حذر حزب الله اللبناني، أمس، على لسان نائب رئيس مجلسه التنفيذي الشيخ نبيل قاووق، أنه لن يتم «السماح بعد معركة القلمون بأن تبقى جرود عرسال مقرا ولا ممرا للعصابات التكفيرية»، منتقدا رافعي شعار حماية عرسال، بأن شعارهم «يراد به حماية العصابات التكفيرية التي تحتل جرودها». وردّ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس بصورة غير مباشرة على عزم الحزب توسيع معركته إلى جرود عرسال، في حديث إذاعي، محذرا من أن «أي مناورة أو عمل عسكري في أي منطقة هادئة نسبيا، قد يؤدي إلى انفجار أمني يودي بالبلاد».
وأكد الوزير أن أحدا «لا يمكنه أن يفرض أجندته على الحكومة والدولة اللبنانية»، مشددا على أن «الجيش اللبناني هو اليوم بأفضل حالاته العسكرية، وهو موضع ثقة المانح الذي يموله، وكذلك المسلح الذي يضع بين أيديه أسلحة متطورة».
ويأتي ذلك الرفض لانخراط حزب الله في معركة جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، بعد أسبوعين على إطلاق معركة القلمون التي هاجم فيها مواقع قوات المعارضة السورية والتنظيمات المتشددة، وسط تحذيرات من نقل معركته إلى جرود عرسال.
وكثف سلاح الجو السوري أمس، غاراته منذ ساعات الصباح على مواقع الجماعات المسلحة في منطقة القلمون على السلسلة الشرقية، كما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، التي أشارت إلى أن الغارات طالت معبر الزمراني على حدود جرود عرسال، اللبنانية، لافتة إلى أن «أصوات القصف تسمع بوضوح في البقاع الشمالي والهرمل» في شرق لبنان.
وأعلن قاووق أمس في احتفال تأبيني لأحد قتلى الحزب في سوريا، أن «كرامة الوطن تأبى أن تبقى تلك الجرود مقرا لاختطاف العسكريين اللبنانيين وذبحهم، أو ممرا للسيارات المفخخة لتنفجر وتقتل الأبرياء والمدنيين في مختلف المناطق اللبنانية»، معتبرا أن «شعار حماية عرسال هو كلمة حق يراد بها باطل، مشددا على أن «حزب الله ليس لديه مشكلة مع أهل أو بلدة عرسال، وهو يرحب بدخول الجيش اللبناني إليها، ويتطلع إلى مزيد من تعزيز وجوده داخلها، وإلى بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، ووصولها إلى الحدود الدولية شرقي بلدة عرسال».
بدوره، قال عضو كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني نواف الموسوي بأنه «مهما بلغ التهويل السياسي والإعلامي، فإنه لن يمنعنا من اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع العدوان عن بلدنا، لا سيما من العدوان التكفيري»، معتبرًا أن «الحملة السياسية التي بلغت غاية الإسفاف، لن ترهبنا». وانقسم حلفاء حزب الله المسيحيون حول انخراط الحزب في حرب عرسال. ففي حين دعا رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «السلطة بكل وزرائها ومسؤوليها العسكريين لأن يأخذوا القرار ويحرروا جرود عرسال، لأن هناك مجالا لقيام قاعدة عسكرية كبيرة للمسلحين»، أعلن رئيس «تيار المردة» اللبناني النائب سليمان فرنجية أن «مبادئنا وقناعاتنا أننا سنحمي مناطقنا وسندافع عنها وسنقف إلى جانب المقاومة اليوم وغدًا وبعده، وإذا اضطر الأمر سنكون أمامها».
تخوف من «انفجار أمني» بعد انخراط حزب الله في معركة جرود بلدة عرسال الحدودية
الحلفاء المسيحيون منقسمون بين إيلاء المسؤولية للجيش أو الحزب
تخوف من «انفجار أمني» بعد انخراط حزب الله في معركة جرود بلدة عرسال الحدودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة