تقنيات جديدة لتتبع متعلقاتك الخاصة في أي مكان بالعالم

توظف شبكة الاتصالات الخلوية العالمية من دون استخدام نظام تحديد المواقع

تقنيات جديدة لتتبع متعلقاتك الخاصة في أي مكان بالعالم
TT

تقنيات جديدة لتتبع متعلقاتك الخاصة في أي مكان بالعالم

تقنيات جديدة لتتبع متعلقاتك الخاصة في أي مكان بالعالم

إن فقدان الأشياء يثير الأعصاب، خصوصا إذا لم تكن أنت صاحب المتعلقات. وإذا ما ظننت أن الضيق والقلق اللذين تشعر بهما إذا نسيت مكان مفاتيح سيارتك، أمر فظيع، فعليك تصور فقدانك أطفالك مثلا.
لم يفتقد رومان إيساكوف، مؤسس شركة «آي تراك»، ذلك الإحساس بالقلق العميق؛ حيث تضع شركته لمساتها الأخيرة على جهازها الجديد «آي تراك» iTraq، وهو جهاز للتتبع في صورة بطاقة رفيعة من حجم البطاقة الائتمانية يمكن إلحاقها «أو إخفاؤها» داخل أي شيء تقريبا أو مع أي شخص. وهو يسمح لك بفعل أشياء مثل العثور على مفاتيح سيارتك أو الأمتعة التي فقدت، والتأكد من أن أطفالك وصلوا إلى مدارسهم.

* رصد وتتبع
يستخدم جهاز «آي تراك» أبراج شبكة «جي إس إم» الخلوية؛ لتحديد إحداثيات الموقع، ونقل ذلك الموقع المحدد إلى مالك الجهاز مرة أخرى. يقول إيساكوف: «تحديد الإحداثيات الثلاثية ليس بالأمر الجديد، ولكننا أول شركة نستخدمه في خاصية التتبع». كانت هناك ثورة في أجهزة التتبع ضربت السوق، وأغلبها، على غرار «تايل» و«تراكر»، تستخدم تقنية البلوتوث، ومجموعة من المستخدمين يحملون الهواتف الذكية وتطبيقات حقوق الملكية، ولكن يتعين عليك أن تكون في محيط لا يتجاوز 100 قدم من الجهاز أو سوف تفقد متعلقاتك الثمينة. وهناك أجهزة أخرى تستخدم نظام تحديد المواقع العالمية بالإضافة إلى الخدمات الخلوية، مما يوفر لهم دقة فائقة في تحديد الموقع، ولكن على حساب استهلاك البطاريات بشدة ورسوم استخدام البيانات المتزايدة.
وهذا مما يميز جهاز «آي تراك» الجديد؛ حيث يأتي الجهاز مع شريحة «SIM» المثبتة، ويستخدم الشبكة الخلوية، وليس نظام تحديد المواقع العالمية أو تقنية البلوتوث، وليست هناك حسابات للناقل، وليست هناك حاجة لوجود مستخدمين قريبين للجهاز ذاته. كما أن البطارية تستمر لمدة ثلاثة أعوام أو ما يساوي 1500 اتصال بالشبكة. ويمكن تحديد موقع جهاز «آي تراك» في أي مكان بالعالم، بمجرد التقاط الجهاز إشارة «جي إس إم». ويتيح لك تطبيق الهاتف الجوال المجاني تحديد موقع «آي تراك»، ويخبرك بعدد المرات التي تريد من الجهاز إبلاغك بالموقع «تحذير: كلما ازداد عدد الإبلاغات يقل عمر البطارية»، مثل تتبع أشيائك الخاصة في شاحنة متحركة حال سفرها عبر البلاد. كما يمكنك ضبط المنبه الذي ينطلق إذا ما غادر جهاز «آي تراك» محيطا محددا، مثال: إذا ما بدأت دراجتك في التحرك من دونك.

* دقة متدنية
ولكن الشبكة الخلوية ليست على مستوى الدقة ذاته مثل نظام تحديد المواقع العالمية، والبعض يشكك في استخدامها بوصفها تقنية محددة للمواقع. يقول كارمي ليفين، وهو محلل تقني مستقل في لندن وأونتاريو بكندا: «من دون مزيد من البيانات الدقيقة من التكنولوجيا الدقيقة، فإن استعادة أي شيء يتحول إلى عملية شاقة ومجهدة أكثر مما ينبغي أن تكون». وما يقلقله هو أن الدقة حتى 100 قدم قد لا تكون كافية لتحديد موقع المحفظة أو الكومبيوتر المحمول المفقود، خصوصا في بيئة ذات كثافة سكانية عالية. وفي عالمنا المتصل المتشابك أكثر من أي وقت مضى، يكون أمن البيانات من مصادر القلق أيضا. يشير ليفي في حديث إلى «يو إس إيه توداي» إلى أن «العواقب قد تكون وخيمة إذا ما وقعت تلك المعلومات الواردة في الزمن الحقيقي، في الأيدي الخاطئة». ويقول إيساكوف إنه ما من بيانات فعلية يجري تخزينها على متن جهاز «آي تراك» ذاته، فكل المعلومات يقوم الجهاز بإرسالها مرة أخرى، مشفرة، إلى خوادم أمازون الآمنة. إذا كانت فكرة المراقبة الوثيقة لموقع متعلقاتك «أو محبوبك، أو طفلك، أو زوجك» تلقى قبولا لديك، فإن جهاز «آي تراك» متاح بسعر 49 دولارا «أو يمكنك شراء عشرة أجهزة بسعر 370 دولارا»، مع تسليم متوقع في الفترة بين أواخر يوليو (تموز) وحتى بداية أغسطس (آب) المقبلين.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».