الجيش الجزائري يضبط أسلحة حربية وذخيرة في جنوب البلاد

مباحثات بين الجزائر وأميركا حول الوضع الأمني في منطقة الساحل وليبيا

الجيش الجزائري يضبط أسلحة حربية وذخيرة في جنوب البلاد
TT

الجيش الجزائري يضبط أسلحة حربية وذخيرة في جنوب البلاد

الجيش الجزائري يضبط أسلحة حربية وذخيرة في جنوب البلاد

أفادت وزارة الدفاع الجزائرية بأن وحدة من الجيش أحبطت صباح أمس (الثلاثاء)، محاولة لإدخال كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة بولاية أدرار، بالقرب من الحدود مع مالي.
وأوضحت الوزارة على موقعها الإلكتروني، أن العملية التي تمت إثر دورية استطلاعية لأفراد الجيش قرب الشريط الحدودي بمنطقة تانزروفت، وادي الجوف بولاية أدرار جنوب البلاد، مكنت من اكتشاف مخبأ يحتوي على عشرة مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف، وقاذف صاروخي من نوع «آر بي جي - 7»، وثلاث قنابل دفاعية، وخمسة أجهزة اتصال لا سلكية، وكمية مهمة من الذخيرة.
من جهة ثانية، بحث الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري، مساء أول من أمس، مع الجنرال ديفيد رودريجيز، قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، الذي زار الجزائر، الوضع بمنطقة الساحل. وأجرى الطرفان محادثات، بمقر وزارة الدفاع الجزائرية، بحضور مسؤولين كبار من وزارة الدفاع والجيش في الجزائر، إلى جانب الوفد المرافق للمسؤول العسكري الأميركي.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية على موقعها الإلكتروني، إن قايد صالح والجنرال رودريجيز تناولا المسائل ذات الاهتمام المشترك، المتعلقة بالوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل والجوار، والوضع في ليبيا خصوصا، من أجل تنسيق أفضل في مجال تبادل الاستعلام والخبرات في هذا الصدد.
من جهته، أكد عبد القادر مساهل، الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، أمس الثلاثاء، أن المقاربة الجزائرية والأميركية وكذا مقاربة الأمم المتحدة بشأن الوضع في ليبيا، تصب في اتجاه حل سياسي في هذا البلد.
وقال مساهل، في تصريح للصحافة بعد لقائه الجنرال ديفيد رودريغيز، قائد القوات الأميركية بأفريقيا «أفريكوم»، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر، إن «المقاربة الجزائرية والأميركية، وكذا مقاربة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، تصب في اتجاه حل سياسي يسمح ببروز حكومة وفاق وطني في ليبيا». وأضاف مساهل مؤكدا أن «الاستقرار في ليبيا مهم، ليس فقط بالنسبة للبلدان المجاورة المعنية مباشرة، مثل الجزائر وتونس ومصر وتشاد والنيجر، وإنما أيضا بالنسبة لأمن واستقرار المنطقة والفضاء المتوسطي».
وأشار مساهل إلى أنه تطرق مع قائد «أفريكوم» إلى «العلاقة» بين الوضع السائد في ليبيا وشمال مالي والنيجر، وأوضح أن «تحقيق الاستقرار سريعا في ليبيا سيساعد أكثر على استقرار الوضع في مالي»، مؤكدا في هذا الإطار أن «العدو معروف، والأمر يتعلق بـ(الجماعات المتشددة والجريمة المنظمة)». وتابع موضحا أنه «كلما استقر الوضع تسنى تنظيم أفضل لمكافحة الجماعات المتطرفة والإجرامية».
وأفاد الوزير الجزائري بأن التعاون بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية «لا يقتصر فقط على المسائل الأمنية أو العسكرية، وإنما يمس تقريبا التعاون في جميع الميادين بشكل عام مع هذا الشريك المهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.