في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الداخلية العراقية مقتل وجرح نحو 18 شخصا في تفجيرين بسيارتين مفخختين داخل مرأبي فندقي بابل وعشتار، وسط بغداد، فإن شهود عيان أكدوا أن العدد أكبر مما ذكر رسميا، خصوصا تفجير فندق الشيراتون الذي وقع في الساحة المشتركة بين الفندق ونادي العلوية المحاذي له.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن «حصيلة ضحايا الهجومين ارتفعت إلى 9 قتلى وإصابة 31 بجروح». وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة الضحايا. لكن المدير المفوض لفندق بابل، باسم جميل أنطوان، أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «حصيلة القتلى هي 3 أشخاص من العاملين في الفندق، لكن الخسائر المادية كبيرة جدا، حيث تم تحطيم واجهة الفندق والأثاث». وأضاف أن «الحادث وقع في تمام الساعة الثانية عشرة ليلا، حيث كان هناك زخم كبير لأن اليوم هو الخميس، حيث تزدحم حفلات الزواج، وهو ما أدى إلى دخول السيارة في غفلة من العاملين في أجهزة السونار الذين فتشوا السيارة عن طريق المرآة الكاشفة فقط وليس الكلاب البوليسية».
وأفادت الشرطة بأن قوات الأمن عثرت على سيارة مفخخة ثالثة في موقف فندق بابل المطل على نهر دجلة من جهة الكرادة، الذي أعيد تأهيله مؤخرا، وتمكنت من تفكيكها.
وقال شاهد عيان اكتفى بذكر اسمه الأول، رعد، متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية، عند فندق عشتار: «لا توجد إجراءات أمنية في هذا المكان الذي هو الأكثر أمنا للأجنبي والعراقي». وتابع: «هذا يعني أن ليس هناك أمان».
وكان مصدر في وزارة الداخلية أكد أن «سيارة مفخخة كانت مركونة داخل مرأب فندق بابل في منطقة الجادرية، وسط بغداد، انفجرت قبل منتصف ليل الخميس - الجمعة، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة»، مضيفا أن «سيارة مفخخة ثانية انفجرت بعد الأولى بدقائق داخل فندق عشتار في ساحة الفردوس، وسط بغداد، مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 6 آخرين بجروح وإلحاق أضرار مادية بعدد من السيارات». ورجح المصدر ارتفاع حصيلة الضحايا بسبب «شدة التفجيرين»، مشيرا إلى أن «سيارات الإسعاف هرعت إلى منطقة الحادث ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج، وجثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي، فيما فرضت قوة أمنية طوقا أمنيا على الفندقين ومنعت الاقتراب منهما».
ورفعت قوات الأمن العراقية في فبراير (شباط) الماضي حظر التجوال الذي كان مفروضا على بغداد اعتبارا من منتصف الليل بعد استعادتها مناطق محيطة ببغداد من سيطرة تنظيم داعش، لكن الهجمات استمرت بوتيرة أقل مما كانت عليه خلال العام الماضي. وتزامنت الهجمات الأخيرة مع مواصلة قوات عراقية تنفيذ هجمات تهدف لتحرير مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش، في محافظتي الأنبار (غرب) وصلاح الدين (شمال). وتعرض فندقا بابل وشيراتون (التسمية السابقة لفندق عشتار) لهجمات منسقة في يناير (كانون الثاني) 2010، وكذلك فندق الحمراء الذي لم يعاود فتح أبوابه. وأسفرت هذه الهجمات الانتحارية التي تبناها تنظيم القاعدة آنذاك، عن مقتل 36 شخصا على الأقل.
تفجير مزدوج في فندقي بابل وشيراتون ببغداد يخلف عشرات الضحايا
عودة «حرب الفنادق» في العاصمة العراقية
تفجير مزدوج في فندقي بابل وشيراتون ببغداد يخلف عشرات الضحايا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة