فشل اجتماع حكومتي بغداد وأربيل يؤجل مناقشة موازنة الدولة

نيجيرفان بارزاني يصل إلى العاصمة العراقية بعد غد لحسم موضوع تصدير نفط إقليم كردستان

فشل اجتماع حكومتي بغداد وأربيل يؤجل مناقشة موازنة الدولة
TT

فشل اجتماع حكومتي بغداد وأربيل يؤجل مناقشة موازنة الدولة

فشل اجتماع حكومتي بغداد وأربيل يؤجل مناقشة موازنة الدولة

حالت الخلافات بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان بشأن النفط دون التوصل إلى حل يؤمن إدراج الموازنة العامة للدولة لعام 2014 في جدول أعمال البرلمان العراقي، للبدء بقراءتها قراءة أولى تمهيدا للتصويت عليها قبل نهاية الفصل التشريعي الحالي. وبينما لم يكتمل النصاب القانوني المؤهل لعقد جلسة برلمانية اعتيادية، نتيجة لمقاطعة كتلة «متحدون للإصلاح» وانسحاب كتلة «التحالف الكردستاني» من الجلسة، فقد قرر رئيس البرلمان أسامة النجيفي تأجيل الجلسة العاشرة من الفصل التشريعي للبرلمان حتى إشعار آخر. كما قرر (النجيفي) تحويل الجلسة إلى أعمال اللجان البرلمانية لحين الاتفاق على موعد الجلسة المقبلة للبرلمان.
وبينما تستمر الخلافات الحالية بين الطرفين، فإنه وطبقا لما أعلنه النائب الكردي خالد شواني، فإن رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، سوف يصل بغداد بعد غد، في محاولة أخيرة لحسم الخلافات بخصوص النقاط العالقة بشأن الموازنة. وكان نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، أعلن أول من أمس أن حكومة إقليم كردستان أرسلت ردها على المقترحات التي كانت قدمتها إليها الحكومة المركزية في بغداد.
غير أن الشهرستاني لم يكشف عن مضمون الرد، سوى أنه كرر أن مسألة تصدير النفط لا يمكن أن تكون إلا عن طريق الحكومة الاتحادية حصرا.
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف «دولة القانون» وعضو لجنة الخدمات والإعمار البرلمانية إحسان العوادي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المناقشات حول الموازنة استغرقت وقتا طويلا بدءا من يوليو (تموز) من العام الماضي حتى منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي حيث وصلت إلى البرلمان، وكان قد جرى الاتفاق مع الأكراد حول الكثير من النقاط، بينما بقيت نقاط أخرى»، مشيرا إلى أن «الاتفاق على ذلك كان قد حصل داخل مجلس الوزراء على ذلك، وجرت إحالته إلى البرلمان، غير أن الذي حصل هو أن الكرد اعترضوا ثانية، علما بأن الموافقة كانت قد حصلت داخل مجلس الوزراء على النقاط التالية: أولا، بيع 400 ألف برميل نفط يوميا من الإقليم في إطار خطة الحكومة الاتحادية وعبر شركة (سومو) وهي الشركة الوطنية للنفط. ثانيا, يرجى البيع بالأسعار العالمية, ثالثا, تدخل العائدات إلى الموازنة الاتحادية». وأضاف العوادي أن «الوزراء الكرد اعترضوا ثانية وطلبوا إعادة مناقشة الموازنة داخل مجلس الوزراء، وهو ما أدى إلى التأخير، فضلا عن إضافة مبلغ الخمسة دولارات ضمن الموازنة، حيث كان أول الأمر دولارا واحدا، ومن ثم أصبحت الموازنة عرضة للمزيد من المخاطر». وأوضح العوادي أنه «في ضوء الخلافات المعقدة، فإن البرلمان ليس بوسعه حسم هذه المسألة التي تتطلب تدخلا سياسيا لحلها، وهو ما نأمله خلال الفترة المقبلة».
لكن عضو البرلمان عن «التحالف الكردستاني» وعضو اللجنة المالية نجيبة نجيب، أوضحت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة تكمن في عدم تشريع قانون النفط والغاز، علما أن مشروع القانون موجود في أروقة البرلمان والكتل السياسية منذ عام 2007»، عادة أن «هناك إرادة سياسية بعدم تشريعه، بينما ندفع نحن في الإقليم وعموم الشعب العراقي الثمن». وأضافت نجيب أن «هناك من يريد تصوير الأكراد كونهم هم السبب في تعذر إقرار الموازنة، وهو أمر غير صحيح، حيث توجد الكثير من القضايا الأخرى التي تهم أطرافا أخرى». وأوضحت أن «للأكراد مطالب مشروعة، سواء على صعيد احتساب حصة الإقليم أو رواتب البيشمركة أو مستحقات الشركات الأجنبية، وهي أمور كلها كانت قد وافقت عليها الحكومة الاتحادية ولكن لا تنفذها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».