بارزاني بحث مع عبد الله الثاني.. وعلاوي مع السيسي وضع العراق في حربه ضد «داعش»

صالح المطلك لـ {الشرق الأوسط} : انسحاب الجيش في الرمادي «نوع من التآمر»

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أول من أمس في عمان («الشرق الأوسط»)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أول من أمس في عمان («الشرق الأوسط»)
TT

بارزاني بحث مع عبد الله الثاني.. وعلاوي مع السيسي وضع العراق في حربه ضد «داعش»

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أول من أمس في عمان («الشرق الأوسط»)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أول من أمس في عمان («الشرق الأوسط»)

يبحث ثلاثة قادة عراقيين، وهم مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، وإياد علاوي، نائب رئيس الجمهورية، وصالح المطلك، نائب رئيس الوزراء، الأوضاع السياسية والأمنية والحرب ضد «داعش»، مع قادة عرب وغربيين وذلك خلال مشاركتهم في المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت في الأردن.
وقال فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من منطقة (الشونة) على البحر الميت، أمس، إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، استقبل (أول من أمس) الرئيس بارزاني في قصر رغدان الملكي في عمان، حيث بحث معه تفاصيل الأوضاع السياسية والأمنية في عموم العراق وإقليم كردستان والحرب ضد «داعش»، كما بحث، العاهل الأردني ورئيس إقليم كردستان، تعميق العلاقلات بين الأردن والعراق بصورة عامة، ومع الإقليم بصورة خاصة.
وأضاف حسين قائلا: «لقد تركزت الأحاديث حول الأوضاع الأمنية الأخيرة والتي تتعلق بسيطرة تنظيم داعش على مدينة الرمادي وتمددها في عموم محافظة الأنبار مما يشكل خطرا ليس على العراق وحسب، بل على عموم المنطقة»، وقال إن «الزعيمين اعتبرا تنظيم داعش تهديدا على أمن المنطقة ككل والأمن الدولي كذلك».
وأوضح رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان بأن «الرئيس بارزاني سيلتقي مجموعة من القادة العرب والقادة الغربيين المشاركين في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد حاليا في الأردن، وأن حواراته ومباحثاته سوف تصب باتجاه الدفاع عن العراق وحماية البلد من خطر تنظيم داعش».
من جهة أخرى، وعلى هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت، التقى علاوي نائب رئيس جمهورية العراق، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وقال علاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن الرئيس المصري الأخ عبد الفتاح السيسي أبدى استعداد بلاده التام لدعم العراق وجيشه في الحرب ضد تنظيم داعش سواء بالتدريب أو التسليح والمعلومات ووضع كل الإمكانات تحت تصرف العراقيين». وأضاف: «أكدنا خلال اللقاء على ضرورة توحيد الصفوف لمقاومة الإرهاب وتنظيم داعش وإلحاق الهزيمة بهما».
من جانبه، اعتبر المطلك «انسحاب القوات العراقية بكل صنوفها من أمام مسلحي تنظيم داعش في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق أمر غير مبرر، وفيه نوع من التآمر».
وأضاف المطلك الذي يشارك في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت في الأردن، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة العراقية لم تكن جادة في موضوع تسليح أبناء العشائر في الأنبار.. الأمر الذي أضعف كثيرًا من صمود المقاتلين من أبناء العشائر أمام هجمات المسلحين الذين وجدوا فرصة كبيرة لهم بالسيطرة على مدينة الرمادي بعد انسحاب القوات الحكومية من أرض المدينة».
وعن أسباب حضوره للمؤتمر أكد نائب رئيس الوزراء العراقي: «لا بد من التباحث مع القادة في المنطقة في سبيل مساعدة العراق في حربه ضد الإرهاب الدولي المتمثل في تنظيم داعش وغيره».
وندد المطلك بانسحاب القوات العراقية «المخجل» من الرمادي مما أدى لسيطرة تنظيم داعش عليها. وقال للصحافيين في الشونة على شاطئ البحر الميت، نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إنه «لا يمكن أن نتخيل أن قوات مدربة لأكثر من عشر سنوات وهي قوات النخبة الذهبية بالنسبة للجيش العراقي تنسحب بهذه الطريقة المخجلة وتترك أبناء المنطقة العزل يواجهون الإرهاب الذي قتل المئات منهم».
وأضاف أن «الجيش يتحمل المسؤولية الكبرى في هذا الموضوع، والحكومة يفترض أن تحاسب القادة العسكريين الذين تخاذلوا في هذه اللحظات الصعبة».
وكان تنظيم داعش سيطر الأحد على الرمادي إثر هجوم واسع بدأه الخميس الماضي انسحبت على إثره القوات الأمنية من معظم مراكزها في المدينة.
وانتقد المطلك «غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع داعش»، وقال: «لا على مستوى قطري ولا على مستوى دولي.. لا واشنطن ولا التحالف الدولي يملك استراتيجية واضحة حول كيفية التعامل مع التنظيم الإرهابي في العراق». واعتبر أانه «لا يمكن للحل العسكري وحده أن يجدي نفعا دون حل الإشكالات السياسية»، مضيفًا أن «الغارات الجوية وحدها لا تنفع».
وأعلنت الولايات المتحدة أنها بصدد إعادة النظر في استراتيجيتها المعتمدة منذ أشهر ضد تنظيم داعش، بعد سيطرته على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق ودعت إلى تعزيز دور العشائر السنية في العراق وتسليحها لتواجه التنظيم.
من جهته، رأى المطلك أن «هذا الحل بات متأخرا ولو أنه ضروري، فتسليح العشائر بعد سيطرة (داعش) ربما لا يجدي نفعا كما كان سيفعل قبل شهرين أو سنة».
وأعرب نائب رئيس الوزراء العراقي عن أمله بأن يخرج اجتماع التحالف الدولي في باريس الشهر المقبل بـ«استراتيجية واضحة وضربات مكثفة حقيقية تحجم داعش وتنهيه».
وتستضيف باريس اجتماعا للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في الثاني من يونيو (حزيران) يشارك فيه، وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».