أمام فيلم «سبكتر»، الرابع والعشرين في سلسلة «جيمس بوند»، ستة أشهر قبل البدء في عروضه في صالات الشرق الأوسط والخليج وأوروبا والعالم. سيكون الفيلم الرابع للممثل دانيال كريغ في شخصية العميل 007 والفيلم الثاني للمخرج سام منديس في هذه السلسلة بعد نسخة «سكايفول». الصراع بين مؤسسة M16 الاستخباراتية وبين السياسيين البريطانيين مستمر ويصل إلى ذروة جديدة حسب السيناريو الذي شارك بكتابته جون لوغان ونيل بورفيز.
الأول له سوابق ناجحة عدّة من بينها كتابته لفيلم «الملاح» و«هوغو» للمخرج مارتن سكورسيزي، والثاني سبق له وأن خط أكثر من عمل لبوند وكتب مؤخرًا سيناريو تحويل شخصية «كوجاك» التلفزيونية (رجل بوليس أصلع أداه تيلي سافالاس) إلى فيلم سينمائي.
وما زال في حقبة المخرج منديس والممثل كريغ الفيلم الخامس والعشرين من سلسلة بوند، الذي ما زال بلا عنوان، والمفترض البدء بتصويره في العام المقبل أو الذي يليه. بعد ذلك ينتهي عقديهما.
لكن حذار.. الممثل جاسون ستاذام ينوي سرقة دور بوند من دانيال كريغ.. قال في حديث لصحيفة «غارديان» البريطانية إنه مستعد للعب الدور «دانيال كريغ.. إنه عظيم، لكني سأمثل الدور على نحو مختلف».
* بوند الجديد
* الشائع الآن أن دانيال كريغ (47 سنة) سيكتفي بهذه الدورة الخماسية من شخصية بوند. بدأت بـ«كازينو رويال» (2006) وتواصلت بفيلم «كم الأسى» Quantum of Solace سنة 2008 ثم «سكايفول» (2012) وبعده «سبكتر» ثم الفيلم الخامس له (والخامس والعشرين من السلسلة). بعدها، يقول، يريد الانتقال بمهنته إلى آفاق جديدة.
هذا ما شجع ستاثام على الحديث إلى صحيفة «غارديان» بعدم ممانعته لعب الدور، وذلك من باب «أكلمك يا جارة حتى تسمعي يا كنّة» و«الكنّة» هنا ممثلة بالمنتجين باربرا بروكولي ومايكل ج. ولسون.
الممثل إدريس ألبا، وجد نفسه أيضًا في لعبة بوند من حيث لم يدر.
قبل أيام ليست بالبعيدة وجد نفسه مرشّـحًا. من الذي اختاره، وهو ممثل بريطاني أسود البشرة، أمر ضاع في التفاصيل، لكن روجر مور الذي لعب شخصية بوند سبع مرّات في السبعينات ومطلع الثمانينات قال في حديث لمجلة «باري ماتش»: «على من يلعب جيمس بوند أن يكون (إنجليزي – إنجليزي)، وإدريس ليس كذلك».
سريعًا ما تلقّـفت «ذا دايلي مايل» الموضوع وقالت إن جيمس بوند السابق أطلق تصريحًا عنصريًا. ردًا على ذلك، نفى مور أن التصريح عنصري وأكد أن الصحافة استخرجت العبارة من مفهومها الأصلي.
ألبا بدوره قال: «إن كنت قريبًا ذات مرّة من لعب شخصية جيمس بوند.. فإنني الآن أصبحت بعيدًا جدًّا».
لكن مع ومن دون إدريس ألبا، وهو بالتأكيد ممثل جيد، هناك طامحون آخرون للعب هذا الدور الذي بات كما لو كان قمّـة الأدوار السينمائية فتوم هاردي، الذي نراه الآن يحارب أشرار المستقبل في «ماد ماكس 4» لا يمانع كذلك هنري كافيل الذي سبق له ولعب شخصية سوبرمان مستعد للرد على العرض سريعًا إذا ما وجهت الدعوة إليه.
* موظفة في السفارة
* بينما يحدث ذلك في الوقت الذي يداوم فيه العاملون على فيلم «سبكتر» إنجاز مراحل ما بعد التصوير ليكون الفيلم حاضرًا للعروض في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لا تنقطع سلسلة الأفلام الجاسوسية عن الظهور ولو باهتمامات تختلف عن تلك التي يجد فيها بوند نفسه مشدودًا إليها.
وإذا استثنينا الفيلم الكوميدي (الركيك) «جاسوسة» (بطولة ميليسا ماكارثي وبالاشتراك مع جاسون ستراثام، ما غيره) فإن الأفلام الجاسوسية الجادة متوفرة من الآن وحتى قدوم بوند في فيلمه الجديد.
في أفلام بوند الأولى كانت المغامرة تحتوي على توالي العناصر التالية: مهمّة صعبة، نساء جميلات يشاركن بوند المهمّات أو يحاولن قتله وعمليات قتل مستباحة (كونه يملك الرخصة التي تخوله ذلك) والمطاردات وصولاً للنهاية السعيدة. بوند الجديد (نسخة دانيال كريغ) استبدلت مواقع هذه العناصر: النساء ما عدن يشغلن المقدّمة. القتل بات صعبًا والمطاردات وحدها التي تسود. الأهم النهايات ليست سعيدة.
في غمار ذلك، وإلى أن يتم إطلاق «سبكتر» يوجد أكثر من فيلم جاسوسي يستطيع المعجب بهذا النوع مشاهدته. أولها يتسلل للعروض هذا الأسبوع تحت اسم «ناجية» أو Survivor: تشويق من بطولة ميلا جوفوفيتش في دور موظفة السفارة الأميركية في لندن كايت أبوت التي من مهامها التدقيق فيمن تعطي السفارة الأميركية «فِيز» الزيارة إلى الولايات المتحدة. إنها صمّام الأمان المسؤول التي تراجع الخلفيات والتفاصيل الدقيقة في ملف طالب الزيارة إذا ما كان يحمل شبهة معيّنة.
ينتشر من حولها في الأدوار المساندة كل من أنجيلينا باست (في دور السفيرة الأميركية لدى بريطانيا) وديلان مكدورمنت (رئيسها المباشر) و.. بيرس بروسنان الذي لعب دور جيمس بوند سابقًا ولأربع مرّات.
بدأت جولته بفيلم «غولدنآي» سنة 1995 واستمرت في «الغد لا يموت» (1997) ثم «العالم ليس كافيًا» (1999) وانتهت بفيلم «مت في يوم آخر» (2002).
لكن دوره هنا لا يشبه أي من أدواره البوندية مطلقًا.. لن يكون عاملا مساعدا لكايت ولن تلجأ إليه لكي يزوّدها ببعض المعلومات، ولن تقع بالتأكيد في حبّه.. على العكس تمامًا هو الشرير الأول في هذا الفيلم لاعبًا شخصية قاتل محترف يلجأ إليه مخططو عملية إرهابية جديدة في نيويورك (أجانب) لأجل قتلها بعدما ارتابت بشخص منهم يريد السفر إلى نيويورك. الآن يريد هؤلاء إزاحتها من الطريق وهذا القاتل المحترف هو الوسيلة. طبعًا سنراه يفشل (من باب الصدفة أن تركت المقهى حيث تم زرع المتفجرة) وإلا لانتهى الفيلم باكرًا. لكنه سيحاول من جديد خصوصًا بعدما أصبحت مطاردة من البوليس البريطاني بسبب اتهامها بالقتل أيضًا.
* جواسيس آخرون
* وكنا شاهدنا قبل أسابيع فيلما بريطانيًا آخر بدا كما لو كان يحاول التأسيس لسلسلة جاسوسية عنوانه «كينغزمان: المخابرات» الذي قام ببطولته كولين فيرث وفيه يقوم بتدريب شاب صغير على المهنة الصعبة فالعالم في خطر وهناك قوى تسعى لتدميره.. وجيمس بوند لا يستطيع وحده التصدي لكل الأشرار أو حل كل المشاكل.
سلسلة «المهمّة: مستحيلة» دائمًا ما كان تنويعة مسلية انتقلت من رحم التلفزيون، حيث كانت مسلسلا مشهورًا، إلى السينما من بطولة توم كروز في عالم جديد تغيّـرت فيه الأدوار. وفي آخر الشهر المقبل سينطلق الجزء الخامس تحت إدارة المخرج كريستوفر ماغواير وإنتاج لكروز وج ج أبرامز وآخرين.
وأسبوعان على بداية عرض «المهمة: مستحيلة 5» ويطالعنا «رجل من أونكل» (أو كما عنوانه الأصلي The Man From U.N.C.L.E الذي كان بدوره مسلسلاً جاسوسيًا على الشاشة الصغيرة في الستينات وانقلب الآن إلى فيلم سينمائي من إخراج مايكل ريتشي (الذي نزع الهالة الكلاسيكية من شرلوك هولمز في تلك السلسلة التي قاد بطولتها روبرت داوني جونيور) وبطولة هنري كافيل وأرمي هامر.
ثم مباشرة قبل «سبكتر» بوند، يدلو المخرج ستيفن سبيلبرغ بدلوه في سينما الجاسوسية إذ نرى له «جسر من الجواسيس»: الفيلم الوحيد بين المجموعة الذي سيحاول أن يكون جادًا وبعيدًا عن سمة المغامرات وحدها. توم هانكس يؤدي دور محام أميركي تستخدمه السي آي إيه خلال أحداث تقع في رحى الحرب الباردة بين الشرق والغرب، لإنقاذ أميركي قامت الـKJB بإلقاء القبض عليه وسجنه.
هل جيمس بوند مسؤول عن انتشار النوع؟
كلا. قبل «من روسيا مع الحب» و«دكتور نو» وتلك المجموعة الأولى من مغامرات العميل البريطاني الأشهر، كان للسينما الجاسوسية وجود فعلي.. لكن بوند غيّر وجه تلك السينما لما هي عليه الآن.. والسلسلة ما زالت مستمرة.