«الحشد الشعبي» يتبنى قيادة عملية «لبيك يا حسين» لتحرير الأنبار من تنظيم داعش

مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»: الرمادي محاصرة من 3 جهات

سكان يرحبون بعناصر في كتائب حزب الله لدى وصولهم إلى الخالدية غربي بغداد لقتال «داعش» (أ.ب)
سكان يرحبون بعناصر في كتائب حزب الله لدى وصولهم إلى الخالدية غربي بغداد لقتال «داعش» (أ.ب)
TT

«الحشد الشعبي» يتبنى قيادة عملية «لبيك يا حسين» لتحرير الأنبار من تنظيم داعش

سكان يرحبون بعناصر في كتائب حزب الله لدى وصولهم إلى الخالدية غربي بغداد لقتال «داعش» (أ.ب)
سكان يرحبون بعناصر في كتائب حزب الله لدى وصولهم إلى الخالدية غربي بغداد لقتال «داعش» (أ.ب)

بدأت القوات العراقية و«الحشد الشعبي» أمس عملية تضاربت المعلومات بشأن هدفها الأولي واسمها لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات شاسعة منها. ففيما سمت وزارة الدفاع العملية بـ«عملية تحرير الأنبار» فإن الحشد الشعبي (المتطوعين الشيعة) أعلن أنها تهدف إلى محاصرة الرمادي، مركز الأنبار، أولا وتحريرها من التنظيم لتبدأ بعد ذلك عملية تحرير المحافظة. واللافت أيضا أنه بينما لم تطلق المؤسسة العسكرية اسما معينا على العملية بينما الحشد الشعبي أطلق عليها اسم «لبيك يا حسين» في بادرة توحي بأنه يقود العملية.
وأكد أحمد الأسدي، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الرسمي أن عملية «لبيك يا حسين» تقودها قوات الحشد الشعبي بالتنسيق مع القوات المسلحة هناك، حسب وكالة رويترز. بدورها نسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى الأسدي، وهو نائب برلماني عن حزب الدعوة الذي يقوده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، قوله «انطلقت عملية (لبيك يا حسين) في مناطق شمال صلاح الدين وجنوب غربي تكريت وشمال شرقي الرمادي، والتي ستطوق الرمادي من الجهة الشرقية»، مشيرا إلى مشاركة قوات من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وأغلب فصائل الحشد الشعبي في العملية. وحسب الأسدي، فإن منطقة الجزيرة التي تربط بين محافظتي صلاح الدين والأنبار «سيتم تحريرها في هذه العملية التي تهدف إلى تطويق محافظة الأنبار لتحريرها بالكامل». وشدد المتحدث قائلا إن «انتصاراتنا ستكون سريعة لأن استعداداتنا قوية».
وتحدثت مصادر في الحشد الشعبي عن إرسال أربعة آلاف مقاتل إلى مناطق شمال الرمادي من مقاتلي العشائر السنية.
في غضون ذلك، تمكنت قوات عراقية في مواقع أخرى من فرض سيطرتها والتقدم باتجاه الرمادي. وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش متواجد في الأنبار إن «قوات من الجيش والحشد الشعبي، استطاعت تحرير منطقة العنكور (جنوب الرمادي) والدخول إلى منطقة الطاش» الواقعة إلى الجنوب من الرمادي. كما فرضت القوات العراقية سيطرتها على امتداد 35 كلم في منطقة واقعة على الطريق السريع غرب الرمادي، وفقا للمصدر.
وبذلك تعد الرمادي تحت حصار محكم، باستثناء الجانب الشمالي الذي يتصل في محافظة صلاح الدين ويفصلها عنه نهر الفرات ومنطقة صحراوية.
بدوره، قال قائد شرطة محافظة الأنبار، اللواء هادي رزيج، لـ«الشرق الأوسط» إن «قطعات الجيش والشرطة وقوات والحشد الشعبي تقف الآن على مشارف جامعة الأنبار (5 كلم غرب مدينة الرمادي) بعد أن فرضت القوات حصارًا على مسلحي تنظيم داعش وقطعت طرق الإمدادات عنهم من الجهة الغربية والغربية الجنوبية للمدينة». وأضاف رزيج أن «مدينة الرمادي باتت مطوقة من ثلاث جهات من قبل القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي الموجودة في منطقتي (الكيلو 35) و(حصيبة الشرقية) ومحيط الفلوجة بعدما تم تأمين وتحصين منطقة الخالدية بالكامل ضد هجمات مسلحي تنظيم داعش».
وبشأن إطلاق اسم «لبيك يا حسين» على العملية، قال أركان خلف الطرموز، عضو مجلس محافظة الأنبار، لـ«الشرق الأوسط» إن «الاسم لا يهم بقدر اهتمامنا بمشاركة جميع أبناء الشعب العراقي في معارك التحرير». وأضاف: «اليوم يقف في صف واحد أبناء العشائر وقوات الحشد الشعبي ومتطوعون بعدد 500 مقاتل من الإخوة الشبك وبنفس العدد من المقاتلين يشترك معنا في القتال الأخوة المسيحيون وكذلك إخوتنا الأكراد»، مذكرا بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي كان قد أعلن، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بعد تحرير مدينة تكريت مباشرة ومن قاعدة الحبانية انطلاق عمليات تحرير الأنبار باسم «عملية تحرير الأنبار الكبرى».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.