ابن شقيق علي عبد الله صالح يلتقي الأسد ومسؤولين من «البعث» في دمشق

وفد قيادي حوثي يجتمع بالمالكي وقيادات سياسية وحزبية عراقية في بغداد

دبابة مدمرة جراء الاشتباكات التي شهدتها دار سعد في عدن أمس (أ.ف.ب)
دبابة مدمرة جراء الاشتباكات التي شهدتها دار سعد في عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

ابن شقيق علي عبد الله صالح يلتقي الأسد ومسؤولين من «البعث» في دمشق

دبابة مدمرة جراء الاشتباكات التي شهدتها دار سعد في عدن أمس (أ.ف.ب)
دبابة مدمرة جراء الاشتباكات التي شهدتها دار سعد في عدن أمس (أ.ف.ب)

كشفت مصادر سورية عن لقاء جمع يحيى صالح نجل شقيق الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، بالرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة السورية، وذلك خلال استقبال الأخير وفدا من «اتحاد المعلمين العرب» على هامش انعقاد مؤتمره التاسع عشر في دمشق، الأسبوع الماضي.
والتقى يحيى صالح، الذي شغل منصب رئيس أركان الأمن المركزي اليمني بوقت سابق، وأقيل منه في ديسمبر (كانون الأول) 2012 بقرار من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، المستشارة الإعلامية للرئاسة بثينة شعبان، والأمين العام المساعد لقيادة حزب «البعث العربي الاشتراكي»، عبد الله الأحمر.
وكتب صالح، رئيس «مركز الرقي والتقدم» على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): «خلال لقائي بالرفيق عبد الله الأحمر، الأمين العام المساعد للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، تم تناول الأوضاع في المنطقة، وخصوصا العدوان السعودي على اليمن وما يسببه من قتل للبشر وتدمير شامل للبنى التحتية وثقة القيادة القومية بانتصار اليمن على العدوان»، معتبرا أن «ما تتعرض له سوريا من أعمال إرهابية بدعم سعودي وقطري يؤكد على أن المعركة واحدة، وحتمية الانتصار على العدو المشترك». وقال أيضا إن الأحمر «قام بتوجيه تحية لشعبنا وجيشنا اليمني على صموده وتصديه للعدوان وإفشال مخططاته لإشعال فتن طائفية ومناطقية وانفصالية»، لافتا إلى أنّه «وفي نهاية اللقاء قام بتوجيه تهنئة بسلامة الزعيم علي عبد الله صالح على نجاته أثناء استهداف منزله».
وتُعتبر هذه اللقاءات الأولى من نوعها المعلنة بين النظام السوري والمسؤولين في النظام اليمني المخلوع، كما أن تصريحات الأحمر، كما نقلها يحيى صالح تُعتبر الأولى من نوعها للنظام السوري بما يتعلق بموقفه من الأحداث في اليمن. وانتشرت صور بثتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) يظهر فيها صالح ضمن وفد المعلمين خلال لقائه الأسد. كما تم التداول بصور أخرى نشرها صالح على صفحته أثناء لقائه مع عبد الله الأحمر في مكتبه بالقيادة القومية بدمشق.
وكانت أعمال المؤتمر التاسع عشر لاتحاد المعلمين العرب، الذي ينعقد كل أربع سنوات، بدأت في دمشق في 17 مايو (أيار) الحالي، واستمرت لثلاثة أيام، بمشاركة وفود من 12 دولة عربية تحت عنوان «بالعلم والعمل والإيمان نبني مشروعنا القومي ونصنع الإنسان»، وذلك في دار الأوبرا وسط دمشق.
وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم عن الرئيس السوري احتوى مقتطفات من مراسم أداء القسم عام 2014 ولقاءاته مع مختلف شرائح المجتمع، وزياراته الميدانية لبعض المواقع العسكرية. واستقبل الأسد في اليوم الأخير من المؤتمر وفدا من المؤتمر ضم أعضاء الأمانة العامة ورؤساء المنظمات في اتحاد المعلمين العرب، الذين اعتبروا «عقد مؤتمرهم العام في دمشق تأكيدا على تضامنهم الكامل ووقوفهم إلى جانب سوريا التي تواجه عدوانا إرهابيا شرسا كثمن لمواقفها القومية وتمسكها باستقلالية قرارها وبانتمائها العروبي».
