كان الظهور الأول لتنظيم داعش في العراق في مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) خلال ما سمي «انتفاضة المحافظات الغربية» (الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك) عام 2013 عن طريق استعراض عسكري لقواته. وفي أول أيام عام 2014 أصبحت الفلوجة أول مدينة عراقية يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
وبعد سيطرته على الفلوجة، أعلن تنظيم داعش الحرب لإقامة ما يسمى بـ«دولة الخلافة» وشن مسلحوه هجومًا واسعًا على معظم بلدات ومدن الأنبار القريبة من الحدود السورية، وكذلك تلك القريبة من بعداد في محاولة كانت تهدف إلى عزل محافظة الأنبار واقتلاعها بشكل كامل من السيطرة الحكومية ومحاصرة القوات داخلها. وفعلاً سيطر مسلحو التنظيم على مدن القائم والرطبة وحصيبة أمام تقهقر واضح وانسحاب مريب من جانب القوات العراقية.
وأعقب ذلك تمدد المسلحين من غرب الأنبار شرقًا ليسيطروا على بلدات قريبة من بغداد، ومنها الكرمة وأجزاء من ناحية عامرية الفلوجة. وبين القائم على الحدود السورية وعامرية الفلوجة على الأطراف الغربية لبغداد، استولى التنظيم على مدن عانه وراوة في يونيو (حزيران) الماضي، وهيت في أكتوبر (تشرين الأول). بعدها ركز «داعش» اهتمامه على أطراف مدينة الرمادي فسيطر على مناطق الجزيرة وأحياء التأميم والقادسية ومنطقة الخمسة كيلو واستقرت قواته فيها وبدأ بشن كثير من الهجمات على مركز المدينة الذي يضم المجمع الحكومي لمحافظة الأنبار إلى أن سيطر عليها بالكامل فجر الجمعة الماضي.
أما مناطق الأنبار التي لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية فهي خمس مدن فقط من أصل 41 مدينة هي مجموع مدن محافظة الأنبار المترامية الأطراف. والمدن الخمسة هي قضاء حديثة الذي يضم واحدًا من أكبر السدود المائية في العراق، وناحية البغدادي التي تكتسب أهميتها من قربها من قاعدة عين الأسد الجوية التي يوجد بها مستشارون أميركيون يدربون القوات العراقية، وناحية النخيب المتاخمة لمحافظة كربلاء وناحية عامرية الفلوجة، وناحية الحبانية التي تضم قاعدة الحبانية الجوية التي يوجد فيها هي الأخرى مستشارون أميركيون.
ونظرا لأن مناطق «داعش» تفصل بين هذه البلدات، فإن التنقل فيما بينها يتم عبر جسر جوي تقوم السلطات العراقية بنقل المواد الغذائية والطبية والتجهيزات العسكرية عبره بين فترة وأخرى. أما الطريق البري الدولي السريع الرابط بين العراق وسوريا والأردن، فهو يقع تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش الذي يستولى على الشاحنات التي تنقل موادًا للحكومة العراقية، ويأخذ من سائقي الشاحنات التي تنقل البضائع والمواد الغذائية للتجار العراقيين، ضريبة دخول، ويقوم بإعطاء سائق الشاحنة وصلا يمكنه من المرور في المناطق الخاضعة لسيطرته على التخوم الغربية لبغداد.
وبسيطرته على الرمادي صار التنظيم يسيطر على 40 في المائة من مساحة العراق (الأنبار ومحافظة نينوى).
من أصل 41 مدينة في الأنبار.. خمس فقط باقية بيد القوات العراقية
بعد الرمادي.. «داعش» يسيطر على 40 في المائة من مساحة العراق
من أصل 41 مدينة في الأنبار.. خمس فقط باقية بيد القوات العراقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة