العبادي ينتقد التحالف الدولي ويشكو نقص الإمدادات والمعلومات الجوية الكافية

رئيس الوزراء العراقي يندد خلال مؤتمر صحافي في باريس بـ«فشل الأسرة الدولية في وقف تقدم داعش»

العبادي ينتقد التحالف الدولي ويشكو نقص الإمدادات والمعلومات الجوية الكافية
TT

العبادي ينتقد التحالف الدولي ويشكو نقص الإمدادات والمعلومات الجوية الكافية

العبادي ينتقد التحالف الدولي ويشكو نقص الإمدادات والمعلومات الجوية الكافية

شكى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم (الثلاثاء)، من نقص الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي لقتال تنظيم "داعش" المتطرف.
وقال العبادي في تصريحات أثناء مؤتمر في باريس، ان شركاء التحالف لا يزودون القوات العراقية بمعلومات جوية كافية لوقف تقدم التنظيم المتشدد، كما يوجد نقص أيضا في دعم العمليات البرية.
وأضاف للصحفيين أن التنظيم المتطرف متنقل ويتحرك في مجموعات صغيرة جدا وأن الدعم الجوي ليس كافيا.
كما جه العبادي انتقادا شديد اللهجة إلى الاسرة الدولية، منددًا بفشلها في وقف تقدم تنظيم «داعش»؛ وذلك قبيل بدء اجتماع الائتلاف الدولي ضد المتطرفين، في باريس، لبحث الاستراتيجية الواجب اتباعها.
وصرح العبادي في مؤتمر صحافي قبل بدء الاجتماع في وزارة الخارجية الفرنسية بحضور 20 وزيرا وممثلا عن منظمات دولية اعضاء في الائتلاف الدولي «أعتقد أنه فشل للعالم بأسره».
ومنذ عام وعلى الرغم من شن الائتلاف قرابة أربعة آلاف غارة جوية، يواصل التنظيم المتطرف تقدمه في العراق وسوريا وبات يسيطر على مساحات شاسعة من الاراضي بين البلدين. مضيفًا «وفي ما يتعلق بدعم العراق، الكلام كثير لكن الافعال قليلة على الارض».
وأشار العبادي إلى تزايد عدد المقاتلين الاجانب في صفوف التنظيم المتطرف، مقدرا أنهم يشكلون 60% في مقابل 40% من العراقيين ، مستطردا «هناك مشكلة دولية لا بد من حلها». وتابع «علينا أن نجد تبريرا لسبب قدوم هذا العدد الكبير من الارهابيين».
وستكون الاستراتيجية التي يجب اعتمادها ازاء المتطرفين في صلب الاجتماع الذي سيحضره العبادي.
وتقوم استراتيجية الائتلاف الحالية على شن غارات وتدريب الجنود العراقيين أو مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة.
لكن الغارات لم توقف «الشاحنات المحشوة بالمتفجرات» التي يستخدمها الانتحاريون في التنظيم بشكل متزايد. وعمليات التدريب لم تحل دون تراجع الجيش العراقي في الرمادي.
وأعلن مسؤول أميركي، رفض الكشف عن هويته، أمس، أن الاجتماع سيتناول أيضا خطط الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على الرمادي من أيدي المتطرفين. مضيفا «لن يكون اجتماعا روتينيا. لقد أتينا للتباحث مع العبادي حول خططه لتحرير الرمادي ومحافظة الأنبار».
ومن المفترض أن يعرض العبادي على اعضاء الائتلاف ما تعتزم حكومته القيام به لاستعادة الرمادي ومحافظة الانبار وماهية المساعدة التي يمكن أن يقدمها له شركاؤه الدوليون.
وتأمل السلطات العراقية بتعبئة العشائر السنية لاستعادة الانبار ونشر وحدات من الشرطة تحت قيادة جديدة وارسال مساعدات عاجلة لاعادة اعمار المناطق التي تتم استعادة السيطرة عليها، والتأكد من أن كل الفصائل المسلحة تعمل تحت سلطة بغداد.
كما شدد المسؤول الأميركي على أن خطة الحكومة العراقية تضع في رأس أولوياتها فرض سلطة الدولة على كل الفصائل المسلحة التي تقاتل إلى جانبها.
وتضطلع قوات الحشد الشعبي، بدور رئيس في القتال ضد عناصر تنظيم «داعش» في العراق.
ويثير دور هذه الميليشيات التي تدعمها طهران قلق واشنطن.
وشدد المسؤول الاميركي على «ضرورة أن تكون كل القوات خاضعة لقيادة وسلطة الحكومة ورئيس الوزراء العراقي. هذا أحد العناصر الاساسية للخطة».
وفي الساعات الـ24 الماضية وأصل الائتلاف غاراته على مواقع للمتطرفين في العراق خصوصا في الانبار وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا).
وفي العراق حقق متطرفو تنظيم «داعش» انتصارا كبيرا في 17 مايو (أيار)، مع الاستيلاء على الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار. وفي سوريا دخلوا في 21 مايو (أيار) مدينة تدمر الاثرية (وسط) المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو.
وأثارت هذه الانتصارات تساؤلات بشأن استراتيجية التحالف الدولي الذي شكلته واشنطن بعد الاختراقات التي حققها التنظيم المتطرف منتصف 2014. وبسبب رفضه نشر قوات على الارض، يقوم التحالف بشن غارات جوية (حوالى اربعة آلاف غارة خلال 10 أشهر) وتدريب جنود عراقيين للعمليات الميدانية (10 الاف رجل).



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».