وزير الدفاع العراقي يفشل في ضمان دعم السيستاني له في مواجهة خصومه

المرجع الشيعي الأعلى لم يستقبله خلال زيارته إلى النجف.. ووزارته نفت تجميده

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال لقائه الشيخ بشير النجفي أحد المراجع الشيعة الأربعة الكبار في النجف أمس (أ.ف.ب)
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال لقائه الشيخ بشير النجفي أحد المراجع الشيعة الأربعة الكبار في النجف أمس (أ.ف.ب)
TT

وزير الدفاع العراقي يفشل في ضمان دعم السيستاني له في مواجهة خصومه

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال لقائه الشيخ بشير النجفي أحد المراجع الشيعة الأربعة الكبار في النجف أمس (أ.ف.ب)
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال لقائه الشيخ بشير النجفي أحد المراجع الشيعة الأربعة الكبار في النجف أمس (أ.ف.ب)

فشل وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الذي زار النجف أمس، في ضمان دعم المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني لإصلاحات يعتقد مؤيدوه أنه يجريها داخل وزارته. ففيما استقبل مراجع النجف الثلاثة (محمد سعيد الحكيم، ومحمد إسحق الفياض، وبشير النجفي) العبيدي، فإن عدم استقباله من قبل السيستاني كان بمثابة «رسالة واضحة بعدم الرضا»، طبقا لأستاذ في الحوزة العلمية بالنجف.
لكن العبيدي التقى معتمد السيستاني في كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وسلمه رسالة لم يكشف عن مضمونها، كما بحث معه التطورات الأخيرة على جبهات القتال، بالإضافة إلى ما حصل من تطورات على صعيد الصحراء الغربية، في إشارة إلى قضية النخيب التابعة إداريا لمحافظة الأنبار، والمتاخمة لكربلاء ودخلتها قوات الحشد الشعبي أخيرا.
ويواجه العبيدي، الذي ينتمي إلى تحالف القوى العراقية ويتحدر من مدينة الموصل ذات الغالبية السنية حملة واسعة النطاق ومتعددة الأطراف من جهات كثيرة داخل الوزارة وخارجها، على خلفية ما يعده حلفاؤه حملة إصلاح يقودها الوزير لتطهير الوزارة من بؤر الفساد. ولكن تزامن مع ما يقوم به الوزير تبادل اتهامات مع نواب ومسؤولين، وعبر وسائل الإعلام، بالإضافة إلى ما حصل في ناظم تقسيم الثرثار، حيث لا تزال بعض الأطراف تتبنى الرأي القائل بحصول مجزرة هناك راح ضحيتها مئات الجنود المحاصرين من قبل تنظيم داعش.
وفيما يبدو أن العبيدي حصل على دعم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، رغم أنه لم يلتقه خلال زيارته إلى النجف أمس، فقد أصدر الصدر بيانا دعا فيه إلى تقوية الجيش وإنهاء الخلافات الداخلية التي «تعصف» بالحشد الشعبي. وقال الصدر إن «الحكومة وجيشها تجب تقويتها من خلال تحرير الأراضي من قبلنا لتمسك الأرض، وهذا ما لم يتم العمل عليه إلى يومنا هذا مع شديد الأسف»، مبينًا أن «الحوزة والاستعمار ضرتان لا تجتمعان، لذا فقد أوقفنا العمليات العسكرية في بعض المناطق لكي لا نكون شركاء مع الإرهاب الدولي وراعية الإرهاب».
وتابع الصدر أن «الحشد الشعبي تشكيلات جهادية ويجب العمل على تقويته وإنهاء الخلافات الداخلية التي تعصف به، إضافة إلى العمل من أجل تقريبه إلى الحكومة العراقية بعدما حدثت بعض الخلافات مع بعض فصائله».
وفي هذا السياق، أكد الأكاديمي ورجل الدين الشيعي عبد الحسين الساعدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمر اللافت في زيارة وزير الدفاع خالد العبيدي إلى النجف هو عدم استقباله من قبل السيد السيستاني، وبينما لم يجر توضيح الأمر، فإن هناك احتمالين لذلك، الأول هو وجود اتفاق مسبق مع الوزير بعدم ضرورة لقائه المرجع الأعلى على أن تجري إحاطته علما عن طريق ممثليه ومعتمديه، لا سيما أن الوزير طلب مسبقا استقبال المراجع له، والثاني هو أن الوزير كان قد جاء إلى النجف من دون مواعيد مسبقة، وواجه رفض السيستاني استقباله، وهو ما يعني في حال حصول ذلك أن هذه رسالة بالغة الأهمية بشأن عدم رضا المرجعية عن التطورات الأخيرة التي حصلت في جبهات القتال والتراجع الذي حصل في الجيش بعد تحرير تكريت».
وبالتزامن مع زيارة وزير الدفاع إلى النجف، فقد تناقلت عدد من وسائل الإعلام أنباء مفادها أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أصدر أمرا بتجميد العبيدي، غير أن وزارة الدفاع نفت ذلك، وأكدت في بيان أن «الوزير بجولة لزيارة العتبات المقدسة والمراجع العظام في محافظتي كربلاء والنجف المقدستين، كما يقوم في الوقت ذاته بزيارة لقيادة عمليات الفرات الأوسط للاطلاع على طبيعة الأوضاع الأمنية في قاطع المسؤولية».
وفي هذا السياق، أكد الخبير الأمني سعيد الجياشي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «وزير الدفاع يواجه في الواقع حملة ظالمة لا تستند على وقائع صحيحة، وبالتالي فإنه حاول من خلال زيارته هذه التي لم يتمكن خلالها من لقاء السيد السيستاني، وهو أمر لافت ويجب التوقف عنده، أن يبدد الكثير مما يكال ضد الوزارة لا سيما على صعيد ما حصل في ناظم التقسيم بالثرثار، فضلا عن المظاهرات والاتهامات التي وجهت إلى وزارة الدفاع»، مشيرا إلى أن «المرجعية الدينية ومن خلال خطبة الجمعة الأخيرة أكدت على مسائل في غاية الأهمية، فيما يتعلق باتباع المعايير المهنية باختيار القادة العسكريين، فضلا عن التوازن، وهي أمور تعني أن لدى المرجعية صورة كاملة عنها، وهو ما دعا الوزير إلى التوجه هناك لتوضيح كل الملابسات الخاصة بذلك».
وأوضح الجياشي أن «وزارة الدفاع فيها مشكلات كثيرة، لكن الوزير يحاول تذليل الكثير من الصعوبات من خلال جولات ميدانية يقف من خلالها على تلك المشكلات، ويعمل على تذليلها قدر المستطاع».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.