تقرير بريطاني: «داعش» يؤسس وزارة للآثار

لتنظيم عملية النهب وجني الأرباح

تقرير بريطاني: «داعش» يؤسس وزارة للآثار
TT

تقرير بريطاني: «داعش» يؤسس وزارة للآثار

تقرير بريطاني: «داعش» يؤسس وزارة للآثار

قالت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية إن تنظيم داعش في سوريا والعراق أسس وزارة للآثار، لجني الأرباح من النهب، في الوقت الذي نشرت فيه الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، السبت، تعديلا للقرار الأوروبي رقم 255 لسنة 2013، الذي يتضمن فرض حظر على التجارة في الممتلكات الثقافية التي جرى إخراجها من سوريا منذ مايو (أيار) 2011.
ويأتي تعديل القرار في إطار حزمة عقوبات صدرت ضد النظام السوري والمتعاونين معه عام 2012، في القرار رقم 36، والذي يتضمن لائحة عقوبات أوروبية ضد النظام في دمشق.
وقالت الجريدة الرسمية للاتحاد إنه في 12 فبراير (شباط) من العام الحالي اتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا تحت رقم 2199 لعام 2015، في الفقرة الـ17، بحظر التجارة في الممتلكات الثقافية وغيرها من المواد والقطع السورية التي نقلت بشكل غير شرعي من البلاد منذ 15 مارس (آذار) 2011، وبناء على ذلك اتخذ المجلس الأوروبي في 28 مايو قرارا بتعديل قرار سابق رقم 255 لعام 2013 من أجل التوفيق بينه وبين قرار مجلس الأمن حول هذا الصدد، بحيث يتضمن القرار الأوروبي فقرة تتضمن عبارة «الممتلكات الثقافية والآثار أو المواد أو القطع السورية التي نقلت بشكل غير شرعي من البلاد منذ 15 مارس2011». وجاء في الجريدة الرسمية للاتحاد أن هذا الإجراء يندرج ضمن معاهدة عمل الاتحاد الأوروبي، وبالتالي يضمن التطبيق الموحد من قبل جميع المشغلين الاقتصاديين في جميع الدول الأعضاء. وجاء في الجريدة الرسمية أيضا تأكيد «العمل التنظيمي على مستوى الاتحاد الأوروبي يعتبر أمرا ضروريا من أجل التنفيذ».
وكانت فيديريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قالت مؤخرا إنها تدين بشدة عمليات القتل الجماعي والنهب والتدمير المتعمد للآثار والمواقع الأثرية، وما يقوم به «داعش» من أعمال تخريبية في سوريا والعراق. وأضافت أن تدمير التراث الثقافي يعتبر جريمة حرب بموجب نظام روما التأسيسي للمحكمة الجنائية الدولية.
في سياق آخر، قالت «صنداي تلغراف» إن تنظيم داعش حقق من عمليات نهب وبيع الآثار و«اللقى» السورية عشرات الملايين من الدولارات، تساوي قيمة المبالغ التي حصل عليها التنظيم من اختطاف الرهائن الغربيين نظير فدية مالية.
وأضافت الصحيفة أن التنظيم يحتاجها لتمويل إدارة المناطق الشاسعة التي يسيطر عليها الآن بين العراق وسوريا.
وقال عامر العظم، المسؤول السابق في وزارة الآثار والمتاحف السورية، الذي يقود الآن عمليات توثيق للآثار المنهوبة، في تصريح للصحيفة، إن «التنظيم وجد أمامه حالة سابقة من النهب فحولها إلى تجارة منظمة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.