غارات التحالف تستهدف مقر قيادة القوات المسلحة بصنعاء وسلاح الصيانة

مصادر يمنية لـ {الشرق الأوسط}: الحوثيون حركوا صواريخ في صنعاء

الدخان يتصاعد من موقع عسكري للحوثيين استهدفه طيران التحالف أول من أمس (رويترز)
الدخان يتصاعد من موقع عسكري للحوثيين استهدفه طيران التحالف أول من أمس (رويترز)
TT

غارات التحالف تستهدف مقر قيادة القوات المسلحة بصنعاء وسلاح الصيانة

الدخان يتصاعد من موقع عسكري للحوثيين استهدفه طيران التحالف أول من أمس (رويترز)
الدخان يتصاعد من موقع عسكري للحوثيين استهدفه طيران التحالف أول من أمس (رويترز)

كشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الضربات المكثفة التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء من قبل طيران التحالف، أول من أمس، جاءت نتيجة معلومات وعمليات رصد لتحريك بعض الصواريخ التي يعتقد أن بعضها حرارية، في عدد من المواقع داخل صنعاء.
وتشير المعلومات إلى أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ونجله العميد الركن أحمد علي صالح، القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري، وبعض القادة العسكريين المقربين منه، يحتفظون بمخزون كبير من الصواريخ في مناطق متعددة من البلاد، وخصوصا في مناطق محيطة بصنعاء. وكثفت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، خلال الأيام القليلة الماضية، من ضرباتها الجوية التي تستهدف الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي صالح، واستهدفت تلك الغارات، بصورة رئيسية، عددا من المواقع، بعضها يقصف للمرة الأولى، ومنها مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وهي مبنى يقع في بداية شارع القيادة بميدان التحرير في قلب العاصمة صنعاء، ولم يكن يستخدم كثيرا منذ نقل وزارة الدفاع منه إلى «مجمع العرضي» في باب اليمن الذي يضم الوزارة ومكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وبحسب المعلومات الميدانية، فقد أعاد الحوثيون استخدام المبنى منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء وكانت تعقد به اجتماعات مشتركة لقيادات الميليشيات الحوثية والقوات المتمردة على الشرعية والموالية للمخلوع علي عبد الله صالح.
ومن المواقع التي جرى استهدافها بالغارات، معسكرات النقل وسلاح الصيانة في مجمع 22 مايو، التابع لوزارة الدفاع والواقع إلى جوار وزارة الإعلام قرب حي الحصبة، إضافة إلى معسكر خاص قرب إذاعة صنعاء، وضمن المواقع التي جرى استهدافها، خلال الأيام الثلاثة الماضية، معسكرات في جبل «فج عطان» و«النهدين»، وهذه المواقع تواصل طائرات التحالف استهدافها بصورة مستمرة منذ بدء عملية «عاصفة الحزم» أواخر مارس (آذار) المنصرم، وحتى اللحظة، وعاود طيران التحالف قصف قصر «دار الرئاسة» في جنوب صنعاء، أيضا، وكان هذا القصر استهدف في بداية العمليات، غير أن معاودة قصفه تثير الكثير من التساؤلات، حيث يعتقد قطاع واسع من اليمنيين أن المخلوع صالح يستخدم أنفاقا تحت الأرض تربط دار الرئاسة بجامع الصالح وميدان السبعين والمناطق المجاورة في عمليات تنقلاته واختبائه من ملاحقة قوات التحالف له، في ضوء أنه مطلوب دوليا.
وتنقسم أهداف غارات التحالف في اليمن إلى قسمين، الأول يركز على الأهداف العسكرية المباشرة وأماكن وجود وتخزين الأسلحة والذخائر، والثاني يتعلق بدعم المقاومة الشعبية واستهداف مواقع تمركز الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وضمن الأهداف العسكرية المباشرة لقوات التحالف وغاراتها التي تشنها بصورة يومية، محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، وهي محافظة حدودية مع المملكة العربية السعودية، كما هو الحال بالنسبة لمحافظة حجة، في شمال غربي البلاد، وهناك أهداف عسكرية جرى استهدافها، اليومين الماضيين، أيضا، في محافظة الحديدة بغرب اليمن التي تعد ثاني أكبر ميناء تجاري واقتصادي في البلاد، فقد استهدف القصف، في هذه المحافظة، «القاعدة البحرية»، حيث تشكل القوات البحرية في الحديدة أساس القوات العسكرية البحرية الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وقد سلمت إلى الحوثيين الذين باتوا يستخدمونها.
وبحسب خريطة الضربات الجوية، فإن القسم الآخر منها يتعلق بدعم المقاومة الشعبية، حيث تغير طائرات التحالف على مواقع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح في عدد من المحافظات، دعما للمقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وأبرز هذه الضربات تستهدف مواقع في محافظات: تعز، عدن، مأرب، وبقية المناطق التي تشهد مواجهات بين المقاومة والانقلابيين، وقد أسهمت هذه الضربات، إلى حد كبير، في مساعدة المقاومة الشعبية في محافظة الضالع الجنوبية التي باتت محررة منذ 25 من مايو (أيار) الماضي، من الوجود الحوثي بعد دحره عبر الضربات الجوية التي دعمت المقاومة التي كبدت القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات ودحرتهم إلى المناطق الشمالية من البلاد.
وقال خبراء ومراقبون يمنيون لـ«الشرق الأوسط»، إن الضربات الجوية وخلال شهرين ونيف، حققت نتائج إيجابية على مستوى تدمير القدرات العسكرية النظامية للحوثيين وصالح، ويشير المراقبون والخبراء إلى أن ترتيبات تحالف صالح - الحوثي، كان استعد لمواجهة طويلة، ولذلك أقدم على نقل كميات مهولة من الأسلحة من مخازنها الرئيسية والرسمية إلى مناطق أخرى، بينها مناطق آهلة بالسكان، ويطرح هؤلاء، بشكل كلي، أن استمرار ضربات التحالف الجوية التي تحقق نتائج إيجابية «تثير الرعب في قلوب المتمردين وتجعلهم يكشفون أوراقهم يوما بعد يوم، من خلال نقل الأسلحة»، وأن «هذا ما كشفته الحقائق على الأرض خلال الأسابيع القليلة الماضية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.