تعتزم القنصلية اليمنية في جدة، غرب السعودية، توفير جملة من البدائل لمواطنيها مطلع الأسبوع المقبل تجنبًا للازدحام التي تسبب به توافد أعداد كبيرة للقنصلية اليومين الماضية، بعد أن تخطت أعداد المراجعين قرابة الـ10 آلاف مراجع يوميًا لاستخراج الوثائق الرسمية لتصحيح أوضاعهم وفقًا للأمر السامي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القاضي بتصحيح أوضاع المقيمين اليمنيين في السعودية بطريقة غير شرعية ومنحهم تأشيرات زيارة لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد والسماح لهم بالعمل استثناءً من الأنظمة.
وتعكف القنصلية بحسب محمد علي العياشي، القنصل اليمني بجدة، على دراسة عدد من البدائل والخيارات لتخفيف الزحام التي تشهده القنصلية، مشيرًا إلى وجود 24 لجنة تخدم الجالية اليمنية الموجودة بالمنطقة الغربية والجنوبية والشمالية الغربية التي تدخل ضمن اختصاص النطاق الجغرافي للقنصلية، مشيرًا إلى أن مؤشرات الإنجاز اليومي تراوح بين 5 و10 آلاف معاملة يوميًا، مبينًا أن عملية استخراج الوثيقة الرسمية تمر بمراحل عدة تشمل التدقيق في الأوراق ومطالبة الأصول لمطابقتها مع الصور.
ووجه القنصل اليمني شكره نيابة عن أبناء الجالية اليمنية لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تقديرهم للوضع الاستثنائي الذي يمر به اليمن ومساندتهم لهم، وهو أمر غير مستغرب في ظل ما يحظى به أبناء الجالية اليمنية منذ سنوات عدة مضت.
وكان اليمنيون الذين اصطفوا عبر طوابير طويلة امتدت من داخل القنصلية إلى خارجها عبروا خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» عن مشاعر المحبة والتقدير للقرار السامي الذي انصب لصالح تصحيح أوضاعهم، مثمنين الجهود كل التي تبذل في سبيل عودة بلادهم المختطفة - على حد قولهم - من ميليشيا إرهابية ورئيس مخلوع رفضه الجميع أن يكون قائدا لهم، بعد سنوات من الظلم والإجحاف طالت ثلاثة عقود، فضل معها المخلوع - على حد قولهم - الاستئثار بالسلطة والمال.
وفي الوقت الذي نوه فيه القنصل اليمني بأن العلاقة التي تربط أبناء الجالية اليمنية بالسعودية ضاربة في جذور التاريخ، قال: «اليمنيون لهم حضور كبير منذ عقود طويلة، وهناك خصوصية في العلاقة تجمع بين السعودي واليمني، وهي ليست كأي علاقة بأي وافد آخر، قياسًا بالعلاقة والترابط بين الشعبين وتجد جذورها ضاربة في التاريخ، وتستمد قوتها من الترابط الأسري والاجتماعي ووحدة الجوار والمصير المشترك».
وأشار العياشي إلى التعاون الكبير الذي يجمع القنصلية بالجهات الحكومية، موجهًا شكره لوزارة الداخلية ووكيل الوزارة أحمد السالم وإلى اللواء جمعان الغامدي مساعد مدير الأمن العام في السعودية للشؤون الأمنية واللواء سليمان اليحيى مدير الإدارة العامة للجوازات واللواء خلف الله الطويرقي مدير إدارة الجوازات بمنطقة مكة المكرمة، مشيدًا بما يقدمه رجال الأمن الدبلوماسي، مقدمًا شكره للعقيد عادل الشنيف قياسًا بالتعاون الكبير الذي يبذله رجال الأمن الدبلوماسي بمساندة جهود القنصلية في ترتيب صفوف المراجعين الأمر الذي أسهم في تسهيل عمل اللجان.
ونوه القنصل اليمني بأن الصعوبة التي يواجهونها تتمثل في تحري الهوية للمراجع في ظل عدم حمله لأي أصول ثبوتية، الأمر الذي يستنزف وقتا أطول، مشيرًا إلى أن العمل يسير بوتيرة عالية لإنهاء أكبر عدد من المعاملات من خلال تسخير الإمكانات والطاقات كافة لإنهاء المعاملات في وقت قياسي، مبينًا أن هناك 400 موظف يعمل على مدار ما يزيد على 16 ساعة يوميا.
