تسعيني سوري يخوض رحلة اللجوء من أجل عناق شقيقته

يستعد لاستئناف رحلته إلى ألمانيا بعد راحة من الإرهاق

تسعيني سوري يخوض رحلة اللجوء من أجل عناق شقيقته
TT

تسعيني سوري يخوض رحلة اللجوء من أجل عناق شقيقته

تسعيني سوري يخوض رحلة اللجوء من أجل عناق شقيقته

وصل إلى سواحل جزيرة صقلية الإيطالي قبل ثلاثة أيام، اللاجئ السوري الأكبر سنا بين مواطنيه الذين وصلوا إيطاليا عبر قوارب المهاجرين منذ اندلاع الحرب في بلادهم، حيث روى رحلة العذاب التي عاشها مع أفراد أسرته من سوريا إلى مصر ومنها بحرا إلى إيطاليا.
صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية تواصلت مع الرجل، ويدعى عبد الفهيم تكتك (92 عاما)، والذي قال فور وصوله إيطاليا: «إنني بخير، لكني مرهق كثيرا، الآن أستريح قليلا. علي مواصلة الرحلة». كما يحاول الآن، مع ابنه وزوجة ابنه وأحفاده الثلاثة الصغار، أن يتعافى من الرحلة المرعبة التي عاشوها.
وفي حديثه للصحيفة قال الحاج عبد الفهيم بصوت خافت: «إنني عجوز إلى حد ما، لكنني إذا كنت قد خضت هذه الرحلة فإن ذلك لمحاولة تحقيق رغبتي الأخيرة في الحياة، وهي معانقة شقيقتي. أتمنى أن تتولى هي رعايتي لما تبقى من حياتي».
وقال إن ابنه وأسرته يمكنهم بدء كل شيء من الصفر، لكنه عازم على الوصول إلى ألمانيا للقاء شقيقته ويقول: «إذا كنت قد وصلت إلى هنا على قارب فسأكون قادرًا على الوصول إلى ألمانيا». وطلب أيضا المساعدة من كل الإيطاليين.
وتقول الصحيفة إن الجد عبد الفهيم يتحدث بصعوبة ولا يأكل شيئا تقريبا من الطعام الذي قدم له، لكنه واصل: «فررنا من سوريا في حافلة حملتنا إلى مصر، وتواصل ابني مع أحد الأشخاص، وانتظرنا دورنا، وسافرنا من الشواطئ المصرية».
وعن أجواء الرحلة يروى المسن السوري: «في مركب الصيد تلك، كنا كثيرين للغاية، أكثر من مائتي شخص، بينهم كثير من النساء والأطفال، وظللنا في البحر لمدة خمسة أيام وست ليال. لقد شعرت بالتعب، واعتقدت أنني لن أنجز الرحلة، وكنت أدعو، وبمجرد أن أسعفونا وأنزلونا على الأرض أجلسوني على كرسي متحرك، وأخبروني فورا أنني قادر على المشي دون مساعدة. إنني مرهق للغاية وبحاجة للنوم».
وتضيف الصحيفة إن عبد الفهيم لم يرد تغيير ملابسه، جلبابه الرمادي وشاله الأبيض، ويقول أخيرا: «هنا يعاملوننا بشكل جيد جدا، إنني سعيد بالنوم مع أحفادي، لكننا سنغادر من هنا فعلينا مواصلة الرحلة مع العائلة».



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.