عبرت قيادات عربية سنية بارزة تقيم في أربيل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أمس، عن استيائها من تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حول استعداده لإرسال ميليشيات الحشد الشعبي إلى أي مكان، إذا كانت هناك حاجة له، وبينت أن العبادي «مستمر في انتهاجه منهج الحكومة العراقية السابقة في إقصاء السنة».
وقال الشيخ عبد الرزاق الشمري، مسؤول العلاقات في الحراك الشعبي العراقي، إن «رئيس الوزراء حيدر العبادي لا يختلف بسياسته عن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وهذا يعني أن أهل السنة في العراق أصبحوا غرباء عنه، ولا نصيب لهم على أرض العراق، والدليل على ذلك عندما جاء النازحون إلى بغداد لم تسمح لهم الحكومة بدخولها إلا بوجود كفيل وهذه سابقة خطيرة، وقد يأتي يوم يطلب فيه من أهل الأنبار وأهل السنة دخول بغداد بجوازات السفر».
وأضاف الشمري: «منذ اليوم الأول لدخول المسلحين إلى الموصل، طالبنا المجتمع الدولي وقلنا إن أبناء الأنبار والمحافظات السنية مستعدون لمواجهة الإرهاب بشكليه، سواء أكان إرهاب (داعش) أو إرهاب الميليشيات، لكن بثلاثة شروط، تتمثل في تسليح أبناء هذه العشائر بمستوى الأسلحة الموجودة لدى (داعش) أو الميليشيات، ويجب أن يتعامل التحالف الدولي والحكومة العراقية مع الميليشيات كما تتعامل مع (داعش)، بالإضافة إلى المطالبة بضمان دولي لحقوق المكون السني بعد خروج (داعش)، وفي مقدمتها حقه الدستوري في الحصول على إقليم يحفظ له أرواح أبنائه وكرامته».
بدوره، يرى الشيخ أحمد البازي، عضو اتحاد العشائر العربية في العراق، أن «تصريح العبادي متسرع وغير مسؤول، ولا يعبر عن شخص يريد حل المشكلات الموجودة في العراق»، مضيفا أن «دخول ميليشيات الحشد الشعبي إلى أي مكان في العراق يعتبر خطأ كبيرا سيدفع العراقيون بصورة عامة ثمنه. فقد شاهدنا المشكلات التي تسببت بها الميليشيات في محافظة صلاح الدين وفي آمرلي وجرف الصخر من قبل وبداية المشكلات التي بدأت بالظهور حاليا في الأنبار، وتصرفاتهم في الاعتقال والتعذيب والقتل والحرق، لذا يجب إيجاد حلول سياسية لهذه الكارثة، وإشراك السنة بحجمهم الطبيعي في العملية السياسية، وتسليح العشائر السنية لتكون هي رأس الحربة في تحرير مناطقها من (داعش)».
وتابع البازي: «حكومة العبادي ليست صاحبة القرار في العراق، فالأمور أصبحت في يد قادة الميليشيات، حتى القرار السياسي أصبح ينزع تدريجيا من الحكومة، فإذا استمروا على هذا النهج ستكون لنا خيارات أخرى، منها التوجه إلى الدول الإقليمية الفاعلة والمؤثرة في المنطقة والمجتمع الدولي لأننا يجب أن نرفع أصواتنا للحفاظ على مناطقنا وأهلنا من القتل والتشريد والتهجير والتدمير»، مؤكدا أنه «إذا ما استمرت الأوضاع هكذا في العراق سنطلب العون من هذه الدول، وهذا ما بدأنا به وسنستمر عليه ومن الممكن أن نتوسع به أكثر فيما إذا حدثت تطورات في الأمور».
وبين البازي أن {ميليشيات الحشد الشعبي المرتبطة بإيران ما زالت تواصل أعمال حرق وتفجير المباني في المناطق المحررة من محافظة صلاح الدين، فعلى الرغم من عدم وجود (داعش) في هذه المناطق، إلا أن الميليشيات ما زالت تواصل تصرفاتها هذه، فلو بدرت من الميليشيات نيات حسنة عند دخولها صلاح الدين، لعاد الأهالي إلى مناطقهم اليوم، وكانت في الوقت ذاته اطمئنانا لأهالي الأنبار والموصل ليثقوا بها مستقبلا».
من جهته، قال الشيخ علي حماد عمر شلال المحامدة، أحد شيوخ عشائر المحامدة في الأنبار: «نحن عبرنا في أكثر من موقف رفضنا لميليشيات الحشد الشعبي، لأنها تساوي (داعش) من ناحية الخطر والإجرام، ونرفض دخولها إلى مناطقنا واستباحتها، فإحراقها لأحد المواطنين في أطراف الفلوجة جعلتها مرفوضة من قبل كل العشائر، ومع دخولها الأنبار بدأت تمارس عمليات السلب والحرق والقتل»، مشددا بالقول: «إذا استمرت الحكومة هكذا فسيكون مصيرها الفشل حتى إذا اعتمدت على إيران كقوة مساعدة لها».
قيادات سنية عربية: «الحشد الشعبي» خطأ كبير سيدفع العراقيون ثمنه أينما يتدخل
ردًا على إعلان العبادي أنه سيرسل هذه الميليشيات إلى حيث تكون هناك حاجة لها
قيادات سنية عربية: «الحشد الشعبي» خطأ كبير سيدفع العراقيون ثمنه أينما يتدخل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة