السنيورة أمام المحكمة الدولية: متمسك بما قاله لي الحريري عن تهديد الأسد له

شهود سريون سيدلون بإفاداتهم عبر نظام المؤتمرات المتلفزة بين يونيو ويوليو

السنيورة أمام المحكمة الدولية: متمسك بما قاله لي الحريري عن تهديد الأسد له
TT

السنيورة أمام المحكمة الدولية: متمسك بما قاله لي الحريري عن تهديد الأسد له

السنيورة أمام المحكمة الدولية: متمسك بما قاله لي الحريري عن تهديد الأسد له

قال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، أمس: «إنني أتمسك حرفيا بما قاله لي رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عن أن الأسد قال له (سأكسر لبنان على رأسك)». وقال: «الأسد استعمل هذه العبارة لأن الحريري ذكرها أمامي عدة مرات»، معتبرا أن «كل الاحتمالات واردة لتنفيذ هذا التهديد»، مشيرًا إلى أن «الحريري كان مهددا، وكانت إنجازات البلد التي قام بها مهددة»، وأن عبارة الأسد «هي تهديد جسدي للحريري».
وجاء إعلان السنيورة خلال جلسة الاستماع إلى شهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وأنهت أمس الاستماع إلى شهاداته، في حين أعلنت المحكمة موافقتها على ضم 5 شهود إلى نظام حماية الشهود في المحكمة. وقال القاضي راي بأن «4 من الشهود السريين سوف يدلون بإفاداتهم عبر نظام المؤتمرات المتلفزة بين شهري حزيران (يونيو) وتموز (يوليو)».
وعادة ما تمنح المحكمة حماية للشهود السريين، تتمثل في تغيير أصواتهم وإخفاء وجوههم، والاستماع إليهم عبر نظام النقل المتلفز، وذلك بهدف حمايتهم أمنيًا، بناء على طلب الشهود.
وفي شهادته أمس أمام المحكمة، نفى السنيورة علمه إذا كان السفير الأميركي الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان خطط في أكتوبر (تشرين الأول) 2010 لمفاوضات مع «حزب الله»، نافيا معرفته بـ«القناة الخلفية السعودية - السورية مع حزب الله». وقال: «لم أسمع إطلاقا بهذه القناة».
وأوضح أنه لم يسمع من فيلتمان أي حديث عن هدية لنا في عيد الميلاد بشأن الانسحاب من الغجر، وقال: «ما طلبناه من الولايات المتحدة هو استرداد مزارع شبعا»، مؤكدا أن «الولايات المتحدة كان لها دور في القرار 1701 لكنها ليست حليفة لنا كفريق سياسي».
وقال: «تعاملنا مع فيلتمان كونه سفيرا للولايات المتحدة الأميركية، وخلال كل اللقاءات معه كان يتم التطرق إلى القرارات الدولية». كما أعلن أنه قرأ في الصحف عن القرار 1559 وأنه يتم الإعداد له في مجلس الأمن. وأكد أن «القرار 1757 القاضي بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان قرار صائب لاستعادة العدالة».
وأعلن السنيورة أن «الحريري في إحدى الزيارات للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بحث في شهادته، معه في موضوع الانتخابات وكيفية محاولة إقناع السوريين بعدم التمديد لرئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود»، وقال: «لا يوجد ما يسمى تخصيص أموال في الموازنة لحزب الله أو لأي حزب آخر في لبنان، فقد تكون معونات عبر مؤسسات صحية أو تعليمية». وأكد أنه ليس لديه أي معلومات رسمية حول عدد قوات «حزب الله» والأسلحة التي يمتلكها.
وأشار إلى أن «مصطفى ناصر (الذي كان ينسق الاجتماعات بين نصر الله والحريري) حضر معي الاجتماع مع نصر الله وكان دوره ينحصر في ترتيب الاجتماع ليس إلا».
وأكد أنه «لم يجر بيني وبين (رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الراحل اللواء) وسام الحسن أي حديث بشأن غيابه عن الموكب في 14 شباط (فبراير) 2005. يوم اغتيال الحريري، وما سمعته أنه كان مشغولا في امتحان».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.