الحكومة التونسية تجيب اليوم عن أبرز الملفات الاجتماعية أمام البرلمان

قايد السبسي يبحث مع وزير الخارجية القطري سبل تطوير العلاقات بين البلدين

خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري خلال لقائه بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في تونس أمس (أ.ف.ب)
خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري خلال لقائه بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في تونس أمس (أ.ف.ب)
TT

الحكومة التونسية تجيب اليوم عن أبرز الملفات الاجتماعية أمام البرلمان

خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري خلال لقائه بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في تونس أمس (أ.ف.ب)
خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري خلال لقائه بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في تونس أمس (أ.ف.ب)

تقف حكومة الحبيب الصيد اليوم أمام البرلمان التونسي فيما يشبه امتحانا حقيقيا لبرامجها بعد مرور نحو 120 يوما من حصولها على ثقة أعضاء البرلمان، وهي خطوة تعتبرها جل الأحزاب السياسية، سواء المشاركة في الحكم أو التي تقف في صفوف المعارضة، انطلاقة فعلية في تنفيذ البرنامج الحكومي، وذلك بعد تحديد خمس أولويات في عمل كل وزارة خلال الفترة التي مضت من عمر الحكومة.
وتحولت تسمية «الجلسة البرلمانية بين الأمس واليوم» إلى جلسة حوار مع الحكومة بعد أن كانت تحمل اسم «جلسة مساءلة»، واتسمت بالتشنج خلال جلسات المساءلة لحكومتي الترويكا الأولى والترويكا الثانية، وحكومة الكفاءات التي قادها المهدي جمعة. وتتوقع عدة أطراف سياسية أن يتلقّى رئيس الحكومة ووزراؤه سيلا جارفا من الأسئلة والانتقادات، خاصة أن الكثير من الملفات التي أدرجت ضمن الأولويات الحكومية لم تجد طريقها إلى الحل والتنفيذ.
وبحسب مصادر برلمانية تونسية، فإن عددا هاما من أعضاء البرلمان سيطالبون الحكومة بعقد ندوة وطنية حول الثروات الطبيعية تكون مناسبة لمكاشفة الشعب بحقيقة هذه الثروات، وكيفية التصرف فيها، وخاصة في مجال المحروقات.
ووفق مصادر مطلعة من رئاسة الحكومة، فإن الصيد سيقدم تقريرا واضحا حول عمل تشكيلة الحكومة ومدى تقدمها في إنجاز برامجها. ومن المتوقع أن تسيطر على نقاشات الحكومة والبرلمان أربعة ملفات أساسية، أبرزها الملف الاجتماعي وظاهرة الاحتجاجات الاجتماعية والإضرابات التي تشل أكثر من قطاع اقتصادي حيوي، والملف الثاني الذي يتميز بطابع اقتصادي لأنه يتطرق إلى تفاقم المطالب القطاعية وتعطل العمل والإنتاج في الكثير من المؤسسات الحكومية (التعليم والصحة والنقل والفوسفات على وجه الخصوص).
كما ينتظر أعضاء البرلمان الحصول على توضيحات دقيقة حول الوضع الأمني في البلاد، وخاصة فيما يتعلق بحقيقة الحادث الدموي المسلح الذي وقع يوم 25 مايو (أيار) الماضي وأودى بحياة تسعة عسكريين، بمن فيهم منفذ العملية، داخل ثكنة بوشوشة العسكرية، بالإضافة إلى تفاصيل الاستراتيجية الأمنية في مكافحة الإرهاب، في ظل التهديدات المتكررة القادمة إلى تونس من قبل تنظيم داعش المستقر في ليبيا المجاورة. أما الملف الرابع فيتعلق بالسياسة الخارجية والفشل في إدارة الملف الدبلوماسي مع الطرف الليبي، وتواصل قطع العلاقات الدبلوماسية بين تونس وسوريا، رغم ترحيب وزير الخارجية التونسية الطيب البكوش بعودة السفير السوري إلى بلاده.
ومن المنتظر أن يطرح الحبيب الصيد أمام البرلمان برنامج تنمية جديد يتعلق بالفترة الممتدة ما بين 2016 و2020. يرتكز على تغيير القوانين والاعتماد على الإمكانات الذاتية، والاستغلال الأمثل للثروات.
لكن رؤية الحكومة ولا تتفق مع المعارضة بشأن عدة ملفات، من بينها سياسة الانفتاح على الخارج، والاعتماد على قروض صناديق التمويل الدولية، وتلاقي معارضة صريحة من قبل تحالف الجبهة الشعبية، بزعامة حمة الهمامي الذي اعترض على ما سماه «سياسة الارتهان إلى الخارج عبر القروض»، وهو لا يتفق في هذا لتوجه مع الأحزاب الأربعة اليمينية الحاكمة حاليا في تونس، على اعتبار أن حركة نداء تونس، وحركة النهضة، وحزب الاتحاد الوطني الحر، وحزب آفاق تونس يدعمون سياسة الانفتاح والاعتماد على اقتصاد السوق.
وكان البرلمان التونسي قد منح ثقته للحكومة، التي يرأسها الحبيب الصيد في الخامس من شهر فبراير (شباط) الماضي، بنحو 166 نائبا صوتوا لصالحها، وحصل هذا الدعم الكبير بعد جدل حاد حول الأحزاب التي ستدعمها، وحجم تمثيل تلك الأحزاب في الحكومة المنبثقة عن الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
من جهة ثانية، قال خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري إن لقاءه بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أمس في تونس تركز حول كيفية تطوير العلاقات بين البلدين.
وقال الوزير القطري في تصريح إعلامي عقب لقائه السبسي في قصر قرطاج أمس «لقد استمعنا إلى توجيهات الرئيس (السبسي) فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين دولة قطر وتونس، وكيفية تطويرها وكيفية التعاون في مجالات التنمية».
وأضاف الوزير «سمعنا ملاحظات الرئيس حول الوضع الجاري، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين قطر وتونس».
وسيشارك العطية خلال زيارته تونس في احتفال الذكرى الثانية لتأسيس صندوق الصداقة القطري بتونس.
وكان العطية قد وصل أول من أمس إلى تونس في زيارة رسمية تستمر حتى اليوم الجمعة، يلتقي خلالها أيضا رئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزير الخارجية الطيب البكوش.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.