شنّ متمردون في جنوب السودان هجوما واسعا على مدينة ملكال الاستراتيجية في شمال البلاد، وفق ما قاله مسؤول ومصادر إغاثية السبت. واندلعت معارك عنيفة في المدينة الواقعة في شمال البلاد الغني بالنفط، في ما بدا أنه هجوم مضاد لآخر شنته القوات الحكومية منذ أسابيع.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «متمردي رياك مشار (النائب السابق للرئيس) هاجموا ملكال من كل الجهات، من الشرق والغرب والشمال والجنوب، والقتال متواصل حتى الآن».
وأشار إلى أن القوات الحكومية استطاعت حتى اللحظة صد المتمردين لمنعهم من السيطرة على المدينة، عاصمة ولاية أعالي النيل.
وقال مسؤولون إن الهجوم بدأ عصر الجمعة، إذ عمد المتمردون إلى عبور نهر النيل الأبيض بالمراكب. وأوضح ماكوي أن القوات الموالية لمشار مدعومة من قائد ميليشيا محلية من إثنية الشلك، كان في السابق جنرالا لدى الحكومة، هو جونسون أولوني.
وأشار ماكوي إلى أن «أولوني هو من نقل المتمردين عبر النهر إلى ملكال». وتحدث موظفو إغاثة في المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية عن إطلاق نار كثيف ودوي قذائف مدفعية وهاون.
من جهة أخرى، نظم الصحافيون السودانيون مساء أمس الجمعة وقفة احتجاجية ضد العنف القبلي ووقف الحرب ونزف الدم بين القبائل في دارفور.
وعبر الصحافيون - لدى احتشادهم بدار الاتحاد العام للصحافيين السودانيين - عن عميق حزنهم لتصاعد الأحداث مؤخرا بولاية شرق دارفور، ودعوا لوقف الحرب وإهدار موارد الوطن الناتجة عن الصراعات القبلية، مؤكدين تواصل مساعيهم ومبادرتهم سعيا لإحلال السلام في دارفور وجميع مناطق السودان.
واتفقت جميع الصحف السودانية على الصدور اليوم السبت بـ«مانشيت» واحد وافتتاحية واحدة، لتلفت النظر إلى هذه القضية الملحة العاجلة، ليقف الشعب السوداني كله صفا واحدا ضد العنف القبلي.
وقرر الصحافيون السودانيون - في بيان أصدروه عقب وقفتهم الاحتجاجية أمس - أن يكونوا في قلب الأزمة، بكل عقولهم وبصيرتهم وصولا للحل الأمثل، ليس لتضميد جراح المعارك فحسب، بل لترسيخ قيم التعايش والوئام الاجتماعي الوطني. وقالوا إن «الصحافة السودانية ظلت طوال عمرها الذي تعدى 111 عاما قلب الشعب السوداني النابض، تحمل آماله وتصرخ بآلامه، واليوم يعتصرنا ألم يدمي القلوب لما آل إليه الوضع في دارفور، بعد أن أصبح الدم رخيصا بلا ثمن يستباح بكل أريحية قربانا لصراعات قبلية ممعنة في اللاوعي، آخرها الدماء التي سكبت في (أبو كارنكا) بشرق دارفور بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا، وأودت بأنفس بريئة من الطرفين لتحول مئات النساء إلى أرامل وآلاف الأطفال إلى أيتام يزحفون نحو مستقبل مجهول، علاوة على الأسر التي تشردت والمساكن التي أحرقت والمتاجر والمصالح التي تعطلت».
وتابع البيان: «نحن جميع الصحافيين السودانيين قررنا أن نكون في قلب الأزمة، بكل عقولنا وبصيرتنا لنصنع الحل الأمثل، ليس لتضميد جراح المعارك فحسب، بل لترسيخ قيم التعايش والوئام الاجتماعي الوطني».
هجوم موسع لمتمردي جنوب السودان على ملكال
صحافيو السودان في وقفة احتجاجية للتصدي للعنف القبلي في دارفور
هجوم موسع لمتمردي جنوب السودان على ملكال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة