تداعيات فضائح الفساد في أروقة الـ«فيفا» تتواصل.. وشبهات مونديال جنوب أفريقيا تطارد أمينه العام

التحقيق مع الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي بتهم غسل الأموال والاحتيال.. ووضع رئيس الاتحاد الأميركي الجنوبي تحت الإقامة الجبرية

فالكه خلال رده على مقالة تتعلق بشبهات مونديال 2010  -  صحيفة محلية تنشر فضائح رئيس الاتحاد الأميركي الجنوبي السابق البارغوياني ليوز (أ.ف.ب)
فالكه خلال رده على مقالة تتعلق بشبهات مونديال 2010 - صحيفة محلية تنشر فضائح رئيس الاتحاد الأميركي الجنوبي السابق البارغوياني ليوز (أ.ف.ب)
TT

تداعيات فضائح الفساد في أروقة الـ«فيفا» تتواصل.. وشبهات مونديال جنوب أفريقيا تطارد أمينه العام

فالكه خلال رده على مقالة تتعلق بشبهات مونديال 2010  -  صحيفة محلية تنشر فضائح رئيس الاتحاد الأميركي الجنوبي السابق البارغوياني ليوز (أ.ف.ب)
فالكه خلال رده على مقالة تتعلق بشبهات مونديال 2010 - صحيفة محلية تنشر فضائح رئيس الاتحاد الأميركي الجنوبي السابق البارغوياني ليوز (أ.ف.ب)

تواصلت تداعيات فضائح الفساد في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مع ذكر تقرير إخباري أن السلطات الأميركية تعتقد أن جيروم فالكه، السكرتير العام لـ«فيفا» هو المسؤول رفيع المستوى بـ«فيفا»، الذي يقف وراء تحويل عشرة ملايين دولار إلى حسابات يتحكم بها مسؤول كرة سابق يخضع الآن لتحقيقات جنائية.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير نشرته أمس، نقلا عن مصادر مطلعة على التحقيقات لم تكشف عنها، إن ممثلي الادعاء يعتقدون أن فالكه هو مسؤول «فيفا» البارز الذي تم ذكره في لائحة اتهام أميركية ضمن التحقيقات مع جاك وارنر نائب رئيس «فيفا» السابق. وتحقق السلطات بشأن تحويل المبلغ، من قبل «فيفا»، نيابة عن جنوب أفريقيا التي استضافت كأس العالم 2010، حيث لم يكن ممكنا تحويله مباشرة من الصناديق الحكومية. ولم تذكر لائحة الاتهام اسم فالكه بالتحديد كشريك في المؤامرة، كذلك لم تذكر أن المسؤول البارز كان على علم بأن المبلغ المالي جرى تحويله كرشوة، حسب ما ذكره تقرير الصحيفة. ووارنر، الرئيس السابق لـ«كونكاكاف»، ضمن 14 شخصا يواجهون اتهامات من قبل الولايات المتحدة تتعلق بالرشى والفساد. ومن بين الاتهامات الموجهة لوارنر، تلقي رشوة مقابل مساعدة جنوب أفريقيا في الفوز بحق استضافة مونديال 2010.
واعترف «فيفا» في بيان أصدره أمس بأنه جرى دفع عشرة ملايين دولار لوارنر بعد طلب حكومة جنوب أفريقيا «دعم أفارقة الشتات بدول الكاريبي ضمن مشروع تراث كأس العالم». وأوضح «فيفا» أنه بناء على طلب حكومة جنوب أفريقيا وبالاتفاق مع اتحادها الكروي، تمت المطالبة «بالتعامل مع تمويل المشروع» عن طريق حجب عشرة ملايين دولار عن الميزانية التشغيلية للجنة المحلية المنظمة لمونديال جنوب أفريقيا. وأضاف «فيفا» في البيان: «اتحاد جنوب أفريقيا أبلغ (فيفا) بأن برنامج التراث الخاص بأفارقة الشتات يجب أن يدار وينفذ بشكل مباشر من قبل رئيس كونكاكاف (اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، وارنر الذي كان حينذاك نائبا لرئيس اللجنة المالية وعليه أن يكون مسؤولا عن صندوق برنامج تراث الشتات الممول بعشرة ملايين دولار». وأضاف: «لم يكن للسكرتير العام جيروم فالكه أو أي عضو آخر بالإدارة العليا لـ(فيفا)، يد في بدء المشروع المذكور أو التصديق عليه أو تنفيذه.
وقال فالكه في رسالة مختصرة عبر البريد الإلكتروني إلى صحيفة نيويورك تايمز إنه لم يكن مسؤولا عن دفع ذلك المبلغ ولا يمتلك السلطة للقيام بذلك. وأوضحت الصحيفة أن لائحة الاتهام الأميركية أشارت إلى مسؤول بـ(فيفا)، مجهول الهوية، كان المتسبب في تحويل المبلغ. وذكر «فيفا» في بيانه أن مبلغ العشرة ملايين دولار كان بعهدة الراحل خوليو غروندونا الذي كان يرأس اللجنة المالية حينذاك «وتم التنفيذ طبقا للوائح (فيفا)». ومن جانبها، نفت جنوب أفريقيا دفع رشوة إلى وارنر فيما يتعلق بحصولها على حق استضافة كأس العالم 2010. وقال داني جوردان رئيس الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم في تصريحات لصحيفة «صنداي إندبندنت» إنه جرى دفع العشرة ملايين دولار إلى الـ«كونكاكاف» في 2008 ضمن إسهامات بلاده في صندوق تنمية كرة القدم بالاتحاد القاري. وقال فيكيل مبالولا وزير الرياضة الجنوب أفريقي إن المبلغ جرى تحويله إلى اتحاد الكاريبي، الذي كان يرأسه وارنر حينذاك، ضمن عملية إجرائية. وبات وارنر، وهو سياسي من ترينيداد وتوباغو، مطلوبا تسليمه إلى الولايات المتحدة لاتهامات بتلقي رشى والكسب غير المشروع. ويعد وارنر واحدا من بين 14 مسؤولا حاليا وسابقا بـ«فيفا» يواجهون اتهامات من القضاء الأميركي فيما يتعلق بالرشى والفساد وغسل الأموال. وكان سبعة مسؤولين بارزين قد ألقي القبض عليهم في أحد الفنادق بزيوريخ يوم الأربعاء الماضي قبل يومين فقط من كونغرس الـ«فيفا»، كما تجري سويسرا تحقيقات منفصلة بشأن عملية التصويت لمنح روسيا وقطر حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022. وأوقف إنريكي سانز السكرتير العام لـ«كونكاكاف» مساء الاثنين الماضي من قبل لجنة القيم بـ«فيفا» عن ممارسة أي عمل متعلق بكرة القدم، إلى جانب جان جاي بليز مايولاس وبادجي مومبو وانتيتي مسؤولي الاتحاد الكونغولي للعبة.
وكان جيفري ويب رئيس «كونكاكاف» ومساعده كوستاس تاكاس ضمن السبعة مسؤولين المقبوض عليهم في زيوريخ، وبعد تلك العملية منح «كونكاكاف» سانز «إجازة».
من جهة أخرى، وضع رئيس الاتحاد الأميركي الجنوبي السابق الباراغواديسمبر (كانون الأول) نيكولاس ليوز أمس قيد الإقامة الجبرية من طرف القضاء في بلاده وذلك بعد اتهامه في فضيحة الفساد التي ضربت الاتحاد الدولي للعبة. واتهم ليوز (86 عاما) على غرار بعض كبار المسؤولين في «فيفا»، من طرف القضاء الأميركي الذي يطالب بترحيله لتورطه في فضيحة فساد واسعة مرتبطة بمنح حقوق النقل التلفزيوني وتنظيم البطولات. وقال القاضي الباراغواديسمبر (كانون الأول) هومبرتو أوتازو في مؤتمر صحافي: «لقد أبلغته بحقوقه الدستورية وقلت له إنه بإمكانه الاستفادة من ترحيل مبسط وهو ما رفضه».
وأعلن القاضي أوتازو أن ليوز لا يمكنه إدخاله السجن بسبب تقدمه في السن وأن الاحتمال الوحيد هو وضعه قيد الإقامة الجبرية التي تمنعه من ترك مقر إقامته خلال فترة بحث طلب ترحيله.
وفي ريو دي جانيرو فتح القضاء البرازيلي تحقيقا ضد ريكاردو تيكسيرا، الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم بتهم غسل الأموال والاحتيال بين عامي 2009 و2012، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم النيابة العامة في ريو دي جانيرو مارسيلو دل نيغري. وقال دل نيغري في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «يجري هذا التحقيق في سرية كبيرة»، مؤكدا أن التحقيق جار. وأودع تيكسيرا البالغ من العمر 67 والذي كان على رأس الاتحاد البرازيلي لمدة 23 عاما، في حساباته المصرفية مبلغ 464 مليون ريال (3.‏147 مليون دولار)، وهو مبلغ «غير عادي»، بحسب مصدر في الشرطة استندت إليه مجلة «إيبوكا». ووجهت 4 تهم إلى تيكسيرا بينها تهريب رؤوس الأموال وتزوير وثائق. وكان تيكسيرا رئيسا قويا للاتحاد البرازيلي منذ عام 1989 واستقال في عام 2012 بعد شبهات فساد. كما كان بين عامي 2009 و2012 رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم 2014 التي استضافتها بلاده. وكان أيضا أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» الذين شاركوا في ديسمبر (كانون الأول) 2010 في التصويت على منح مونديالي 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على التوالي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».