في غضون ذلك، التقى وفد من حركة أنصار الله الحوثية في اليمن عددا من القيادات السياسية والحزبية العراقية. وفيما عبر نائبي رئيس الجمهورية نوري المالكي والوزراء بهاء الأعرجي عن دعمهم للحوثيين، فإنه وطبقا لما أكده سياسي عراقي فإنه ليس هناك آثار سياسية تتعلق بمتغير من قبل الحكومة العراقية يمكن أن تترتب على هذه الزيارة.
وفي بيان لمكتب المالكي، فإن الأخير بحث مع وفد الحركة الحوثية برئاسة عضو المكتب السياسي «مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، والعدوان الذي يتعرض له اليمن الشقيق»، طبقا للبيان. وقال المالكي الذي يتزعم حزب الدعوة إن «الشعب العراقي يقف إلى جنب أشقائه في اليمن، ويرفض أي اتجاه لسلب الشعوب حقوقها وكرامتها وخياراتها»، وجدد المالكي «موقفه من دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إيقاف فوري للغارات الجوية وكل الأعمال العسكرية في اليمن، ومطالبة جميع الأطراف ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ بممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتمسك بالحلول الوطنية وﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﻭﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﻣﺨﺮﺝ ﺁﻣﻦ ﻣﻦ الأزمة ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ». من جهتهم، ثمن أعضاء الوفد «دور العراق الريادي في المنطقة واهتمامه بأمن واستقرار اليمن»، بحسب البيان.
وفي السياق نفسه، أكد بهاء الأعرجي نائب رئيس الوزراء والقيادي بالتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لدى استقباله الوفد الحوثي، أن «العراق وقف إلى جانب الشعب اليمني من خلال موقف صريح وجلي إبان العدوان العسكري الأخير والتدخل السافر لبعض الدول في شؤون اليمن».
وأضاف الأعرجي أنه يرفض «أي نوع من أنواع الوصاية على الشعب اليمني الذي سيقرر مصيره بيده، بعيدًا عن التدخلات واستغلال الأزمة في اليمن، الذي سيُزيدها تعقيدًا». وتابع الأعرجي بالقول: «نرى من واجب جميع الأطراف الدولية والإقليمية، السعي الجاد لوقف العدوان ورفع الحصار وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للشعب اليمني بهدف الوصول إلى ما يُقرره الشعب اليمني من خيارات سياسية تُفضي إلى اتفاق للسلم والشراكة الوطنية».
وكان العراق قد رفض الحملة العسكرية العربية في اليمن، ودعا إلى حل الأزمة بالحوار بين مختلف الأطراف. وفي هذا السياق، أكد القيادي بدولة القانون ورئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية عدنان السراج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق سعى إلى الوقوف على الحياد في قضية اليمن، وذلك لجهة إيجاد حل سلمي للأزمة هناك، على الرغم من أنه لم يقاطع الحوثيين، وبقي على تواصل، دون أن يكون معهم أو ضدهم، كما أن العراق تحفظ على قرار الجامعة العربية من خلال المشاركة بالقوة العربية وبقي يدعو إلى الحوار».
وأضاف أن «الحوثيين قدروا للعراق موقفه هذا، وهم الآن بصدد ترتيب وضعهم لجهة المشاركة قي حوار جنيف، وبالتالي هم يحتاجون الآن إلى الدعم كما يحتاجون إلى أصدقاء لتثبيت موقفهم». وفيما أكد السراج أن «هذه الزيارة هي مبادرة من الحوثيين وقد تشمل دولا أخرى، فإنها لن تترتب عليها آثار سياسية عراقية، لأن موقف العراق مع يمن موحد، كما أن الحوار يجب أن يكون متكافئا بين الجميع داخل اليمن».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.