يوسف السالم.. نجومية ساطعة من أنصاف الفرص

المهاجم الشاب تغلب على أوجاع «الدكة» وقاد الهلال لربع النهائي الآسيوي

يوسف السالم سجل تألقا لافتا مع الهلال في مباراته الآسيوية الأخيرة (رويترز)
يوسف السالم سجل تألقا لافتا مع الهلال في مباراته الآسيوية الأخيرة (رويترز)
TT

يوسف السالم.. نجومية ساطعة من أنصاف الفرص

يوسف السالم سجل تألقا لافتا مع الهلال في مباراته الآسيوية الأخيرة (رويترز)
يوسف السالم سجل تألقا لافتا مع الهلال في مباراته الآسيوية الأخيرة (رويترز)

لم يكن فوز يوسف السالم مهاجم فريق الهلال بجائزة أفضل لاعب في المواجهة التي جمعت فريقه ببيروزي الإيراني في إياب دور الـ16 لمنافسات دوري أبطال آسيا، الأمر المستغرب لكون هذا النجم عرف بأنه أحد أبرز الأوراق التي كادت أن تحرقها دكة البدلاء، وقد حصل على فرصته في الوقت المناسب ليقود فريقه إلى التأهل وبجدارة بتسجيله أول الأهداف الثلاثة في المباراة.
والجائزة هي الثانية للاعب في هذه البطولة بعد فوزه بها خلال مواجهة فريقه أمام السد القطري في الجولة الأخيرة لمنافسات دور المجموعات.
السالم ابن الثلاثين عامًا يعد من أبرز المهاجمين في الكرة السعودية في فترات سابقة قبل أن تسهم دكة البدلاء في خفت توهجه قياسًا بقلة مشاركاته في المباريات ليصبح معها المهاجم البديل الذي ينتظر الفرصة للمشاركة بعد أن كان المهاجم الأول.
كان بروز نجم السالم مع فريق القادسية كهداف للفريق والمنتخب السعودي الأولمبي، جعله محط أنظار الأندية الكبرى، قبل أن توقع إدارة نادي الشباب مع السالم مطلع فبراير (شباط) 2008 عقدًا احترافيًا يمتد لـ3 سنوات في صفقة انتقال حر شهدت حينها شدا وجذبا بين إدارة الناديين الشباب والقادسية بعد أن طالب الأخير ببطلان توقيع أبرز نجومها لعدم مفاوضة الشبابيين معهم، في الوقت الذي استندت إدارة الشباب في توقيعها مع اللاعب على دخوله الفترة الحرة التي يحق له خلالها الانتقال دون الرجوع لناديه.
لم يدم توقيع السالم طويلاً مع الشباب حيث لم يتجاوز الموسم الرياضي، بعد فضل مدرب الفريق آنذاك الأرجنتيني انزو هيكتور وضع اللاعب على مقاعد الاحتياط والزج به في مباريات محدودة، في ظل تواجد عدد من المهاجمين في قائمة الفريق الشبابي، الأمر الذي قررت معه الإدارة الشبابية الاستغناء عن السالم مطلع يوليو (تموز) 2009 لصالح فريق الاتفاق بصفقة مقايضة بين الناديين تمثلت بانتقال مدافع الاتفاق ماجد العمري انتقالا نهائيا للشباب مقابل انتقال مماثل للسالم، بالإضافة إلى إعارة الحارس خوجه للاتفاق وهي المقايضة التي قال عنها الرئيس الشبابي في ذلك الوقت خالد البلطان بأنها تمت بلا مكاسب مادية للطرفين.
عاد السالم لتألقه مع الاتفاق بعد أن اعتمد الفريق عليه لسد غياب المهاجم صالح بشير بعد الإصابة التي لحقت به في الرباط الصليبي، ليبرز السالم ويعد المهاجم الأول للاتفاق وهدافه مقدمًا معه مستويات لافته وصل من خلالها إلى تمثيل المنتخب السعودي الأول كأحد أبرز المهاجمين السعوديون في تلك الفترة.
السالم الذي وجد ضالته مع الاتفاق بعد تجربة لم تكتب لها النجاح مع الشباب لعدم منحه الفرصة الكافية لإثبات ما يملك من مؤهلات وقدراته باعتباره هداف القادسية قبل انتقاله للشباب، دفع تألقه لوضع عدد من الأندية أنظارها على اللاعب لخطب وده بالتعاقد معه لتدعيم صفوفه فريقها، قبل أن يظفر به نادي الهلال أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2012 بعقد احترفي يمتد لـ4 سنوات.
ابن الثلاثين عامًا كان يطمح أن يجد له مكانًا في خارطة الفريق الأزرق كعنصر أساسي، كما هو الحال إبان مشاركته مع الاتفاق ليقدم ما لديه وليواصل بروزه، قبل أن يصدم بمرافقته لدكة البدلاء كمهاجم بديل لمهاجمي الفريق الأزرق حيث لم يشارك معه سوى في 25 مباراة دورية خلال موسمين بمعدل 884 دقيقة رسمية باستثناء مباريات محدودة شارك بها مع الفريق في البطولات المختلفة، ساهمت كل تلك العوامل في ضعف محصلته التهديفية، وغياب توهجه. ليكون مثالا للهداف الحبيس في دكة البدلاء.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».