تضارب المعلومات حول مصير مئات التونسيين المعتقلين لدى ميلشيات {فجر ليبيا}

البرلمان يؤجل مسائلة حكومة الثني لعدم توافر النصاب

تضارب المعلومات حول مصير مئات التونسيين المعتقلين لدى ميلشيات {فجر ليبيا}
TT

تضارب المعلومات حول مصير مئات التونسيين المعتقلين لدى ميلشيات {فجر ليبيا}

تضارب المعلومات حول مصير مئات التونسيين المعتقلين لدى ميلشيات {فجر ليبيا}

تضاربت أمس الأنباء الواردة من ليبيا بشأن مئات التونسيين الذين تعتقلهم ميلشيات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ يوم السبت الماضي، إذ قالت مصادر شبه رسمية إنه تم إطلاق سراح 70 تونسيا فقط مقابل إفراج السلطات التونسية عن المدعو وليد القليب القيادي آمر كتيبة الصواريخ والدبابات في صلاح الدين وأحد قيادات فجر ليبيا الذي تم إيقافه في أحد المطارات التونسية من دون إعلان.
وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن التونسيين المعتقلين تم احتجازهم في مقر الكتيبة التي يترأسها القليب بمنطقة صلاح الدين في العاصمة الليبية طرابلس، مشيرة إلى أن مسؤولين في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته وما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بهما دوليا، أجريا اتصالات مع قياديين في ميلشيات فجر ليبيا لإقناعهم بإطلاق سراح التونسيين المعتقلين.
وأبلغ إبراهيم الرزقي القنصل التونسي في ليبيا قناة تلفزيونية محلية أمس أنه تم الإفراج عن بعض التونسيين، لكنّ مسؤولا في وزارة الخارجية الموالية للحكومة الانتقالية في ليبيا قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إنه لا معلومات لدى الوزارة حول هذه التطورات.
وكان القنصل التونسي أعلن أن المسلحين يطالبون بإطلاق سراح هذا القيادي للإفراج عن التونسيين، لكنه نفى تعرض المحتجزين التونسيين للتعذيب أو سوء المعاملة.
وأضاف أن التونسيين احتجزوا «ردا على توقيف القليب يوم الخمس الماضي، والسلطات التونسية تقوم بالتحقيق حوله والقضاء سيقول كلمته وسيعلن إطلاق سراحه في حال لم يجد شيئا ضده».
وأعلنت وزارة الخارجية التونسية أنها تسعى للتفاوض من أجل إطلاق سراح 172 من رعاياها تحتجزهم ميلشيات فجر ليبيا، إذ قال وزير الدولة التونسي المكلف الشؤون العربية والأفريقية تهامي عبدولي لإذاعة «شمس إف إم»: «سنحاول بذل الجهود من أجل حل المشكلة سياسيا. أنا متفائل ونتابع المسألة في وزارة الخارجية عن كثب وسأتولى الملف».
وتقيم تونس علاقات دبلوماسية مع الحكومتين المتصارعتين على السلطة في ليبيا بما في ذلك الحكومة الموازية غير المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس. إلى ذلك، أعلنت أمس وكالة الأنباء الموالية للسلطات الشرعية في ليبيا عن مقتل الرائد عادل السعيطي آمر محور الهواري بكتيبة 204 دبابات، متأثرا بجراحه التي أصيب بها أثناء تحرير الجيش الليبي لمعهد المعلمين ومقر البحث الجنائي بالهواري الشهر الماضي.
ونقلت عن آمر محور مديرية أمن بنغازي محمد الفاخري قوله إن السعيطي توفي في اليونان التي نقل إليها للعلاج، بعدما تعرض لإصابة بشظية في الرأس أثناء تحرير الجيش الليبي لمعهد المعلمين ومقر البحث الجنائي بالهواري في مدينة بنغازي، مشيرة إلى أن جثمانه كان مقررا أن يصل أمس إلى ليبيا.
من جهتها، أعلنت الحكومة الانتقالية في ليبيا أنها قررت إيفاد مبعوثها الشخصي ومستشاره رئيسها للشؤون الخارجية نوري بيت المال إلى دول الاتحاد الأوروبي في محاولة لإقناعها بالتعاون المشترك بشأن قضية الهجرة غير الشرعية.
وأكدت الحكومة التي يترأسها الثني حرصها التام على القيام بدورها الفعال في السيطرة على الهجرة الجماعية التي راح ضحيتها الآلاف من البشر قبالة السواحل الليبية وللحد من الكوارث الإنسانية التي حلت بالمنطقة، وخصوصا في الأشهر القليلة الماضية.
وأضافت في بيان لها أنه «في ظل ما تشهده المنطقة من هجرة جماعية وعدم قدرة الدولة الليبية في الوقت الراهن للحد من هذه الهجرات غير الشرعية فإنها تتقدم بمقترحاتها إلى الاتحاد الأوروبي بالتعاون من أجل وضع خطة عمل للتعامل مع الهجرة الجماعية والأزمة الإنسانية. وأعربت الحكومة عن تطلعها للانخراط المبكر مع القادة الأوروبيين لخلق حوار إيجابي للقضاء على تسلل الآلاف من البشر عبر المياه الإقليمية الليبية إلى السواحل الجنوبية لأوروبا والتي تؤثر على الدولة الليبية والاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، أخفق مجلس النواب الليبي في تأمين النصاب القانوني اللازم لبدء جلسة رسمية لمساءلة حكومة الثني بمقره المؤقت بمدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي. وقال أعضاء في المجلس الذي يعد أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد، إن الجلسة لم تعقد بسبب عدم توفر النصاب القانوني لافتتاح الجلسة، إذ حضر 69 عضوا فقط من إجمالي نحو 200 عضو.
وكان الثني قد طلب من البرلمان تأجيل الجلسة التي كانت مقررة بالأساس الأسبوع المقبل نظرا لحاجته إلى «مزيد ممن الوقت لإعداد ردود وافية بشأن تقرير قدمه ديون المحاسبة يتعلق بأداء الحكومة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».