قصف للتحالف يعصف بمخازن السلاح في نقم.. واتساع دائرة الغارات لتشمل صعدة

مصادر يمنية: الحوثيون يخططون لارتكاب جرائم باسم التحالف.. قبل بدء أي عملية سياسية

أعمدة  الدخان تتصاعد من مستودع للأسلحة فوق جبل مطل على صنعاء استهدف بغارة من قوات التحالف أمس (رويترز)
أعمدة الدخان تتصاعد من مستودع للأسلحة فوق جبل مطل على صنعاء استهدف بغارة من قوات التحالف أمس (رويترز)
TT

قصف للتحالف يعصف بمخازن السلاح في نقم.. واتساع دائرة الغارات لتشمل صعدة

أعمدة  الدخان تتصاعد من مستودع للأسلحة فوق جبل مطل على صنعاء استهدف بغارة من قوات التحالف أمس (رويترز)
أعمدة الدخان تتصاعد من مستودع للأسلحة فوق جبل مطل على صنعاء استهدف بغارة من قوات التحالف أمس (رويترز)

حذر مصدر سياسي يمني رفيع من مخطط للحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يهدف إلى استغلال أي هدنة إنسانية قادمة برعاية الأمم المتحدة للقيام بسلسلة من الإجراءات والأعمال العسكرية التي من شأنها تثبيت وجودهم وتغيير موازين القوى على الأرض.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن الجماعات الحوثية وقوات صالح تخطط للقيام بعمل «إجرامي بحق اليمنيين في أكثر من منطقة يمنية وإلصاقه بقوات التحالف، ومن خلال هذا العمل ستسعى هذه القوى إلى القيام بتصرفاتها العبثية».
وعلق المصدر على الإعلانات المتكررة للميليشيات الحوثية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، حول استهدافهم لمواقع سعودية، وقال: إن «الحوثيين يعرفون جيدا القدرات العسكرية السعودية وإنهم غير قادرين على اختراق دفاعاتها في المناطق الحدودية، لكنهم يسعون إلى إثارة البلبلة الإعلامية حول مثل هذه الهجمات، من أجل الزج بالسعودية كطرف رئيسي في الصراع بالطريقة التي يريدونها، وذلك تحسبا لأي مفاوضات مرتقبة سوف ترعاها الأمم المتحدة»، وتشير مصادر سياسية يمنية إلى أن العملية السياسية، في الوقت الراهن: «متوقفة تماما، رغم المساعي التي تبذلها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص الجديد، إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، وتتحدث المصادر عن «مساع حوثية لكسب الوقت والتلاعب بكل الأطراف من أجل تحقيق تقدم على الأرض»، وحذرت هذه المصادر من «الحوثيين والقوى الإقليمية التي تقف وراءهم، تراهن على فشل دول التحالف في إنجاز مهامها العسكرية على الأرض، وذلك من أجل اللعب على الورقة السياسية في ضوء معطيات العمليات الميدانية»، وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «تراخي بعض الأطراف السياسية في الحكومة الشرعية، في الوقت الراهن، قد يكون لصالح الطرف الآخر»، وفسرت المصادر ما لمحت إليه بالقول إن «غالبية الشعب اليمني وقواه السياسية الحرة تقف إلى جانب الشرعية، غير أن أي تقصير في أداء واجبها العسكري في القضاء على التمرد وتكبيد المتمردين خسائر كبيرة وترك المجال لهم، سوف يؤثر على صورة الحكومة الشرعية في الداخل»، ولذلك نصحت هذه المصادر حكومة خالد محفوظ بحاح بـ«العمل على وضع النقاط على الأحرف ميدانيا والشفافية في التعاطي مع الموضوع على المستوى الدولي الأممي»، حسب تلك المصادر.
وفي التطورات الميدانية، اتسعت الرقعة الجغرافية للغارات الجوية التي تنفذها قوات التحالف وتستهدف المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح في كثير من المحافظات اليمنية، وذلك بالتزامن مع تكثيف لهذه الغارات، خلال الساعات الماضية، فقد شهدت العاصمة صنعاء، أمس، قصفا عنيفا ومكثفا ومركزا استهدف عددا من المعسكرات ومخازن الأسلحة والذخائر، واستهدفت طائرات التحالف معسكرات «النهدين» و«فج عطان» بجنوب صنعاء، وهي معسكرات تتبع المخلوع ونجله العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري (سابقا)، كما استهدف القصف مخازن الأسلحة والذخائر في جبل «نقم» بشرق صنعاء، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن القصف الذي استهدف هذا الجبل، هو الأول من نوعه منذ بدء العمليات العسكرية في أواخر مارس (آذار) المنصرم، وإن انفجارات ضخمة هزت العاصمة من داخل الجبل وذلك لعدة ساعات، إضافة إلى تطاير الصواريخ ومقذوفاتها في أنحاء متعددة من العاصمة، وقد أطلقت السلطات في صنعاء تحذيرا للمواطنين القاطنين في مناطق نقم والشيراتون وجنوب شرقي العاصمة، من الخروج من منازلهم، وذلك حفاظا على سلامتهم.
وفي سياق القصف الجوي الذي يستهدف معاقل المتمردين في اليمن، استهدفت طائرات التحالف منزل العميد الركن عبد الحافظ السقاف، قائد قوات الأمن الخاصة في محافظة عدن (سابقا) والذي فجر شرارة المواجهات بالتمرد الذي قاده في عدن على قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث قصفت الطائرات منزله في مديرية النادرة في محافظة إب، بوسط البلاد، كما قصفت طائرات التحالف منطقة سناح ومديرية قعطبة في محافظة الضالع المحررة من قبضة الحوثيين، وقالت مصادر محلية إن القصف استهدف مبنى المجمع الحكومي في سناح ومباني حكومية قيد الإنشاء وغيرها من الأماكن التي يتخذ منها الحوثيون مقرات لهم، وفي مديرية خمر بمحافظة عمران، دمرت الغارات الجوية، مخازن أسلحة تتبع المتمردين الحوثيين وهي المخازن التي ظلت الانفجارات تسمع لفترة طويلة، وفي محافظة تعز، استهدفت طائرات التحالف مواقع للميليشيات الحوثية في شارع الستين ومبنى مستشفى قيد الإنشاء كان يستخدمه الحوثيون كموقع عسكري، إضافة إلى قصف منزل أحد المسؤولين المحليين الذي يتهم بإيواء القناصة الحوثيين، وقصفت طائرات التحالف، أيضا، موقع «كوفل» الذي سيطر عليه الحوثيون، مؤخرا، إضافة إلى قصف آخر استهدف موقعا حوثيا في منطقة الدهشة في مديرية صرواح، وكذا عددا من مناطق ومديريات محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، التي استهدفها القصف المكثف، هذا في الوقت الذي تستمر المواجهات العنيفة في تعز بين القوات الموالية للشرعية، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي صالح، من جهة أخرى.
في هذه الأثناء، تتواصل عمليات المقاومة الشعبية ضد الميليشيات الحوثية وقوات صالح في عدد من المحافظات اليمنية، وقال شهود عيان في مديرية الرضمة بمحافظة إب إن عناصر المقاومة الشعبية التي أعلنت عن نفسها مؤخرا، استهدفوا طقما عسكريا في المديرية وقتلوا من كان على متنه من عناصر الميليشيا، إضافة إلى قتلهم وجرحهم عددا آخر من تلك العناصر المسلحة في إحدى نقاط التفتيش بذات المحافظة، وفي محافظة الحديدة بغربي البلاد، تتواصل عمليات المقاومة الشعبية ضد الحوثيين والمتحالفين معهم من الموالين لصالح.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.