معارضون سوريون يتهمون «بلاك ووتر» بالقتال إلى جانب «وحدات الحماية».. والأكراد ينفون

مسؤول كردي: مشاركة الأجانب تقتصر على أفراد وبعضهم يختارون القتال بزي بلدهم العسكري

معارضون سوريون يتهمون «بلاك ووتر» بالقتال إلى جانب «وحدات الحماية».. والأكراد ينفون
TT

معارضون سوريون يتهمون «بلاك ووتر» بالقتال إلى جانب «وحدات الحماية».. والأكراد ينفون

معارضون سوريون يتهمون «بلاك ووتر» بالقتال إلى جانب «وحدات الحماية».. والأكراد ينفون

نشر ناشطون سوريون صورا لمقاتلين قالوا إنهم ينتمون إلى شركة «بلاك ووتر» العسكرية الأميركية التي أصبحت تعرف اليوم باسم «أكاديمي»، يشاركون في القتال إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة رأس العين في ريف الحسكة، ضد تنظيم داعش، وهو الأمر الذي نفاه مسؤولون أكراد، مؤكدين أن مشاركة الأجانب في القتال تقتصر على الأفراد وليس المؤسسات، وأن هؤلاء قد يختارون ارتداء الزي العسكري للبلد الذي يتحدرون منه.
وبحسب الناشط الإعلامي علي الحريث، الذي نشر بعض هذه الصور عبر حسابه على «فيس بوك»، فإن المقاتلين من شركة «بلاك ووتر» الأميركية أُصيبوا خلال مساندتهم لمقاتلي «الحزب الديمقراطي الكردي» في مدينة رأس العين. وقال الحريث، لـ«شبكة الدرر الشامية»، إن عناصر الشركة الأميركية والأكراد حاولوا تنفيذ عملية التفاف في قرية ناحية مبروكة بريف مدينة رأس العين، وتفاجأوا بكمين محكم نصبه تنظيم داعش لهم بالقرب من قرية أبو جلود.
في المقابل، نفى المسؤول المحلي الكردي إدريس نعسان مشاركة «بلاك ووتر» في القتال إلى جانب الأكراد، مؤكدا أن مشاركة المقاتلين الأجانب تقتصر على الأفراد وليس على المؤسسات أو المنظمات أو جهات رسمية، مذكرا بعدد من القتلى الذي سقطوا على أرض المعارك. وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الزي العسكري الذي بدا في صور المقاتلين الأميركيين هو نتيجة قرار من هؤلاء اختاروا أن يقاتلوا بزي بلدهم العسكري، على غرار ما حصل سابقا مع مقاتل سويدي قاتل في كوباني، وقد نشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق قوله.
وشبكة «بلاك ووتر» الأميركية شركة أمنية عسكرية خاصة، تأسست في أميركا عام 1997، واستعان الجيش الأميركي بها في حرب العراق وأفغانستان، قبل أن يتم تغيير اسمها قبل أشهر إلى «أكاديمي»، رغم أنّها لا تزال تعرف أكثر باسمها الأول.
وفي حديث سابق له، قال غاري جاكسون، رئيس «بلاك ووتر» العسكرية، إن الشركة توقع عقودا مع حكومات أجنبية منها حكومات دول مسلمة، لتقديم خدمات أمنية بموافقة حكومة الولايات المتحدة.
وقبل الصور الأخيرة التي قيل إنّها لمقاتلين أميركيين في «بلاك ووتر»، كان حزب الاتحاد الديمقراطي قد نشر مقطع فيديو على صفحة «وحدات حماية الشعب» على موقع «فيسبوك»، قبل نحو عشرة أيام، لعملية تحرير رهائن محتجزين في عدد من القرى الخاضعة لتنظيم داعش في منطقة رأس العين بريف الحسكة، وكان لافتا ظهور عناصر في الفيديو يرتدون زيا عسكريا مختلفا عن ذلك الذي يرتديه الأكراد، وقال ناشطون إنه يعود لشركة «بلاك ووتر» الأميركية.
وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إثر إعلان الجيش الأميركي عن قيامه بإسقاط أطنان من الأسلحة في مدينة كوباني (عين العرب)، تحدثت وسائل إعلام تركية عن وجود قوات عسكرية أميركية داخل المدينة، وقالت صحيفة «يني شفق» التركية إن أفرادًا يتبعون لشركة «بلاك ووتر» الأميركية التحقوا بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الناشط في كوباني للقيام بمهام عسكرية لصالح الجيش الأميركي.
وقالت الصحيفة إن الشركة لجأت إلى تغيير اسمها إلى «أكاديمي» وهي تقوم بالدور نفسه الذي قامت به سابقا في العراق، والمتمثل في جمع المعلومات الاستخباراتية والإعداد لما قبل دخول القوات البرية، وكذلك بتجميع قاعدة بيانات للأماكن والأهداف التي تقوم طائرات التحالف باستهدافها بالصواريخ في وقت لاحق.
ووفق كتاب «بلاك ووتر.. المرتزقة قادمون»، للمؤلف «جيرمي سكيل»، فإن «بلاك ووتر» قتلت الكثير من المدنيين في العراق، وقال «لدى هذه الشركة الأمنية آلاف من الجنود ينتشرون في تسع دول من بينها الولايات المتحدة، ولها أسطول خاص من المروحيات والمدفعية، ووحدة طائرات تجسس، ولها تعاقدات مع الحكومة الأميركية بمئات الملايين من الدولارات، غير الميزانية السرية للعمليات (السوداء)، التي تقوم بها نيابة عن استخبارات الولايات المتحدة أو الأشخاص أو الشركات الكبرى».
ومنذ بدء معركة الأكراد ضد تنظيم داعش لاستعادة منطقة كوباني (عين العرب)، سجّل قدوم عدد كبير من الأجانب للقتال إلى جانب الأكراد، وقد قتل عدد منهم على أرض المعركة، بينهم مقاتلة ألمانية. وكان الناطق باسم وحدات الحماية، ريدور خليل، قال إنه ليست هناك قنوات تواصل رسمية للانضمام إلى الوحدات أو حملات لجذب هؤلاء، بل هم من يقومون بمبادرة شخصية بالتواصل إما عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر جهات عدّة على معرفة بها في بلدانهم. وقال لـ«الشرق الأوسط» في شهر مارس (آذار) الماضي، إن «عدد هؤلاء فاق المائة مقاتل، وهم يصلون إما عبر تركيا أو شمال العراق، ومعظمهم لهم خبرة قتالية سابقة، وتتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما، وجميعهم يتحدرون من أصول أجنبية (أوروبية وأميركية آسيوية) وليست كردية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.