وأشار العياشي إلى أن العمل يسير بصورة جيدة رغم الفترة القصيرة بين صدور الأمر السامي وبدء الترتيبات، مقدمًا اعتذاره لليمنيين لوقوفهم طوابير طويلة تمتد إلى خارج القنصلية إلا أن الأمر خارج عن إرادتهم، وعن عدد أبناء الجالية اليمنية المخالفة في السعودية.
وقال العياشي: «لا أستطيع التكهن بالعدد، والبعض جاء بتأشيرة عمرة أو زيارة لأي سبب من الأسباب وصادفت الأوضاع الحالية باليمن، وأصبح عالقا لا يستطيع العودة ويشمله تصحيح الأوضاع إذا كان قدومه قبل التاريخ المحدد إلى جانب الموجودين في أوضاع مختلفة، ومنهم من لا يملك وثائق ثبوتية كون دخولهم بطريقة غير شرعية».
وعن ساعات العمل الطويلة والزحام الذي تشهده القنصلية ومدى انعكاسه عليه، قال العياشي: «أشعر بارتياح كبير لما نقدمه من خدمة لأبنائنا وأشقائنا وإخواننا، واليمني حتى وإن كان هناك أعداد بصورة غير شرعية فقدومه دومًا يكون بهدف واحد هو البحث عن عمل لتوفير حياة كريمة لأسرته، والدخول غير النظامي يحدث دومًا في بلدان متجاورة».
ودعا محمد العياشي القنصل اليمني في جدة غرب السعودية، القوات المسلحة اليمنية بدعم الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، والكف عن التدخلات العسكرية التي يعاني منها المدنيون، التي أدخلت البلاد في منعطف خطير، لافتا إلى أن الحوثيين لا يمتلكون مشروعا سياسيا، لذا تعتمد ميليشيات الحوثي على ارتكاب الجرائم الحربية.
وقال العياشي في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد أن تدرك القوات المسلحة هذه المرحلة التي تحتم نصرة بني جلدتهم من اليمنيين، وإن عجزت القوات عن المساندة فلتكف عن المشاركة في الجريمة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي، مطالبًا اليمنيين في بلاده بالصمود في وجه ما سماه مشروع الظلام والاستعمار الداخلي الجديد مهما كلف من ثمن»، مضيفا: «نقول لأبنائنا في القوات المسلحة اليمنية إذا لم تستطع نصرة أخيك الذي تسفك دمه فعليك ألا تشارك في هذه الجريمة، وهو أقل ما عليه القيام به».
وبيّن القنصل اليمني أن الحوثيين ليس لديهم مشروع سياسي، أو اقتصادي يسعون لتحقيقه في البلاد، إذ لا يشكلون حيزا من القوة البشرية، التي يعتمد عليها في صناعة الاقتصاد أو السياسة، حتى أولئك الذين زحفوا خلفهم فإما أن تكون لهم مكاسب يودون تحقيقها، أو أن ميليشيات الحوثيين فرضت عليهم الالتحاق بهم تحت تهديد السلاح، في معركة خاسرة ضد الشعب اليمني. وأضاف العياشي أن الحوثيين يخدمون أهدافا خارجية وإقليمية وهو مشروع لن يبقى وسيتصدى له جميع اليمنيين، وما استهدافهم لمنازل المواطنين إلا لأنهم يعيشون أيامهم الأخيرة، باعتبار أن كل الأوراق سقطت من أيديهم وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي أدار اليمن بعقلية المؤامرات طوال سنوات عدة».
وحول ما يجري ترويجه من مصطلحات ومفردات عن استئثار الجنوب بمقدرات البلاد، أكد العياشي أن الحكومة اليمنية تعمل وفق استراتيجية واضحة لخدمة جميع أبناء اليمن، ولا فرق في التعامل بين الشمال والجنوب، وما يتداول من هذه المفردات تصب في خدمة أجندات خارجية تهدف إلى تمزيق الوحدة الوطنية التي نعمل على تحقيقها، وسيقف الشعب أمام تلك المؤامرات ولن ينجح من يحاول فك الصف، والشعب اليمني لن يكون أقوى إلا بوحدته الوطنية وبتماسكهم، وعدن خليط من مناطق اليمن كافة وصنعاء هي الحاضنة لكل أبناء اليمن من جميع المناطق كذلك.
القنصل اليمني في جدة لـ {الشرق الأوسط}: نلقى تعاونًا كبيرًا من الجهات الحكومية السعودية
من 5 إلى 10 آلاف وضعية ليمنيين مقيمين تتم تسويتها يوميًا›
القنصل اليمني في جدة لـ {الشرق الأوسط}: نلقى تعاونًا كبيرًا من الجهات الحكومية السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة