بغداد تعلن مقتل نائب البغدادي بغارة للتحالف الدولي على بلدة قرب تلعفر

مسؤول كردي لـ {الشرق الأوسط}: الهجوم وقع الليلة قبل الماضية في ناحية العياضية

صورة وزعتها مؤخرًا وزارة الخارجية الأميركية للمدعو أبو علاء العفري (إ.ب.أ)
صورة وزعتها مؤخرًا وزارة الخارجية الأميركية للمدعو أبو علاء العفري (إ.ب.أ)
TT

بغداد تعلن مقتل نائب البغدادي بغارة للتحالف الدولي على بلدة قرب تلعفر

صورة وزعتها مؤخرًا وزارة الخارجية الأميركية للمدعو أبو علاء العفري (إ.ب.أ)
صورة وزعتها مؤخرًا وزارة الخارجية الأميركية للمدعو أبو علاء العفري (إ.ب.أ)

قالت وزارة الدفاع العراقية إن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش استهدف بغارة جوية «الرجل الثاني» في التنظيم المتطرف وعددا من أفراده.
وأضافت الوزارة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني أنه «استنادا إلى معلومات استخبارية دقيقة، تم توجيه ضربة جوية من قبل قوات التحالف الدولي إلى الرجل الثاني في عصابات داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) الإرهابية أبو علاء العفري». وأوضح البيان أن الغارة استهدفت كذلك «قاضي قضاة» إحدى الولايات التابعة للتنظيم في شمال العراق، و«عددا كبيرا» من عناصره، أثناء عقدهم «اجتماعا في جامع الشهداء في منطقة العياضية بقضاء تلعفر» في شمال العراق، الذي يسيطر عليه التنظيم منذ هجومه الكاسح في يونيو (حزيران) الماضي.
ولم يحدد نص البيان الذي أرفق بشريط مصور للغارة ملتقط من طائرة حربية، تاريخ تنفيذها، أو ما إذا كان المستهدفون قد قتلوا أم أصيبوا. بدورها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها على علم بالتقارير لكنها لا تستطيع تأكيدها، حسب وكالة رويترز. كما لم تصدر القيادة المشتركة للتحالف الذي ينفذ ضربات جوية ضد مواقع التنظيم في العراق منذ أغسطس (آب) أي تعليق حول بيان وزارة الدفاع.
من جهته، أكد مسؤول كردي أن الغارة وقعت الليلة قبل الماضية وأنه إضافة إلى العفري «عدد كبير» من قادة تنظيم داعش. وقال هاوكار جاف، عضو مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة الموصل، لـ«الشرق الأوسط» إنه «حسب المعلومات التي وصلتنا فإن كل من كانوا داخل الجامع في ناحية العياضية وقت استهدافه قتلوا وبعد انتشال الجثث من تحت الأنقاض تبين أن أحد القتلى هو (أبو علاء العفري) الذي نصبه خليفة التنظيم أبو بكر البغدادي خلفا له في قيادة التنظيم»، مشيرا إلى أن التنظيم نقل جثة العفري إلى مستشفى تلعفر، حيث تجمع العشرات من مسلحيه لدفنه. وذكر أنه من بين القتلى «قاضي قضاة ولاية الجزيرة والبادية في تنظيم داعش (أكرم قرباش) الملقب بالملا ميسر».
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، برز اسم العفري في أبريل (نيسان) في تقارير صحافية تحدثت عن إصابة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في غارة جوية في مارس (آذار) جعلته غير قادر على الحركة، وأن العفري يتولى زمام المسؤولية بدلا منه. إلا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفت صحة هذه التقارير عن إصابة البغدادي، مؤكدة أن «لا شيء يشير» إلى مقتله أو إصابته.
وكانت واشنطن أعلنت في ديسمبر (كانون الأول)، أنها تمكنت من خلال غارات جوية شنتها منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، من قتل عدد من قيادات التنظيم، مؤكدة أن البغدادي لم يكن بينهم. وقال مسؤول في الوزارة في حينه إن من بين القيادات التي قتلت «أبو مسلم التركماني» الذي كان يعد بمثابة مساعد للبغدادي ومسؤولا عن عملياته العسكرية في العراق.
وأعلنت واشنطن في الخامس من الشهر الحالي، رصد مكافأة مالية قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن العفري المدرج تحت اسم عبد الرحمن مصطفى القادولي ضمن برنامج «مكافآت لدعم العدالة».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن القادولي كان منتسبا إلى تنظيم القاعدة في العراق ومساعدا لزعيمه السابق أبو مصعب الزرقاوي، قبل أن ينضم إلى تنظيم داعش بعيد خروجه من السجن عام 2012.
ولا يكشف تنظيم داعش أسماء قيادييه، ويصعب التأكد منها من مصادر مستقلة. وباستثناء البغدادي والمتحدث الرسمي أبو محمد العدناني، لم تظهر القيادات الرئيسية للتنظيم في أشرطة مصورة أو تسجيلات صوتية.
ويقع قضاء تلعفر، الذي تسكنه غالبية تركمانية، قرب الحدود السورية، على مسافة نحو 400 كلم شمال غربي بغداد، وكان من أول المناطق التي سيطر عليها التنظيم في هجومه الكاسح الذي انطلق في التاسع من يونيو 2014.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.