«ورقة نوايا» تجمع عون وجعجع بعد سنوات من «الصراع»

لقاء نادر توج حوارًا غير مباشر لإعلان ضرورة انتخاب رئيس قوي للبنان

ميشال عون، و سمير جعجع
ميشال عون، و سمير جعجع
TT

«ورقة نوايا» تجمع عون وجعجع بعد سنوات من «الصراع»

ميشال عون، و سمير جعجع
ميشال عون، و سمير جعجع

بعد نحو خمسة أشهر من الحوار غير المباشر بينهما، زار رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رئيس التيار الوطني الحر، النائب ميشال عون، في دارته في الرابية، في منطقة المتن بجبل لبنان أمس. وجاء اللقاء تتويجا للمباحثات التي انطلقت بداية العام الحالي، والتي كان قد تولاها كل من النائب إبراهيم كنعان من قبل عون ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» ملحم رياشي.
وبعد اللقاء، أعلن عن «ورقة النيات» بين الطرفين والتي ارتكزت على مواضيع عدة أهمها التوافق على انتخاب رئيس قوي والحرص على ضبط الأوضاع على الحدود اللبنانية وعدم السماح بإقامة منطقة عازلة في لبنان واحترام القرارات الشرعية الدولية كافة.
ويذكر أن اللقاء الثنائي الأخير الذي جمع القطبين المسيحيين اللذين كانا أحد أبرز الشخصيات السياسية المتصارعة في الحرب الأهلية اللبنانية، قد تمّ عام 2011 عندما زار رئيس حزب القوات النائب ميشال عون لتقديم التعزية بشقيقه. وإضافة إلى جلسات «الحوار الوطني» التي كانت تعقد برئاسة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان وتجمع المسؤولين اللبنانيين، جمعهما «لقاء الأقطاب المسيحيين» في مارس (آذار) عام 2014 في مقر البطريركية المارونية بدعوة من البطريرك بشارة الراعي للبحث في انتخابات رئاسة الجمهورية، وحضر حينها إضافة إلى عون وجعجع، رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ورئيس الجمهورية السابق، رئيس حزب الكتائب، أمين الجميل.
وكانت النقاشات المستمرة التي تولاها «رياشي - كنعان» أنتجت ما عرفت بـ«ورقة النيات» بانتظار لقاء عون - جعجع للإعلان عنها رسميا. وقد أشارت المعلومات إلى أن المرحلة التي ستلي اللقاء، سترتكز على البحث في ملف رئاسة الجمهورية بشكل جدي والانتخابات المعطلة منذ عام.
وبعدما كان الفريقان قد اتفقا على سحب الدعاوى القضائية المرفوعة ضدّ بعضهما، ارتكزت بنود «ورقة إعلان النيات» التي تلاها كل من رياشي وكنعان بعد انتهاء اللقاء، على العودة إلى الميثاق وصحة التمثيل والشراكة الصحيحة وترجمة ذلك بقانون انتخابي وانتخاب رئيس قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة كل المكونات، كذلك العمل على تعزيز مؤسسات الدولة ودعم الجيش معنويا وماديا بصفته المؤسسة الضامنة للسيادة، وتعزيز القوى الأمنية الشرعية بهدف بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية. وأكدت الورقة على الحرص على ضبط الأوضاع على الحدود بين لبنان وسوريا وعدم استعمال لبنان منطلقا لتهريب السلاح والمسلحين، واحترام قرارات الشرعية الدولية كافة والعمل على تنفيذ القرارات التي تم التوافق عليه سابقا في الحوار الوطني، وحل مسألة النزوح السوري المتعاظمة وضرورة إقرار قانون جديد للانتخابات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.