أعلنت حكومة إقليم كردستان أمس أنها ستضطر إلى اللجوء إلى خيارات أخرى إذا استمرت الحكومة الاتحادية في عدم الالتزام بالاتفاقية المبرمة بين الجانبين وعدم إرسالها ميزانية الإقليم بشكل كامل، في حين كشف نائب كردي في مجلس النواب العراقي أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم سيحمل الأسبوع المقبل رسالة من رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى رئيس الإقليم مسعود بارزاني للتوصل إلى حل بين الجانبين.
وقال نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، في اجتماع مع مجلس محافظة دهوك أمس: «حكومة إقليم كردستان ترغب في حل كل المشكلات النفطية مع الحكومة الاتحادية عن طريق الحوار والتفاهم»، مشددا بالقول إن «حكومة الإقليم ملتزمة تماما بتنفيذ الاتفاقية التي أبرمتها مع بغداد، وهي ستواصل هذا الالتزام، ونتمنى أن تلتزم بغداد أيضا بها، وترسل مستحقات الإقليم المالية بحسب الاتفاقية التي أصبحت جزءا من قانون الموازنة العامة للعراق لعام 2015 الحالي»، مضيفا بالقول: «إذا استمرت بغداد في عدم الإيفاء بالتزاماتها في الاتفاقية ولم ترسل مستحقات الإقليم المالية بالشكل المطلوب، فحينها ستضطر حكومة الإقليم إلى التفكير بطريقة أخرى للحل».
وتزامنا مع تصريحات رئيس حكومة إقليم كردستان، كشف النائب الكردي في مجلس النواب العراقي، عرفات كريم، أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم سيلتقي رئيس الإقليم مسعود بارزاني الأسبوع المقبل حاملا معه رسالة من رئيس الوزراء حيدر العبادي، حول المشكلات النفطية بين الجانبين، وقال كريم لـ«الشرق الأوسط» إنه «بحسب معلوماتنا سيزور الرئيس العراقي فؤاد معصوم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الأسبوع المقبل في أربيل، لبحث تطورات العلاقة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية. ويحمل معصوم معه رسالة من العبادي للإقليم، حول مشكلات النفط بين الجانبين وميزانية الإقليم»، مبينا أن العبادي لا يريد أن تكون لكردستان استقلالية كاملة في عملية بيعها للنفط، وهناك تخوف داخل التحالف الشيعي من احتمال اتخاذ الإقليم قرار بيع النفط بشكل مستقل.
وعن دور رسالة العبادي في ثني الإقليم عن قرار بيع النفط بشكل مستقل مستقبلا، أكد كريم: «إذا كانت الرسالة التي يحملها معصوم من بغداد رسالة واضحة من الحكومة الاتحادية تؤكد فيها أنها سترسل ميزانية الإقليم بشكل كامل، ففي المقابل الإقليم لا يريد افتعال أي مشكلة، ويريد التوصل إلى حل لكل المشكلات بين الجانبين».
وعن نية الإقليم تصدير نفطه بشكل مستقل إذا استمرت الحكومة الاتحادية في عدم الالتزام بالاتفاقية، أكد كريم: «إذا استمرت بغداد على سياستها الحالية، فبلا شك سنبيع نفطنا بشكل مستقل»، مشيرا إلى أن شركات النفط العالمية تتنافس على شراء نفط الإقليم لجودته العالية.
من جهته، أكد فلاح مصطفى، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق، أن «حكومة إقليم كردستان التزمت بكل الاتفاقيات التي أبرمت مع الحكومة الاتحادية، لكن بغداد لم تفِ بأي تعهد أو اتفاق أجرته مع أربيل»، مشيرا إلى أن «إقليم كردستان صدر من نفطه أكثر من الكمية التي اتفق عليها مع بغداد، والأموال عادت إلى خزينة الدولة، لكن حكومة الإقليم لن تتسلم حصتها حسب اتفاق الميزانية التي تم تمريرها في البرلمان بناء على اتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم».
ووصف مصطفى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» وضع الإقليم بـ«الصعب»، حيث «هناك أزمة في توزيع رواتب الموظفين وقوات البيشمركة، وعجز كبير في ميزانية الإقليم، وهذا أثر على مشاريع استراتيجية وعلى الخدمات وعلى برامج الحكومة».
وكان بارزاني قد افتتح ملعب زاخو الدولي في قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك والمحادد لتركيا، وقال في حفل الافتتاح: «إن هذا الملعب يعتبر جزءًا من النجاحات التي حققها الشعب الكردي، الذي عاهد نفسه على النجاح، وأن يواصل التقدم والاستمرار في هذه المسيرة». كما اجتمع على مدى ثلاثة أيام مع محافظ دهوك ومسؤولي الوحدات الإدارية والمؤسسات الحكومية في حدود المحافظة.
نيجيرفان بارزاني: سنلجأ إلى طريقة أخرى إذا استمرت بغداد في عدم الإيفاء بالتزاماتها
رئيس حكومة إقليم كردستان أكد التزامهم بكل الاتفاقيات مع الحكومة الاتحادية
نيجيرفان بارزاني: سنلجأ إلى طريقة أخرى إذا استمرت بغداد في عدم الإيفاء بالتزاماتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة