مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية يكثف المساعدات الإنسانية لليمن

عبد الله الربيعة لـ {الشرق الأوسط}: ننسق أعمالنا مع الأمم المتحدة.. ونقدم المساعدات بالداخل

مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية يكثف المساعدات الإنسانية لليمن
TT

مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية يكثف المساعدات الإنسانية لليمن

مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية يكثف المساعدات الإنسانية لليمن

كشف الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي السعودي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، عن توجه لتكثيف المساعدات الإغاثية لليمن خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الربيعة أن لدى المركز جهودا كبيرة في مجال تقديم المعونات كافة لليمن، سواء أكانت عن طريق المواد الصحية أو تلك المواد الغذائية، مفيدا بأن الجهود مركزة على إجلاء الرعايا اليمنيين في جيبوتي، بالتعاون مع الأمم المتحدة. ولفت إلى أن المركز لا يزال يعمل على توصيل مساعدات حملة الأمل لليمن، التي تشمل أكثر من 36 شاحنة حمولتها تتجاوز 350 طنا من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والأدوية التي جرى توفيرها بالتنسيق مع الحكومة الشرعية ومؤسسات المجتمع المدني باليمن، وبتنسيق تام مع برنامج الغذاء العالمي.
وحول عمل المركز من ناحية العالقين، كشف عن إجلاء يمنيين في دول مصر، والهند، والأردن، مبينا أن المركز يقدم الخدمات الطبية للنازحين اليمنيين في جيبوتي، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الطبية داخل اليمن بالتعاون مع الأمم المتحدة، ومنظمة اليونيسيف.
وأوضح الربيعة أن الفترة المقبلة ستشهد تكثيف تقديم المساعدات الغذائية والطبية، بالتعاون مع الأجهزة ذات العلاقة، ويتزامن ذلك مع ما أعلنه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أمس، عن عودة 8005 من المواطنين اليمانيين إلى مطار صنعاء الدولي مرورا بمطار بيشة (جنوب المملكة) كانوا عالقين في كل من مصر والأردن والهند؛ وذلك بالتنسيق مع خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بوزارة الدفاع.
وأوضح رأفت الصباغ، المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في تصريح صحافي، أن المركز يحرص على إعادة بقية العالقين تحفهم الرعاية حتى يصلوا إلى بلادهم سالمين آمنين، مشيرا إلى أن ذلك يأتي ضمن ما يقوم به المركز من نشاطات إنسانية تجاه الأشقاء في اليمن.
ويقوم مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية، الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتاريخ 13 مايو (أيار) الماضي، بتقديم المساعدات الإغاثية، وإجلاء العالقين، كما أن المركز سيكون مخصصا للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزا دوليا رائدا لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها.
وخصص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لمركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية، إضافة إلى ما سبق أن وجه به الملك سلمان بن عبد العزيز من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني.
وبتاريخ 20 مايو 2015، وصل عدد من القاطرات التي تحمل مشتقات نفطية وأدوية وتجهيزات طبية ومواد غذائية وتمورا ومواد إغاثية أخرى إلى منفذ الوديعة متجهة إلى اليمن، محملة بأكثر من 630 طن مواد غذائية وإغاثية وأدوية وتجهيزات طبية وتمور مقدمة من السفارة اليمنية لدى السعودية ورابطة العالم الإسلامي، وذلك بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بمساعدة من خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية في وزارة الدفاع.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.