى في البلاد منذ استيلاء الحوثيين على الحكم.
وفي سياق عمليات قوات التحالف، أغارت الطائرات على محافظتي حجة وصعدة، وقالت مصادر محلية إن القصف استهدف منطقة الملاحيظ وجمارك مدينة حرض الحدودية، إضافة إلى استهدافه لعدد من المواقع ومخازن الأسلحة والذخائر في مديريات وقرى قرب الحدود اليمنية – السعودية.
وفي التطورات الميدانية أخرى في اليمن أمس، قتل ما لا يقل عن 10 من مسلحي الميليشيا الحوثية والقوات الموالية للمخلوع صالح، في هجوم للمقاومة الشعبية في مدينة تعز. وقالت مصادر محلية إن المسلحين هاجموا تجمعا للميليشيات في حي المرور، غرب المدينة، وفي منطقة الجندية حيث قتل عدد آخر من تلك العناصر في هجوم للمقاومة. وفي السياق ذاته، تواصل المقاومة الشعبية في مدينة القاعدة بمحافظة إب عملياتها المستمرة في مهاجمة أرتال التعزيزات التي ترسل إلى الميليشيات وقوات صالح في محافظة تعز من العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات المجاورة. وقال مصدر محلي إن عددا من المسلحين الحوثيين قتلوا في عملية جديدة للمقاومة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.