السيسي: الإرهاب والفساد والبيروقراطية أبرز التحديات التي تواجه مصر

قال في حديثه الشهري الثالث إن النجاح في جذب الاستثمارات موجه بالأساس لخلق فرص عمل

السيسي: الإرهاب والفساد والبيروقراطية أبرز التحديات التي تواجه مصر
TT

السيسي: الإرهاب والفساد والبيروقراطية أبرز التحديات التي تواجه مصر

السيسي: الإرهاب والفساد والبيروقراطية أبرز التحديات التي تواجه مصر

وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء أمس، خطابا إلى المصريين، تحدث فيه عن أبرز التحديات التي تواجهها مصر خلال الفترة الحالية، إضافة إلى تناول الإنجازات التي تمت على الصعيدين الداخلي والخارجي، مشيدا بـ«قدرة المصريين على الإنجاز».
وفي بداية كلمته، وجه الرئيس المصري تحية إلى طياري شركة «مصر للطيران» على تلبية ندائه بإعلاء مصلحة الوطن على المطالب الشخصية، والتراجع عن الاستقالة الجماعية التي قدموها الأسبوع الماضي. وأوضح السيسي أن أبرز التحديات التي تواجه مصر تتمثل في الإرهاب، و«الفساد الذي استشرى عبر عقود»، إلى جانب البيروقراطية المتفشية في الجهاز الإداري للدولة المصرية. وأكد أنه تتم مواجهة الفساد من خلال محورين، المحور الأول هو المواجهة الأمنية والملاحقة القضائية، والمحور الثاني هو إطلاق حزمة من التشريعات والقوانين والاتجاه إلى التكنولوجيا الحديثة.
وأشار الرئيس إلى أنه تم ضبط 344 قضية فساد، تنوعت بين الرشوة واستغلال النفوذ والاستيلاء أو الإضرار بالمال العام والتربح والاستيلاء على أراضي الدولة، ونتج عن ذلك استرداد الدولة لنحو 3.5 مليار جنيه (نحو 700 ألف دولار)، واسترداد أراض بلغت مساحتها 135 ألف متر مربع.
وحول جهود مكافحة الإرهاب، أكد السيسي أن «جميع أجهزة الدولة تعمل ضد الإرهاب الأسود الذي يضرب ربوع الوطن، وتحولت تكتيكاته خلال الفترة الماضية إلى استهداف البنية الأساسية والمرافق الخدمية، وتوسع في حربه النفسية ضد المواطنين»، مشيرا إلى أن تلك الجهود أسفرت خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي فقط عن ضبط 594 عنصرا إرهابيا سبق صدور قرارات من النيابة بضبطهم، وضبط نحو 62 متهما بحوزتهم عبوات متفجرة وأسلحة وذخائر، وضبط 122 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة النارية والخرطوش والذخائر مختلفة الأنواع.
وحول تطورات الوضع في سيناء، أكد السيسي أنه خلال شهر واحد تمكنت القوات المسلحة والشرطة من تدمير 150 بؤرة إرهابية والقبض على 188 من العناصر الإرهابية المطلوبة. كما تم التوسع في تدمير الأنفاق بالمنطقة العازلة في مدينة رفح، والتي وصل طول بعضها إلى 3 كيلومترات، وجرى تدمير نحو 80 في المائة منها. وعلى الصعيد الأفريقي، أوضح الرئيس المصري أن مصر استعادت مكانتها وعلاقتها المتميزة مع أبناء قارتها السمراء. وأكد الرئيس حضوره مؤتمر القمة الأفريقية في جنوب أفريقيا الشهر المقبل.
وأشار السيسي إلى الانتهاء من 100 في المائة من أعمال الحفر الجاف لقناة السويس الجديدة، والانتهاء من 65 في المائة من أعمال التكريك بأكبر معدل حدث في التاريخ، والذي بلغ 1.7 مليون متر مكعب يوميا، وبإجمالي عدد كراكات بلغ 39 كراكة، مؤكدا أنه سيتم افتتاح المجرى الجديد للقناة في السادس من أغسطس (آب) المقبل، ودعوة كثير من رؤساء الدول للمشاركة في الافتتاح.
وحول تبعات مؤتمر مصر الاقتصادي الذي استضافته مصر في مارس (آذار) الماضي، أشار الرئيس إلى أنه تم وضع آليات لمتابعة نتائج المؤتمر على مستوى الحكومة والرئاسة، كما أكد أن النجاح في جذب الاستثمارات موجه بالأساس لخلق فرص عمل وتحسين الأحوال المعيشية لمتوسطي ومحدودي الدخل.
كما أكد السيسي تكليف المجلس التخصصي لتنمية المجتمع والمجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية بتشكيل لجنة مع وزير الإسكان لمراجعة تفاصيل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وعلى رأسها تحقيق الاستفادة القصوى لمحدودي الدخل، مشيرا إلى أن هناك جهدا لإطلاق مجموعة من المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى منافذ بيع متنقلة للشباب.
وأوضح الرئيس أنه خلال الشهور العشرة الماضية انتهت وزارة الإسكان من بناء وتسليم 70 ألف وحدة سكنية لمتوسطي الدخل، بإجمالي استثمارات 9.5 مليار جنيه، وأنه جار الانتهاء من 174 ألف وحدة سكنية أخرى قبل نهاية العام الحالي، بإجمالي 25 مليار جنيه.
وعن المشروع القومي لتنمية القرى الأكثر احتياجا، صرح الرئيس بأن الهدف من هذا المشروع هو تنمية وتطوير نحو 1153 قرية قبل عام 2018، مشيدا بمجهودات مبادرة «اسمعونا.. فيه أمل» في هذا الاتجاه، حيث بلغ عدد القرى التي انتهت منها المبادرة خلال أربعة شهور 20 قرية، أغلبها في الصعيد، معلنا عن تخصيص مبلغ 500 مليون جنيه لهذه المبادرة الشبابية لصالح تنمية القرى الأكثر احتياجا من صندوق «تحيا مصر».
وأكد الرئيس أنه سوف يتم البدء في مشروع زراعة المليون فدان بنموذج لـ10 آلاف فدان بمنطقة الفرافرة على نمط القرى التنموية المنتجة صديقة البيئة. كما أكد متابعته لمعدلات تنفيذ الخطة العاجلة لمواجهة أزمة الكهرباء خلال شهور الصيف، لإضافة قدرات كهربية تصل إلى 3.6 غيغاوات، تبدأ في الدخول إلى الشبكة القومية اعتبارا من أول يونيو (حزيران) المقبل. وأضاف أنه تم تنفيذ مشروعات بنحو 31.3 مليار جنيه للتنقيب عن البترول والتكرير ومشروعات البتروكيماويات وتنمية حقول الغاز، موضحا أنه تم توقيع 56 اتفاقية جديدة للتنقيب عن البترول والغاز.
وأكد السيسي أنه تم العمل على تأمين توفير السلع الغذائية الأساسية خلال شهر رمضان بأسعار مناسبة ومخفضة للمستهلكين من خلال تطبيق منظومة السلع التموينية لعدد 25 ألف منفذ تمويني، مشيرا إلى أن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح بلغ 450 ألف طن، وهو ما يمثل زيادة 210 في المائة عن مثيلاتها في الفترة السابقة، كما بلغ الاحتياطي الاستراتيجي من السكر 1.6 مليون طن. كما تم الإعلان عن مبادرة مكافحة «فيروس C» وإنتاج الدواء ومليون جرعة سنويا، وكذلك توزيع 500 عربة منافذ سلع على الشباب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.