سقط العشرات من جماعة الحوثي المسلحة ما بين قتيل وجريح في مديرية بيت الفقية والدريهمي بالحديدة جراء شن غارات طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على المجمعات الحكومية، في المديريتين، كان المسلحون الحوثيون يتمركزن في المجمعين استعدادا لاقتحام قبيلة الزرانيق.
وقال شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من عشرة أطقم عسكرية على متنها العشرات من المسلحين الحوثيين كانت قد وصلت إلى مدينة الدريهمي وبيت الفقيه، بالحديدة، بالقرب من قبيلة الشيخ يحيى منصر، قبيلة الزرانيق، في محاولة لاقتحامها من جهة بيت الفقيه شرقا وغربًا عبر الدريهمي، وكانوا يريدون اقتحام القرية للتفتيش عن شخص اتهموه بقتل أحد أفرادهم في منطقة النخيلة، ويتهمون الشيخ يحيى منصر ، شيخ زرانيق الساحل، بالتستر على من يتهمونه وإخفائه بالقرية».
وأضاف الشهود: «بعد وصول التعزيزات العسكرية إلى المجمعات الحكومية، التي يتخذها الحوثيون أماكن تجمع لهم، وبدأوا بالتجهيز للهجوم على قبيلة الزرانيق بساعات شنت طائرات التحالف هجومها على المجمعين الحكوميين في الدريهمي وبيت الفقيه وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى».
وكانت قبائل الزرانيق قد حشدت عددا كبيرا من أبنائها في المنطقة استعدادا لأية مواجهات قد تخوضها مع جماعة الحوثي المسلحة التي جاءت لتهاجم المنطقة، بالإضافة إلى أن قبيلتي القحري والواعضات قد هددتا بإرسال حشود كبيرة من أبنائها المسلحين لمواجهة المسلحين الحوثيين في حال تجرأ الحوثيون على مهاجمة أي قرى من قرى الزرانيق، في حين أعلنت، أيضا، قبائل الزرانيق، من الساحل حتى (نفحان) إحدى قرى مديرية بيت الفقيه، في حالة استنفار وتأهب، وانتشر مئات المسلحين ينتشرون بين الكثبان الرملية؛ تحسبًا لأي هجوم للحوثيين على معقل الشيخ يحيى منصر شيخ زرانيق الساحل.
وفي نفس السياق، كثفت جماعة الحوثي المسلحة من عملية اعتقالاتها لجميع المناوئين لهم والذين تشتبه في انتمائهم للمقاومة الشعبية التهامية في جميع مدن ومحافظات «إقليم» تهامة، خصوصا بعد تكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد جراء الاغتيالات والاستهدافات التي طالتهم من قبل مسلحي المقاومة التهامية، وكذا الغارات التي شنتها عليهم طائرات التحالف. وقال أحد المقربين للمقاومة الشعبية التهامية لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي المقاومة مستمرون في ملاحقتهم لجميع المسلحين الحوثيين في جميع مدن ومحافظات إقليم (تهامة) حتى طردهم من تهامة وخروجهم من جميع المؤسسات المدنية والعسكرية وميناء الحديدة، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، لأن المقاومة التهامية هي نواة الأمن الوطني وتطهير تهامة من ميليشيات الحوثي المسلحة أصبح شيئًا لا بد منه». وأكد أن «مقاومة أبناء إقليم (تهامة) وملاحقتها لجميع للمسلحين ليست فقط لأجل إقليم أو مدينة، فهي أيضا لأجل كرامة ولأجل حرية ولأجل أرض وإنسان والنصر والتحرير قادم وقريب بإذن الله، فالمقاومة هي سلاح في الميدان وقتال في الجبال والحواري والوديان واشتباك مع العدو في كل مكان وصمود على الحق مهما اشتدت الصعاب وعظمت التضحيات وضاق على العنق الخناق، وهي إصابة وشهادة وقتال ومطاردة وتضحية وفداء وتجرد وعطاء». مشيرًا إلى أن مسلحي المقاومة مهمتهم أيضا ترسيخ الهوية التهامية وتجديد لمواصلة مشوار التحرير الذي قامت به قبائل الزرانيق ضد الإمامة والاحتلال البريطاني، واليوم شباب تهامة يقاوم ضد الاحتلال الحوثي الشيعي.
