غارات صباحية للتحالف على معاقل المتمردين العسكرية بصنعاء

فرنسا تعبئ أجهزتها الحكومية للإفراج عن رهينتها في اليمن

غارات صباحية للتحالف على معاقل المتمردين العسكرية بصنعاء
TT

غارات صباحية للتحالف على معاقل المتمردين العسكرية بصنعاء

غارات صباحية للتحالف على معاقل المتمردين العسكرية بصنعاء

استهدفت طائرات حربية من التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم (الإثنين)، مواقع عسكرية في جبل نقم المُطل على العاصمة اليمنية صنعاء في سلسلة من الغارات الصباحية.
ولم ترد أنباء حتى الآن عن سقوط قتلى أو جرحى.
وجاءت هذه الهجمات في اطار الغارات الجوية التي تشنها طائرات التحالف على مواقع للحوثيين في شمال ووسط وجنوب اليمن. كما ذكر سكان العاصمة انهم سمعوا أصوات انفجارات مستمرة وشاهدوا نيران مضادة للطائرات اليوم.
ويقصف تحالف عربي المتمردين الحوثيين منذ أكثر من شهرين في محاولة لاعادة الشرعية لليمن. وذلك بعدما سيطر المتمردون الحوثيون على صنعاء في سبتمبر (أيلول)، وتقدموا في أنحاء البلاد.
وعلى صعيد آخر، تحققت اليوم فرنسا من مقطع فيديو يظهر رهينة فرنسية محتجزة في اليمن وهي تناشد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي السعي لاطلاق سراحها. وقالت فرنسا انها تبذل كل ما في وسعها لتأمين الافراج عن المواطنة الفرنسية.
ويظهر الفيديو الذي اطلعت عليه وكالات الأنباء العالمية ايزابيل بريم، وهي مستشارة للصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن وهي راكعة على الرمال وترتدي ملابس سوداء وتوجه نداءها لهولاند وهادي بالانجليزية. وقالت "السيد هولاند والسيد هادي. اسمي ايزابيل، خطفت قبل عشرة أسابيع في اليمن في صنعاء. رجاء أعيداني الى فرنسا بسرعة لأني متعبة للغاية".
وخطف مسلحون بريم ومترجمتها اليمنية شيرين مكاوي في العاصمة في فبراير (شباط) الماضي اثناء توجههما الى العمل.
وقالت مصادر قبلية يمنية في مارس (آذار) ان بريم سيطلق سراحها لكن لم يفرج سوى عن مكاوي. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن خطفها حتى الآن.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية"هذا فيديو تظهر فيه ايزابيل بريم. تمت تعبئة كل الاجهزة الحكومية المعنية للافراج عن مواطنتنا". ولم تذكر الوزارة مزيدا من التفاصيل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.