انشغال المعارضة في إدلب دفع «داعش» للتقدم نحو معبر «باب الهوى» مع تركيا

يسعى التنظيم للسيطرة على المعابر الحدودية في الشمال بعد سيطرته على المعابر الشرقية لسوريا

سكان محليون في القسم القديم من حلب يتفحصون حجم الدمار الذي لحق بمسجد أثري بعد إسقاط طيران النظام براميل متفجرة (رويترز)
سكان محليون في القسم القديم من حلب يتفحصون حجم الدمار الذي لحق بمسجد أثري بعد إسقاط طيران النظام براميل متفجرة (رويترز)
TT

انشغال المعارضة في إدلب دفع «داعش» للتقدم نحو معبر «باب الهوى» مع تركيا

سكان محليون في القسم القديم من حلب يتفحصون حجم الدمار الذي لحق بمسجد أثري بعد إسقاط طيران النظام براميل متفجرة (رويترز)
سكان محليون في القسم القديم من حلب يتفحصون حجم الدمار الذي لحق بمسجد أثري بعد إسقاط طيران النظام براميل متفجرة (رويترز)

وسّع تنظيم «داعش» خلال اليومين الأخيرين خارطة معاركه شمال وشرق ووسط سوريا، مستهدفًا القوات الحكومية السورية على ثلاث جبهات، وقوات المعارضة السورية على جبهتين في أقصى شمال وجنوب البلاد، بموازاة معارك «جيش الفتح» وقوات «جبهة النصرة» ضد القوات الحكومية في شمال غربي سوريا.
ويسعى التنظيم، بحسب ناشطين، للسيطرة على المعابر الحدودية في الشمال، بعد إحكام سيطرته على المعابر الحدودية في الشرق، وجزء من المعابر الشمالية، إذ أطلق قبل يومين معركة قرب معبر «باب السلامة» الحدودي مع تركيا الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة في شمال حلب، وحقق أمس تقدمًا على تلك الجبهة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن التنظيم المتشدد سيطر على بلدة صوران أعزاز، وعلى قريتي البل القريبة من صوران أعزاز، والحصية بمنطقة سد الشهباء في ريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية استمرت حتى فجر أمس، مشيرًا إلى أن التنظيم «فجَّر خلالها سيارة مفخخة في المنطقة».
وبذلك، يكون «داعش» قد فتح طريقًا لمقاتليه للتقدم نحو معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، الخاضع لسيطرة قوات المعارضة منذ أكثر من عامين.
وتيسطر {داعش} على معبر تل أبيض مع تركيا المقفل أمام حركة المسافرين باستثناء رحلات الاغاثة.
وتبعد صوران أعزاز عن مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلومترات، وتعتبر بلدة صوران أعزاز بوابة للتنظيم للوصول إلى المعبر ومدينة أعزاز.
وقال ناشطون في ريف حلب إن الهجوم الذي أطلقه التنظيم مساء السبت «كان مباغتًا وعنيفًا، مكنه من التقدم»، في حين قال آخرون إن «نقل مقاتلين من المنطقة الحدودية باتجاه ريف إدلب حيث تخوض المعارضة معارك عنيفة ضد النظام، أوجد ثغرة استغلها التنظيم للتقدم في المنطقة». وسيطر التنظيم الجمعة على قرية الطوقلي، فيما قصف أمس مناطق في مدينة مارع، بحسب المرصد.
وبات التنظيم بعيدًا مسافة 10 كيلومترات عن المعبر الحدودي مع تركيا، علما بأن هذا التقدم ليس الأول، إذ تمكن التنظيم في أكتوبر (تشرين الأول) 2013 من الوصول إلى تلك المسافة، والسيطرة على تلة أعزاز المشرفة على المعبر الحدودي، بعد إقصاء لواء «عاصفة الشمال» المعارض الذي كان يسيطر على المعبر. وتضافرت جهود المعارضة آنذاك للتوصل إلى تسوية، قضت بتسلم لواء «أحرار الشام» إدارة المعبر، وطرد قوات «داعش» إلى الشرق من تلك المنطقة.
وقال المرصد السوري إن التفجيرات والقصف والاشتباكات التي اندلعت السبت، أسفرت عن مقتل أكثر من 31 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية، إضافة لمصرع أكثر من 22 عنصرًا من التنظيم، وإصابة العشرات من الطرفين.
وفيما ذكر موقع «الدرر الشامية» أن عدة فصائل ثورية في حلب، دفعت بتعزيزات وإمدادات عسكرية إلى تلك المنطقة، قال رجل الدين المعارض مدين يوسف، إن الجرحى «توافدوا طوال الليل باتجاه معبر باب السلامة، بينما نزح العشرات من تلك القرى باتجاه الحدود التركية، وسط تقدم التنظيم». وقال: «في هذا الوقت، يجب صد (داعش) قبل أي عمل... هذا أوجب الواجبات الآن»، داعيًا «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» للدفع بقوات خاصة لصد هجمات «داعش»، محذرًا في الوقت نفسه من أن «سيطرة التنظيم على بلدة مارع (الحدودية) ستقطع طريق الإمداد عن ريف حلب الشمالي تمامًا».
ويخوض التنظيم عدة معارك للاقتراب من المناطق الحدودية، بينها معارك ضد وحدات حماية الشعب الكردي في ريف الرقة الحدودي مع تركيا، ومعارك ضد قوات المعارضة في جنوب سوريا، حيث تجددت المواجهات في القنيطرة الحدودية مع الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل. وفي الوقت نفسه، يوسع التنظيم معاركه ضد القوات النظامية في بادية حمص، أسفرت عن تقدمه باتجاه خط تدمر – دمشق الدولي.
وتجددت الاشتباكات العنيفة أمس بين عناصره من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، في جنوب مدينة الحسكة، بينما دارت اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر «داعش» في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين التي يوجد فيها معبر حدودي مع تركيا، إثر هجوم معاكس شنه التنظيم على تمركزات للوحدات الكردية، في حين تمكنت الوحدات من التقدم مجددًا بالقرب من الحدود الإدارية مع الرقة، وسط اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف متبادل مع التنظيم.
كما تمكن التنظيم من إحراز تقدم أمس في محيط مدينة الحسكة (شمال شرق)، إذ استولى على حواجز عدة على بعد أربعة كيلومترات من مدخل المدينة التي يشن هجوما عليها منذ أمس. وأفاد المرصد عن استمرار المعارك بينه وبين قوات النظام.
وقال المرصد السوري بأن الاشتباكات تصاعدت في رأس العين وسط تحليق لطائرات تابعة للتحالف العربي - الدولي في المنطقة وتنفيذها عدة ضربات على تمركزات للتنظيم في المنطقة.
وعلى جبهة مطار كويريس، قال ناشطون إن الاشتباكات تواصلت في محيط المطار العسكري بين قوات النظام من جهة، وتنظيم «داعش» الذي يحاصر المطار في ريف حلب الشرقي من جهة أخرى.
وعلى جبهة القوات النظامية والتنظيم في وسط سوريا، سيطر التنظيم أمس على بلدة البصيرة جنوب مدينة تدمر التي تقع على مفترق طرق يؤدي إلى دمشق جنوبا وإلى حمص غربا. وكان التنظيم سيطر على تدمر في 21 مايو (أيار)، وواصل تقدمه في ريف حمص الشرقي حيث سيطر على مناطق عدة.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».