عمرو موسى: عاصفة الحزم جاءت كرد فعل غاضب تجاه من عبر بالاستهانة عن الكيان العربي

أكد لـ«الشرق الأوسط» أهمية الشراكة بين السعودية ومصر لاستقرار المنطقة

عمرو موسى
عمرو موسى
TT

عمرو موسى: عاصفة الحزم جاءت كرد فعل غاضب تجاه من عبر بالاستهانة عن الكيان العربي

عمرو موسى
عمرو موسى

قال عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق لـ«الشرق الأوسط»، إن التنظيمات الإرهابية هي إحدى الوسائل المخصصة لتنفيذ مخطط تقسيم المنطقة العربية، من خلال إحداثها للاضطراب وإعداد الأسباب والمبررات، وهي واحدة من الأسباب الكثيرة لإحداث التغيير الجذري في المنطقة العربية، وبيّن أن هذه التنظيمات هي أحد أسباب إبعاد مصر عن أشقائها العرب، وتقسيم العراق وتمزيق سوريا واليمن.
وركز أثناء حديثه على أن التحالف العربي يبشر ببداية جيدة جدا في اليمن، ستتبعها دول أخرى، مشددًا على ضرورة الاستمرار في علاج المشكلات من خلال هذا التحالف، والترحيب بمن أراد أن ينضم.
وأكد أن عاصفة الحزم جاءت كرد فعل غاضب تجاه من قصد الإهانة وعبر بالاستهانة عن الكيان العربي، وأنه آن الوقت للرد بشكل فعلي، دون اللجوء لبيانات إدانة أو اجتماعات ومؤتمرات، مستشهدًا بمقولة «السيف أصدق أنباء من الكتب».
ووصف عاصفة الحزم بـ«الأسلوب الجديد الذي اضطر إليه العرب للرد الحاسم والحازم على من استخف بحقوق العرب من الغرب، ووعد بوعود طالما شبعوا منها، لم يتحقق منها شيء في الخمسين سنة الماضية».
وذهب إلى أن عاصفة الحزم لن تنتقل من اليمن إلى أي دولة أخرى، قبل تحقيق الهدف المنشود لها، وهو إعادة الأمل وبناء وعلاج الأخطاء الكبرى والخطيرة التي أفسدت الواقع في اليمن.
واستبعد أن يكون الحزم في الدول الأخرى التي ستلي اليمن بنفس الشكل الحالي، مشددًا على ضرورة حزم الأمر فيما يحدث في سوريا والأوضاع المختلفة التي تعصف بالعالم العربي من أوله لآخره، دون أي تراتبية كما تستدعي الأحداث.
ورأى موسى أن عاصفة الحزم بعد الانتهاء من إعادة الأمل في اليمن عليها أن تبدأ في سوريا وليبيا في نفس الوقت، ومن ثم العمل في أنحاء المنطقة العربية كافة، التي تتعرض لتراجع ممنهج سواء كان في الهلال الخصيب أو في شمال أفريقيا أو فلسطين.
أمام هذا الأمر رأى الدكتور علي الخشيبان الخبير السياسي أن عاصفة الحزم حسب ما قرر وأعلن عنها، أنها ذات أهداف ومراحل زمنية محددة، انتهت من العمل العسكري وبدأت مرحلة إعادة الأمل.
وبيّن لـ«الشرق الأوسط» أن فكرة امتدادها لبقية الدول العربية التي بها أزمات، ليس من السهل طرحها على المستوى السياسي والعسكري، مؤكدًا أن إطار عاصفة الحزم حدث في حدود منظومة دول الخليج (اليمن).
وركز على أن فكرة انتقالها للدول العربية لا بد أن يكون تحت مظلة عربية، وباتفاق عربي بإقامة حلف عسكري من خلال جامعة الدول العربية، مشددًا على أن عاصفة الحزم هي اختيارية وليست إجبارية ولا تخضع لأي تنظيم عربي سوى بالمباركة من الدول العربية لتأدية أهداف محددة، أما تحولها لقوة عسكرية تحل أزمات العرب فيتطلب إقرارًا عربيًا من جامعة الدول العربية لكي يكون لها قانونية لأعمالها العسكرية فيما لو طلب منها التدخل في أي دولة من الدول المضطربة.
ورفض عمرو موسى وجود أي هيمنة على العرب، سواء كانت هيمنة إسرائيلية أو إيرانية أو تركية، مؤكدا قدرة العرب على إدارة أمورهم بأنفسهم، وأن أي فرض لهيمنة خارجية لن تكون في مصلحة العرب، ولا بد من رفضها وتحجيم دورها.
وركز على أهمية الشراكة بين مصر والسعودية للقضاء على مخططات الهيمنة من الدول غير العربية في المنطقة، لافتًا إلى وجود مخططات ترمي إلى إبعاد مصر عن دورها الرئيسي والمركزي كلاعب مهم في المنطقة.
وأكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية أهمية مصر في إحداث التوازن بين الدبلوماسية التركية الناعمة، ودبلوماسية إيران الخشنة، مشيرًا إلى أن انضمام مصر لعاصفة الحزم جاء لأنها قضية عربية بحتة، وأن القاهرة يجب ألا تغيب عن المشرق العربي.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».