وصل إلى سواحل جزيرة صقلية الإيطالي قبل ثلاثة أيام، اللاجئ السوري الأكبر سنا بين مواطنيه الذين وصلوا إيطاليا عبر قوارب المهاجرين منذ اندلاع الحرب في بلادهم، حيث روى رحلة العذاب التي عاشها مع أفراد أسرته من سوريا إلى مصر ومنها بحرا إلى إيطاليا.
صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية تواصلت مع الرجل، ويدعى عبد الفهيم تكتك (92 عاما)، والذي قال فور وصوله إيطاليا: «إنني بخير، لكني مرهق كثيرا، الآن أستريح قليلا. علي مواصلة الرحلة». كما يحاول الآن، مع ابنه وزوجة ابنه وأحفاده الثلاثة الصغار، أن يتعافى من الرحلة المرعبة التي عاشوها.
وفي حديثه للصحيفة قال الحاج عبد الفهيم بصوت خافت: «إنني عجوز إلى حد ما، لكنني إذا كنت قد خضت هذه الرحلة فإن ذلك لمحاولة تحقيق رغبتي الأخيرة في الحياة، وهي معانقة شقيقتي. أتمنى أن تتولى هي رعايتي لما تبقى من حياتي».
وقال إن ابنه وأسرته يمكنهم بدء كل شيء من الصفر، لكنه عازم على الوصول إلى ألمانيا للقاء شقيقته ويقول: «إذا كنت قد وصلت إلى هنا على قارب فسأكون قادرًا على الوصول إلى ألمانيا». وطلب أيضا المساعدة من كل الإيطاليين.
وتقول الصحيفة إن الجد عبد الفهيم يتحدث بصعوبة ولا يأكل شيئا تقريبا من الطعام الذي قدم له، لكنه واصل: «فررنا من سوريا في حافلة حملتنا إلى مصر، وتواصل ابني مع أحد الأشخاص، وانتظرنا دورنا، وسافرنا من الشواطئ المصرية».
وعن أجواء الرحلة يروى المسن السوري: «في مركب الصيد تلك، كنا كثيرين للغاية، أكثر من مائتي شخص، بينهم كثير من النساء والأطفال، وظللنا في البحر لمدة خمسة أيام وست ليال. لقد شعرت بالتعب، واعتقدت أنني لن أنجز الرحلة، وكنت أدعو، وبمجرد أن أسعفونا وأنزلونا على الأرض أجلسوني على كرسي متحرك، وأخبروني فورا أنني قادر على المشي دون مساعدة. إنني مرهق للغاية وبحاجة للنوم».
وتضيف الصحيفة إن عبد الفهيم لم يرد تغيير ملابسه، جلبابه الرمادي وشاله الأبيض، ويقول أخيرا: «هنا يعاملوننا بشكل جيد جدا، إنني سعيد بالنوم مع أحفادي، لكننا سنغادر من هنا فعلينا مواصلة الرحلة مع العائلة».
تسعيني سوري يخوض رحلة اللجوء من أجل عناق شقيقته
يستعد لاستئناف رحلته إلى ألمانيا بعد راحة من الإرهاق
تسعيني سوري يخوض رحلة اللجوء من أجل عناق شقيقته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة