القوات السعودية تعترض صاروخًا للمتمردين.. وتدمر منصة الإطلاق في صعدة

الدفاع الجوي السعودي لـ {الشرق الأوسط} : منصاتنا تصدت لـ«سكود» على بعد 31 كلم من قاعدة عسكرية

صورة لانفجار في ضواحي صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
صورة لانفجار في ضواحي صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
TT

القوات السعودية تعترض صاروخًا للمتمردين.. وتدمر منصة الإطلاق في صعدة

صورة لانفجار في ضواحي صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
صورة لانفجار في ضواحي صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)

اعترضت القوات المسلحة السعودية، فجر أمس، صاروخ «سكود» أطلقته الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، باتجاه مدينة خميس مشيط (جنوب غربي السعودية).
وأوضحت قيادة القوات المشتركة، أمس، في بيان لها، أنه في الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة من صباح السبت، أطلقت ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط، حيث جرى اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بصاروخي باتريوت. وقال البيان: «إن القوات الجوية للتحالف بادرت في الحال بتدمير منصة إطلاق الصواريخ التي حُدّد موقعها في جنوب صعدة باليمن».
وكشف الفريق الركن محمد بن عوض السحيم قائد قوات الدفاع الجوي في السعودية لـ«الشرق الأوسط» عن إفشال الهجوم الصاروخي الذي شنته ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع صالح على الأراضي السعودية دون وقوع أي أضرار بشرية أو مادية، مشيرًا إلى أن منظومة الدفاع تصدت لصاروخ سكود على بعد 31 كيلومترا من محاولة استهدافه لقاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط جنوب البلاد. وأوضح أن الصاروخ انطلق من جنوب صعدة ولم يتخط مسافة الـ17 كيلومترا من مسقط رأس ميليشيا الحوثي، مشددًا على أن الوحدات العسكرية والمواطنين لم يتعرضوا لأي إصابات، وجرى إنهاء الخطر من خلال صواريخ الباتريوت التي تمتلك السعودية أحدث صناعاتها المطورة.
وشدد على أن منصات الدفاع السعودية «لديها القدرة على أن تحمي البلاد من الهجمات العبثية التي تحاول ميليشيا الحوثي وصالح أن تشنها على المملكة بعد رفضها الانقلاب على الشرعية واستجابتها مع قوات التحالف العربي لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن من الانزلاق نحو الحرب الأهلية». ولفت إلى أن منظومة الدفاع «تتمركز في جازان ونجران وبقية المناطق الجنوبية وهي تغطي كل المناطق لحماية البلاد». وقال إن القوات السعودية تتحسب «لكل الاحتمالات كافة، وهي جاهزة لدحر أي عدوان يهدد الوطن وسكانه من المواطنين والمقيمين».
وكانت القوات السعودية قد تصدت مساء أول من أمس لهجوم شنه الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على قطاع جازان (جنوب السعودية). ووصف مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الهجوم بـ«الفاشل»، وقال إن طيران التحالف أسهم في التصدي لمحاولة الاختراق تلك بشن غارات على ميليشيات صالح، نتج عنها مقتل العشرات من قوات الحرس الجمهوري التابعة له.
ولم تتمكن الميليشيات من اختراق الأراضي السعودية ولو بشبر واحد، وقد ساندت طائرات التحالف العربي والأباتشي السعودية الاشتباك البري المباشر الذي دام عشر ساعات.
وأسفرت المعارك التي تلت ذلك الهجوم صباح أمس، عن «استشهاد» أربعة عسكريين سعوديين بينهم ضابطان، إضافة إلى عشرات القتلى في الجانب اليمني كما أعلنت قيادة التحالف في بيان. وجاء في بيان لقيادة القوات المشتركة، أنه «في الساعة 02:45 من صباح السبت أطلقت ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط، وتم بحمد الله اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بصاروخي باتريوت».
وقد بادرت القوات الجوية للتحالف، في الحال، بتدمير منصة إطلاق الصواريخ التي حُدّد موقعها جنوب صعدة، مستهدفة مخازن للأسلحة والذخيرة في جبل نقم وفج عطان والنهدين وهي ثلاثة تلال مطلة على صنعاء، وكذلك مقر قيادة القوات الخاصة، مما أدى إلى انفجارات عنيفة هزت طوال الليل العاصمة صنعاء حسب شهود عيان.
وفي محافظة حجة بشمال اليمن أكد مصدر في السلطة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح سقطوا في قصف طائرات التحالف لرتل عسكري في المثلث الحدودي مع المملكة في منطقة حرض بمحافظة حجة.
يذكر أن العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، قال لوسائل الإعلام أمس، إن ميليشيات الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، يمتلكون ما يقرب من 300 صاروخ سكود، إلا أن قوات التحالف استطاعت تدمير كثير من صواريخ سكود التي كان يملكها نظام صالح، مؤكدًا أن إطلاق الحوثيين وميليشيا علي صالح صاروخا واحدا بعد مضي 70 يوما من بدء العمليات العسكرية باتجاه السعودية يدل على نجاح قوات التحالف في تدمير كثير من الصواريخ التي يمتلكونها، مؤكدا عدم استبعاد أن تعيد الميليشيات إطلاق صواريخ، وقوات الدفاع الجوي السعودي في أتم جاهزيتها للتصدي لهذه الصواريخ.
ويأتي التصعيد الأخير في وقت أكدت الأمم المتحدة أمس أنه تقرر رسميًا عقد محادثات السلام بين الأطراف اليمنية في جنيف في 14 يونيو (حزيران) الحالي. ووافقت الحكومة كما الحوثيون على المشاركة في المشاورات المرتقبة، بينما أبدى حزب «المؤتمر العام» الذي يقوده الرئيس المخلوع صالح شروطًا للمشاركة بينها عدم مشاركة من انشقوا عنهم والتحقوا بالشرعية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.