وتشهد محافظة الحديدة، غرب اليمن، انتشارا مكثفا للمسلحين الحوثيين، مما يشير إلى أن هذه الأخيرة اضطرت إلى استقدام مزيد من التعزيزات البشرية لمواجهة المقاومة الشعبية التهامية في حين أن الغالبية من المسلحين الحوثيين أطفال أعمارهم بين الـ15 والـ18 عاما، وقد قدموا من خارج المحافظة لمواجهة المقاومة التي تستهدف تجمعاتهم وأطقمهم العسكرية.
في موضوع آخر، حذر حزب الإصلاح اليمني جماعة الحوثي المسلحة من مغبة الاستمرار في جرائمها ضد الإنسانية، وحمل جماعة الحوثي والموالين لها، قيادات أمنية وعسكرية وكل من سوق لتلك الجرائم وشجع على ارتكابها، كامل المسؤولية القانونية الجنائية عما قد يتعرض له المختطفون لدى المسلحين الحوثيين من مخاطر.
وقال الإصلاح في بيان له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «ميليشيات الحوثي أقدمت نقل قيادات وأعضاء التجمع اليمني للإصلاح المختطفين لديها إلى مواقع ومنشئات عسكرية تحت سيطرتها وذلك لاستخدامهم كدروع بشرية في تكرار لجريمتها البشعة النكراء بحق المختطفين في موقع هران بمحافظة ذمار، غير آبهين بقبح الجرم وحجم الإدانات الواسعة لتلك الممارسات الوحشية وغير الإنسانية».
ودعا الإصلاح جماعة الحوثي المسلحة «الإطلاق الفوري لكل المختطفين لديها على خلفية مواقفهم السياسية المعارضة للحرب - التي تشنها بحق الشعب اليمن - من قيادات وأعضاء التجمع اليمني للإصلاح وغيرهم من قيادات الدولة مدنين وعسكريين وسياسيين ووجهاء وإعلاميين وناشطين من مختلف الانتماءات السياسية والمكونات الوطنية».
وطالب حزب التجمع اليمني للإصلاح الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وكل المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان، بسرعة التحرك للحيلولة دون تكرار الجريمة التي تعرض لها المختطفون في جبل هران بمحافظة ذمار والضغط لإطلاق كل المختطفين تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وكان الموقع الرسمي لحزب الإصلاح قد نشر على لسان مصدر مسؤول في الحزب أن «جماعة الحوثي المسلحة نقلت عددًا من قيادات الإصلاح المختطفين بينهم، عضو الهيئة العليا للإصلاح محمد قحطان إلى مواقع عسكرية متوقع استهدافها من قبل طيران التحالف»، محملا جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن حياة وسلامة قيادات وأعضاء الإصلاح المختطفين.
ومنذ أبريل (نيسان) الماضي، شنت جماعة الحوثي المسلحة والموالين لها من جماعة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حملة اختطافات واسعة طالت المئات من قيادات وأعضاء ونشطاء حزب التجمع اليمني للإصلاح إثر تأييد الحزب لعمليات «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية ضد المقار العسكرية للحوثيين وصالح، ومن أبرز المختطفين عضو الهيئة العليا للإصلاح محمد قحطان وعبد الجليل سعيد ومحمد حسن دماج وفتحي العزب.
وكشفت منظمة العفو الدولية في تقرير لها، منتصف الأسبوع الماضي، عن جرائم المسلحين الحوثيين بحث المختطفين، ونقلت عن نجل القيادي في الإصلاح محمد حسن دماج، أنهم يعرضون حياته وغيره من المختطفين للخطر، في مواقع عسكرية مستهدفة.
سقوط العشرات من المسلحين الحوثيين بطائرات التحالف
مسلحو المقاومة التهامية يؤكدون استمرارهم في تطهير المنطقة.. والإصلاح يحذر الحوثيين من الاستمرار في جرائمهم ضد الإنسانية
سقوط العشرات من المسلحين الحوثيين بطائرات التحالف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة