المصريون يتقاسمون حتى في فرحة الاحتفالات الدينية

حاضنة الأديان على مدار العصور تتحدى أزماتها

المصريون يتقاسمون حتى في فرحة الاحتفالات الدينية
TT

المصريون يتقاسمون حتى في فرحة الاحتفالات الدينية

المصريون يتقاسمون حتى في فرحة الاحتفالات الدينية

في مصر التي تحدث عنها القرآن «ادخلوها آمنين» وتكلم عنها الإنجيل «مبارك شعبي مصر»، يتقاسم المسلمون والمسيحيون العيش المشترك، بدءًا من لقمة العيش إلى تقاسم الآلام والأفراح، بل وأحيانا الأعياد.
ففي رسالة سماوية عن المحبة والتآخي بين نسيجي الأمة، يتزامن احتفال مسلمي مصر بليلة النصف من شعبان باحتفال مسيحييها بعيد دخول السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى أرض مصر.
وتحتفل وزارة الأوقاف، مساء اليوم (الاثنين)، بليلة النصف من شعبان الذي تقيمه وزارة الأوقاف عقب صلاة المغرب بمسجد السيدة زينب (جنوب القاهرة) بحضور د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ود. جلال مصطفي سعيد، محافظ القاهرة، ولفيف من المسؤولين بالدولة ورجال الدين.
وفي مصر، تحتفل وزارة الأوقاف بهذه الليلة، فتبدأ بتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، ثم كلمة لرئيس جامعة الأزهر، حول الدروس والعبر المستفادة من هذه الذكري الكريمة، بينما يلقي كلمة الوزارة وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، حول إمكانية ترجمة دروس ذكرى ليلة النصف من شعبان، لتحقيق نهضة الأمة الإسلامية، وتحسين أحوال شعوبها، ثم يختتم الاحتفال بابتهالات دينية حول تلك المناسبة.
ويتزامن ذلك مع تنظيم الكنيسة المصرية لاحتفالية كبرى في كنيسة المغارة والشهيدين سيرجيوس وواخس، الشهيرة بأبي سرجة بمصر القديمة (جنوب القاهرة)، الليلة، بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من قيادات الدولة وممثلي بعض الدول الأجنبية، وذلك بمناسبة عيد دخول السيد المسيح والعائلة المقدسة أرض مصر، المعروف بـ«مسار العائلة المقدسة»؛ حيث مكثت العائلة المقدسة في مصر لمدة ثلاث سنوات وأحد عشر شهرًا، هربًا من بطش الملك هيرودس ملك «أورشليم» وقتها الذي أراد قتل المسيح.
يذكر أن الكنيسة التي تقام فيها الاحتفالية، هي إحدى الكنائس السبع بمصر القديمة، وتوجد بها المغارة التي أقامت فيها العائلة المقدسة نحو 4 أشهر، ويرجع تاريخها للنصف الثاني من القرن الأول، وتعتبر من أقدم الكنائس في العالم.
وعن هذا التزامن في الأعياد، قال القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس بشبرا (شمال القاهرة)، عضو المجلس الملي العام بالكنيسة القبطية الأرثوذوكسية لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التزامن ترتيب من الله لدعم الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب المصري والتأكيد عليها، وهو ليس الأول من نوعه هذا العام، فقد سبق وتزامن احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف واحتفال المسيحيين بأعياد الميلاد في بداية العام، كما يتزامن صوم المسيحيين بـ(صوم الرسل) الذي بدأ اليوم مع صوم المسلمين بـ(صوم رمضان) هذا العام الذي سيبدأ بعد أيام». وأضاف ساويرس قائلاً: «مصر ستظل حاضنة الأديان والله سيديم المحبة وسيظل المسلمون والمسيحيون نسيجًا واحدًا لا يتأثر ببعض الأزمات التي يفتعلها البعض».



المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
TT

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

أظهرت دراسة أجراها باحثون من كلية «ديل ميد» في «جامعة تكساس» الأميركية، بالتعاون مع دائرة «لون ستار» المجتمعية للرعاية الصحّية في الولايات المتحدة، أنّ المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من ذوي الدخل المنخفض، من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرة هؤلاء الأشخاص على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

ويقول الباحثون إنّ لتقديم الدعم الحقيقي المُرتكز على التعاطف مع المريض تأثيراً في الصحة يعادل تناول الدواء، مفسّرين ذلك بأنّ المدخل العاطفي هو البوابة إلى تغييرات نمط الحياة التي تعمل على تحسين إدارة المرض؛ وهي المنطقة التي غالباً ما تفشل فيها الرعاية الصحّية التقليدية.

وتشير الدراسة التي نُشرت، الثلاثاء، في دورية «جاما نتورك أوبن»، إلى أنّ هذا النهج يمكن أن يوفّر نموذجاً بسيطاً وفعّالاً لجهة التكلفة لإدارة الحالات المزمنة، خصوصاً المرضى الذين لديهم وصول محدود إلى الخدمات الصحّية والعقلية والدعم التقليدية.

قال المؤلِّف الرئيس للدراسة، الأستاذ المُشارك في قسم صحّة السكان في «ديل ميد»، الدكتور مانيندر كاهلون: «يبدأ هذا النهج الاعتراف بالتحدّيات الحقيقية واليومية للعيش مع مرض السكري».

خلال التجربة السريرية التي استمرت 6 أشهر، قُسِّم 260 مريضاً مصاباً بالسكري بشكل عشوائي إلى مجموعتين: واحدة تتلقّى الرعاية القياسية فقط، والأخرى الرعاية القياسية والمكالمات المنتظمة التي تركز على الاستماع والتعاطف. أجرى أعضاء مدرَّبون هذه المكالمات لتقديم «الدعم الرحيم»؛ مما أتاح للمشاركين مشاركة تجاربهم وتحدّياتهم في العيش مع مرض السكري.

وأفادت النتائج بحدوث تحسُّن في السيطرة على نسبة السكر بالدم، إذ شهد المرضى الذين تلقّوا مكالمات قائمة على التعاطف انخفاضاً متوسّطاً في الهيموغلوبين السكري بنسبة 0.7 في المائة، مقارنةً بعدم حدوث تغيير كبير في المجموعة الضابطة.

كما أظهرت الدراسة حدوث تأثير أكبر للمرضى الذين يعانون أعراض اكتئاب خفيفة أو أكثر شدّة، مع تحسُّن في متوسّط ​​الهيموغلوبين السكري بنسبة 1.1 في المائة. وصنَّف جميع المشاركين تقريباً المكالمات على أنها مفيدة جداً.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لدائرة «لوني ستار» للرعاية الصحّية، جون كالفن: «في وقت يشكّل فيه نقص القوى العاملة تحدّياً لتقديم الرعاية الصحّية، تؤكد هذه الدراسة التأثير السريري العميق الذي يمكن أن يُحدثه الموظفون غير السريريين».

وأوضح: «من خلال توظيف أفراد مجتمعيين عاديين ولكن مدرَّبين، نثبت أنّ التعاطف والاتصال والمشاركة المُتعمدة يمكن أن تؤدّي إلى تحسينات صحّية قابلة للقياس»، مشدّداً على أنه «في عالم الطبّ سريع الخطى بشكل متزايد، الذي يعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، يُذكرنا هذا العمل بأنّ الاتصال البشري يظلّ في قلب الرعاية الفعالة. لا يعزّز التعاطف مشاركة المريض فحسب، وإنما يُمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات ذات مغزى نحو نتائج صحّية أفضل».

بالنظر إلى المستقبل، يأمل باحثو الدراسة في استكشاف التأثيرات طويلة المدى للدعم القائم على التعاطف على كلٍّ من السيطرة على مرض السكري والصحّة العقلية على نطاق أوسع. كما يخطّطون لتوسيع نطاق هذا النموذج، بهدف جعل الدعم الشامل والمتعاطف متاحاً بشكل أوسع لمَن هم في حاجة إليه.