اعترضت القوات المسلحة السعودية، فجر أمس، صاروخ «سكود» أطلقته الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، باتجاه مدينة خميس مشيط (جنوب غربي السعودية).
وأوضحت قيادة القوات المشتركة، أمس، في بيان لها، أنه في الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة من صباح السبت، أطلقت ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط، حيث جرى اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بصاروخي باتريوت. وقال البيان: «إن القوات الجوية للتحالف بادرت في الحال بتدمير منصة إطلاق الصواريخ التي حُدّد موقعها في جنوب صعدة باليمن».
وكشف الفريق الركن محمد بن عوض السحيم قائد قوات الدفاع الجوي في السعودية لـ«الشرق الأوسط» عن إفشال الهجوم الصاروخي الذي شنته ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع صالح على الأراضي السعودية دون وقوع أي أضرار بشرية أو مادية، مشيرًا إلى أن منظومة الدفاع تصدت لصاروخ سكود على بعد 31 كيلومترا من محاولة استهدافه لقاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط جنوب البلاد. وأوضح أن الصاروخ انطلق من جنوب صعدة ولم يتخط مسافة الـ17 كيلومترا من مسقط رأس ميليشيا الحوثي، مشددًا على أن الوحدات العسكرية والمواطنين لم يتعرضوا لأي إصابات، وجرى إنهاء الخطر من خلال صواريخ الباتريوت التي تمتلك السعودية أحدث صناعاتها المطورة.
وشدد على أن منصات الدفاع السعودية «لديها القدرة على أن تحمي البلاد من الهجمات العبثية التي تحاول ميليشيا الحوثي وصالح أن تشنها على المملكة بعد رفضها الانقلاب على الشرعية واستجابتها مع قوات التحالف العربي لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن من الانزلاق نحو الحرب الأهلية». ولفت إلى أن منظومة الدفاع «تتمركز في جازان ونجران وبقية المناطق الجنوبية وهي تغطي كل المناطق لحماية البلاد». وقال إن القوات السعودية تتحسب «لكل الاحتمالات كافة، وهي جاهزة لدحر أي عدوان يهدد الوطن وسكانه من المواطنين والمقيمين».
وكانت القوات السعودية قد تصدت مساء أول من أمس لهجوم شنه الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على قطاع جازان (جنوب السعودية). ووصف مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الهجوم بـ«الفاشل»، وقال إن طيران التحالف أسهم في التصدي لمحاولة الاختراق تلك بشن غارات على ميليشيات صالح، نتج عنها مقتل العشرات من قوات الحرس الجمهوري التابعة له.
ولم تتمكن الميليشيات من اختراق الأراضي السعودية ولو بشبر واحد، وقد ساندت طائرات التحالف العربي والأباتشي السعودية الاشتباك البري المباشر الذي دام عشر ساعات.
وأسفرت المعارك التي تلت ذلك الهجوم صباح أمس، عن «استشهاد» أربعة عسكريين سعوديين بينهم ضابطان، إضافة إلى عشرات القتلى في الجانب اليمني كما أعلنت قيادة التحالف في بيان. وجاء في بيان لقيادة القوات المشتركة، أنه «في الساعة 02:45 من صباح السبت أطلقت ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط، وتم بحمد الله اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بصاروخي باتريوت».
وقد بادرت القوات الجوية للتحالف، في الحال، بتدمير منصة إطلاق الصواريخ التي حُدّد موقعها جنوب صعدة، مستهدفة مخازن للأسلحة والذخيرة في جبل نقم وفج عطان والنهدين وهي ثلاثة تلال مطلة على صنعاء، وكذلك مقر قيادة القوات الخاصة، مما أدى إلى انفجارات عنيفة هزت طوال الليل العاصمة صنعاء حسب شهود عيان.
وفي محافظة حجة بشمال اليمن أكد مصدر في السلطة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح سقطوا في قصف طائرات التحالف لرتل عسكري في المثلث الحدودي مع المملكة في منطقة حرض بمحافظة حجة.
يذكر أن العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، قال لوسائل الإعلام أمس، إن ميليشيات الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، يمتلكون ما يقرب من 300 صاروخ سكود، إلا أن قوات التحالف استطاعت تدمير كثير من صواريخ سكود التي كان يملكها نظام صالح، مؤكدًا أن إطلاق الحوثيين وميليشيا علي صالح صاروخا واحدا بعد مضي 70 يوما من بدء العمليات العسكرية باتجاه السعودية يدل على نجاح قوات التحالف في تدمير كثير من الصواريخ التي يمتلكونها، مؤكدا عدم استبعاد أن تعيد الميليشيات إطلاق صواريخ، وقوات الدفاع الجوي السعودي في أتم جاهزيتها للتصدي لهذه الصواريخ.
ويأتي التصعيد الأخير في وقت أكدت الأمم المتحدة أمس أنه تقرر رسميًا عقد محادثات السلام بين الأطراف اليمنية في جنيف في 14 يونيو (حزيران) الحالي. ووافقت الحكومة كما الحوثيون على المشاركة في المشاورات المرتقبة، بينما أبدى حزب «المؤتمر العام» الذي يقوده الرئيس المخلوع صالح شروطًا للمشاركة بينها عدم مشاركة من انشقوا عنهم والتحقوا بالشرعية.
القوات السعودية تعترض صاروخًا للمتمردين.. وتدمر منصة الإطلاق في صعدة
الدفاع الجوي السعودي لـ {الشرق الأوسط} : منصاتنا تصدت لـ«سكود» على بعد 31 كلم من قاعدة عسكرية
القوات السعودية تعترض صاروخًا للمتمردين.. وتدمر منصة الإطلاق في صعدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة