عمان توافق على دفن طارق عزيز في الأردن.. والعبادي يقبل مقابل شرط

السفير العراقي: لا مانع شريطة نقل الجثمان من المطار إلى المقبرة مباشرة

عراقيون تجمعوا أمس أمام المستشفى التعليمي في الناصرية حيث توفي طارق عزيزي أول من أمس (أ.ف.ب)
عراقيون تجمعوا أمس أمام المستشفى التعليمي في الناصرية حيث توفي طارق عزيزي أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

عمان توافق على دفن طارق عزيز في الأردن.. والعبادي يقبل مقابل شرط

عراقيون تجمعوا أمس أمام المستشفى التعليمي في الناصرية حيث توفي طارق عزيزي أول من أمس (أ.ف.ب)
عراقيون تجمعوا أمس أمام المستشفى التعليمي في الناصرية حيث توفي طارق عزيزي أول من أمس (أ.ف.ب)

وافقت السلطات الأردنية على دفن جثمان وزير الخارجية العراقي الأسبق طارق عزيز الذي توفي في مستشفى جنوب العراق، أول من أمس، بالأردن «لأسباب إنسانية» وبناء على رغبة عائلته، حسبما أعلن مصدر رسمي أردني أمس.
وقال المصدر الذي فضل عدم كشف هويته، إن «السلطات الأردنية وافقت على طلب من عائلة طارق عزيز لإحضار جثمان السيد طارق إلى الأردن لدفنه هنا لأسباب إنسانية». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «الآن، تتم مخاطبة السلطات العراقية بعدم ممانعتنا، ثم تتخذ إجراءات هناك من قبلهم لتسليم الجثمان لعائلته».
من جانبه، قال زياد، نجل عزيز المقيم في عمان: «لم يتصل بنا أحد من الحكومة العراقية أو السفارة العراقية هنا في عمان لإبلاغنا أن بإمكاننا تسلم جثة والدي أو ما إذا كان باستطاعتنا دفنه هنا». وأضاف أن «الجثة تم نقلها من الناصرية إلى بغداد بحسب تلفزيون قناة العراقية، ولكن لا أحد حتى الآن اتصل بوالدتي الموجودة حاليًا في بغداد لإخبارها أن بإمكانها تسلم الجثة».
بدوره، أكد السفير العراقي لدى عمان جواد هادي عباس، أن «رئيس الوزراء (العراقي) حيدر العبادي وافق موافقة مشروطة على نقل جثمان طارق عزيز إلى عمان لدفنه وحسب رغبة عائلته». وأضاف أن الشرط هو أن «يؤخذ جثمانه من المطار إلى المقبرة مباشرة ليدفن هناك»، مشيرًا إلى «إمكان إقامة مجلس فاتحة أو عزاء ولكن من دون مشكلات».
إلى ذلك، أعلن رئيس بلدية مدينة الفحيص الأردنية، هويشل عكروش، أمس أن عائلة عزيز فاتحتهم بشأن أن يتم دفن جثمانه في مقبرة المدينة التي تقع على مسافة 15 كيلومترا إلى الغرب من عمان وغالبية سكانها من المسيحيين. وقال عكروش إن البلدية لا تمانع وإنهم جاهزون لاستقبال جثمانه حال تم إنجاز الإجراءات اللازمة والموافقات الرسمية من السلطات الأردنية.
وأكدت مديرية صحة محافظة ذي قار نقل جثمان طارق عزيز إلى معهد الطب العدلي في بغداد أمس.
وقال مدير عام صحة محافظة ذي قار، سعد الماجد، لـ«الشرق الأوسط»: «تم نقل جثمان طارق عزيز من مستشفى الحسين التعليمي في محافظة ذي قار إلى العاصمة بغداد بهدف تسليمه إلى ذويه». وأضاف أن «الجثمان تم نقله بواسطة قوة تابعة لوزارة الداخلية العراقية من مدينة الناصرية وتم تسليمه بعد ظهر اليوم (أمس) إلى معهد الطب العدلي في العاصمة بغداد». وتابع أن «نقل الجثمان جاء بقرار قاض في محكمة استئناف ذي قار بعد اكتمال جميع الإجراءات القانونية ومعرفة أسباب الوفاة».
وتوفي طارق عزيز، الذي أمضى أعوامه الأخيرة في السجن، أول من أمس، في المستشفى التعليمي بالناصرة، مركز محافظة ذي قار.، حيث نقل إثر تدهور حالته الصحية. وقال عادل عبد الحسين الدخيلي، نائب محافظة ذي قار، حيث كان عزيز مسجونًا؛ إن «طارق عزيز توفي في مستشفى الحسين التعليمي في مدينة الناصرية، بعد نقله إليه إثر تدهور حالته الصحية».
ولم يحدد الدخيلي السبب المباشر لوفاة عزيز (79 عامًا)، إلا أن الرجل الذي كان أبرز الوجوه المعروفة في نظام صدام حسين في الخارج، عانى من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب.
وطالبت عائلة عزيز مرارًا بالإفراج عنه نظرًا للظروف الصعبة التي كان يعانيها في السجن. كما نقلت عن محاميه في عام 2011 طلبه من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الإسراع في تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه، بسبب تردي وضعه الصحي.
وحكم على عزيز بالإعدام شنقًا في أكتوبر (تشرين الأول) 2010، لإدانته «بالقتل العمد وجرائم ضد الإنسانية» في قضية «تصفية الأحزاب الدينية».
وعزيز المسيحي الوحيد بين الأركان البارزين للنظام السابق، كان الوجه الدبلوماسي الأبرز لصدام حسين لدى الغرب. وعرف الرجل الذي كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويدخن السيجار الكوبي الفاخر، بنظارتيه الكبيرتين ولباسه الأنيق. وسلم عزيز نفسه للقوات الأميركية بعد أقل من شهر على اجتياحها البلاد وإسقاط النظام السابق. وشغل عزيز مناصب عدة؛ إذ عين وزيرًا للإعلام في سبعينات القرن الماضي، ووزيرًا للخارجية في 1983، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء في 1991.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.