المقاومة اليمنية تعلن تحرير 90 % من الضالع

أطلقت على العملية «عاصفة الضالع» وتقتل 275 من ميليشيا الحوثي وصالح

عناصر من لجان المقاومة الموالية للرئيس اليمني في مأرب أمس بعد مواجهات مع الحوثيين (أ.ف.ب)
عناصر من لجان المقاومة الموالية للرئيس اليمني في مأرب أمس بعد مواجهات مع الحوثيين (أ.ف.ب)
TT

المقاومة اليمنية تعلن تحرير 90 % من الضالع

عناصر من لجان المقاومة الموالية للرئيس اليمني في مأرب أمس بعد مواجهات مع الحوثيين (أ.ف.ب)
عناصر من لجان المقاومة الموالية للرئيس اليمني في مأرب أمس بعد مواجهات مع الحوثيين (أ.ف.ب)

أعلنت المقاومة الشعبية الجنوبية اليمنية أمس عن تحرير 90 في المائة من الضالع وريفها بعملية أطلقت عليها اسم «عاصفة الضالع» التي تواصلت طوال يوم وليل أمس.
وكشفت مصادر في المقاومة الجنوبية عن بلوغ عدد قتلى ميليشيات الحوثي وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح خلال عملية «عاصفة الضالع» 275 قتيلا، موضحة أن المقاومة تمكنت خلال العملية الأخيرة من اغتنام عدد من الدبابات وراجمات صواريخ والشيلكا إضافة إلى عربات وأطقم عسكرية.
وتوعدت المقاومة في بيان رسمي أصدرته مساء أمس أن عاصفة الضالع ما هي إلا بداية لما سمته «سلسلة عمليات نوعية»، لافتة إلى أنها وزعت المهام على قيادة الكتائب التابعة للمقاومة الشعبية الجنوبية وبقية الفصائل المقاتلة.
وأوضحت المقاومة في بيانها أن عملية «عاصفة الضالع» جاءت بتنفيذ عملية نوعية بقيادة القائد شلال علي شايع تم خلالها قطع خطوط الإمداد على ميليشيات الحوثي وصالح في لواء عبود ومعسكر الجرباء ليتم على أثرها بدء الهجوم وبوقت متزامن، حيث شنت كتائب فارس الضالعي التابعة للمقاومة الشعبية الجنوبية بقيادة حمادة أبو محمد هجوما من عدة اتجاهات على مواقع الخزان العسكرية انتهى بالسيطرة عليها ومقتل جميع من كانوا فيها من ميليشيات الحوثي والمسحلين الموالين لصالح. وفي الوقت ذاته شنت المقاومة الجنوبية بقيادة عيدروس الزبيدي هجوما على المواقع العسكرية المطلة على معسكر الجرباء من جهة منطقة زبيد، وتمت السيطرة على المواقع العسكرية بنجاح، وتم اقتحام المعسكر من تلك الجهة، وفي الوقت ذاته أيضا شنت كتائب الشهيد إياد الخطيب التابعة للمقاومة الشعبية الجنوبية بقيادة بليغ الضالعي هجوم عنيفًا تمت خلاله السيطرة على إدارة الأمن وموقع المظلوم وموقع القشاع.
وذكرت مصادر المقاومة أن الكتائب قامت باقتحام البوابة الرئيسية لمعسكر الجرباء، وقد شن أفراد المقاومة الشعبية الجنوبية بقيادة شلال علي شايع هجوما على معسكر الجرباء من الجهة الشرقية تم خلاله اقتحام المعسكر من الجهة الشرقية، حيث تمت السيطرة بنجاح. ووفقا للخطة المعدة سلفا من قبل المقاومة الشعبية الجنوبية، شنت كتائب علي عبد اللاه التابعة للمقاومة الشعبية الجنوبية بقيادة عمار أبو علي هجوما واسعا على تجمعات ميليشيات الحوثي وصالح وتمكنت خلال الهجوم من السيطرة على مقر الأمن المركزي ولواء عبود ومستشفى السلامة.
وأوضحت المقاومة أن ميليشيات الحوثي وأعوان المخلوع صالح لجأت إلى التجمع في البنك المركزي وإلى الكتيبة العسكرية المرابطة بموقع السوداء والربدة، على أثرها شنت المقاومة الشعبية الجنوبية «هجوما عنيفا دارت خلاله معارك عنيفة استخدمت فيها المقاومة الشعبية الجنوبية الدبابات والمدافع».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».