ثلاثة أيام وتكون محافظات الجنوب قد أكملت شهرها الثاني فيما الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع ما زالت محتدمة وفي جبهات عدة، مثل الضالع وعدن والعند بلحج وشبوة وأبين، ومع طول أمدها بكل تأكيد كان وقعها كارثيا ومأساويا على السكان عامة، فكلما طال عنت الميليشيات وقوات الحوثي وصالح كان ذلك على حساب اليمنيين جميعا، وبدرجة أولى هذه القوات والميليشيات التي كل يوم تخسر سياسيا وعسكريا وأخلاقيا ومجتمعيا.
ففي محافظة الضالع شمال عدن شن طيران التحالف غارة على ميليشيات الحوثي المدعمة بقوات اللواء 33 مدرع الموالي للرئيس صالح، وقال مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن الغارة الجوية ضربت بعد ظهر أمس الخميس دبابات في مدرسة الوبح وسط الطريق العام الرابط بين مدينتي الضالع وقعطبة، وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن الغارة ضربت هذه الدبابات والميليشيات المتمركزة بجوار المدرسة بصاروخين جويين أحدثا بها أضرارا؛ إذ شوهدت إحدى الدبابات وهي تحترق عقب الغارة، كما سارعت سيارات الإسعاف لنقل القتلى والجرحى من المكان.
وعلى مسافة غير بعيدة من مكان الغارة كان أفراد المقاومة الجنوبية قد أغاروا أول من أمس الأربعاء على القوات الموالية لصالح والحوثي، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة الجنوبية دمرت في مفرق خوبر طاقما وعربة، كما تمكنت هذه المقاومة من ضرب دبابتين بقذائف بي عشرة في منطقة الوبح مساء الأربعاء. ولفتت هذه المصادر إلى أن هجوم المقاومة الجنوبية تزامن مع إقدام ميليشيات الحوثي وقوات صالح على قصف المناطق المجاورة لمفرق خوبر بالأسلحة المتوسطة والثقيلة منذ ظهر أول من أمس الأربعاء وحتى وقت كتابة الخبر، إذ ما زالت دبابات ومدفعية القوات الموالية لصالح والحوثي المتمركزة في مواقع سناح وعساق ونقطة الصيادي جنوب مدينة قعطبة تقصف باتجاه القرى المحيطة. وأشارت تلك المصادر إلى أن قذيفة دبابة وقعت بجوار سوق سناح شمال مدينة الضالع وتسببت في جرح عدد من المواطنين.
وفي محافظة شبوة شرق عدن تمكنت اللجان الشعبية الجنوبية في مديرية رضوم بمحافظة شبوة من إلقاء القبض على مجموعة من الغواصين في ميناء بالحاف بشركة تصدير الغاز الطبيعي المسال فجر أول من أمس الأربعاء تسللوا إلى المشروع من جهة البحر.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن المجموعة المتسللة حاولت الدخول إلى شركة الغاز من أجل تفجيرها بدعم وتوجيهات من القوات الموالية للرئيس المخلوع، وإن هؤلاء المتسللين تابعون للأمن القومي السابق. ولفت المصدر إلى ن من تم القبض عليهم أعطيت لهم معلومات دقيقة تتعلق بوسيلة وطريقة الوصول إلى الأسلحة والمتفجرات المخزونة في خنادق تحت الأرض بشركة الغاز التي بنتها شركة هوك التابعة لنجل الرئيس المخلوع أحمد علي عبد الله صالح. وأشار المتحدث إلى أن تسلل هؤلاء كان من جهة البحر حيث حاولوا الدخول والاختلاط باللجان الشعبية الجنوبية، إلا أن يقظة وبسالة اللجان الشعبية الجنوبية كانت لهم بالمرصاد.
وأضاف المصدر أن القضية ما زالت رهن التحقيق.
إلى ذلك كانت المقاومة الشعبية الجنوبية في محافظة شبوة اشتبكت مع ميليشيات وقوات الحوثي وصالح، وأفادت مصادر «الشرق الأوسط» بأن هذه المواجهات بين المقاومة والميليشيات قد خلفت خسائر من الطرفين، وأن الميليشيات وقوات صالح لجأت لقصف المساكن والمنشآت بقذائف الهاون، وأشارت تلك المصادر إلى تعرض منزلي المواطنين محمد دعدع وبايعقوب وكذا مدرسة 14 أكتوبر لقصف بقذائف الهاون.
من جهة أخرى ما زالت اللجان الشعبية الجنوبية المنوط بها حماية منطقة بلحاف النفطية بمحافظة شبوة بلا مرتبات أو مستحقات مالية نظير حماية أفرادها للشركة النفطية من أيدي العبث والتخريب التي سادت بعد هرب وانسحاب قوات الرئيس المخلوع من المناطق النفطية.
وعلى الصعيد الإنساني، دخلت معاناة السكان في مناطق المواجهات مرحلة حرجة، فمع اشتداد المواجهات وطول أمد الحرب في هذه المناطق زادت بالمقابل حياة السكان سوءا وقساوة، ففي محافظة الضالع الواقعة منذ شهرين في حالة حصار دائم نظرا لسيطرة الميليشيات الحوثية وقوات صالح على أهم منفذين بريين؛ الأول يتمثل بمثلث العند جنوبا الذي يحول دون تدفق السلع والمواد من محافظتي عدن وتعز، فيما الآخر من جهة الشمال، وتحديدا من مدينة قعطبة التي تصلها المواد والسلع المقبلة من إب والحديدة وصنعاء وذمار، هذه الوضعية نتج عنها زيادة كبيرة في الطلب على المواد الأساسية والمشتقات وغيرها من الأشياء البسيطة، فمثلا غاز الطبخ ارتفعت أسطوانة الغاز من 1500 ريال للأسطوانة الواحدة إلى 2500 ريال، ومن ثم 3 آلاف ريال، وهو ما يعني أن الزيادة بلغت مائة في المائة، والحال أيضا ينطبق على المواد الغذائية مثل الدقيق والزيت والقمح والماء وسواها من الاحتياجات الضرورية التي تراوحت الزيادة الطارئة عليها ما بين 70 ومائة في المائة، أما المشتقات النفطية كالبنزين والمازوت فقد اختفت كليا من المحطات حتى إن الدبة سعة 20 لتر بنزين التي كان سعرها قبل الحرب 3 آلاف ريال باتت مفقودة حتى في السوق السوداء، وفقدانها في السوق حتم على السكان في مدينة الضالع وجوارها استخدام زيت الطبخ، وكذا مادة التينار (مخلوط يستخدم في الطلاء) في تشغيل الدراجات النارية وكذا مولدات توليد الطاقة، وفضلا عن الزيت والتينار لجأ السكان إلى استخدام أسطوانات غاز الطبخ لتشغيل الدراجات والمولدات الصغيرة، فيما اضطر البعض إلى شراء ألواح الطاقة الشمسية، وإن بكمية أقل نظرا لحالة المجتمع المعتمد في الأغلب على المرتبات الشهرية المتواضعة.
التحالف يواصل غاراته في الضالع.. والمقاومة تصعّد عملياتها القتالية
القبض على مجموعة من الغواصين في شبوة حاولوا التسلل إلى منطقة بلحاف النفطية
التحالف يواصل غاراته في الضالع.. والمقاومة تصعّد عملياتها القتالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة