لجنة مصادرة أموال الإخوان في مصر ترفض تظلم أبو تريكة على قرار التحفظ على أمواله

محكمة تؤيد حكم حبس علاء عبد الفتاح وشقيقته في «حرق مقر شفيق الانتخابي»

لجنة مصادرة أموال الإخوان في مصر ترفض تظلم أبو تريكة على قرار التحفظ على أمواله
TT

لجنة مصادرة أموال الإخوان في مصر ترفض تظلم أبو تريكة على قرار التحفظ على أمواله

لجنة مصادرة أموال الإخوان في مصر ترفض تظلم أبو تريكة على قرار التحفظ على أمواله

رفضت لجنة حصر ومصادرة أموال جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التابعة لوزارة العدل، تظلم محمد أبو تريكة، لاعب منتخب مصر لكرة القدم (المعتزل)، على قرار التحفظ على أمواله، فيما أيدت محكمة مصرية أمس حكما بحبس الناشط السياسي علاء عبد الفتاح وشقيقته، سنة مع إيقاف التنفيذ، في قضية حرق المقر الانتخابي لمرشح الرئاسة الأسبق أحمد شفيق.
وسبق أن قررت لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان (المصنفة قضائيا جماعة إرهابية)، التحفظ على شركة «أصحاب تورز للسياحة» ومقارها، التي تم تأسيسها بمعرفة لاعب كرة القدم المعتزل محمد أبو تريكة، وشخص آخر من العناصر القيادية بجماعة الإخوان.
وقالت اللجنة إن مدير الشركة المتحفظ عليها، يدعى أنس محمد عمر القاضي، وهو أحد العناصر الإخوانية، وهو محبوس حاليا على ذمة قضية تتعلق باشتراكه في ارتكاب أعمال عدائية ضد الدولة، وهو الأمر الذي يتبين منه تسرب أموال الشركة لتمويل بعض العمليات الإرهابية.
وقدم أبو تريكة تظلما إلى اللجنة التي بدورها أعلنت رفضه أمس، قائلة إنه «غير قائم على سند صحيح». وقال محمد ياسر أبو الفتوح، أمين عام اللجنة إنها «استقرت على هذا القرار، ولن تبدي أسبابا لهذا، وتعاملت معه مثله مثل أي تظلم آخر». وأوضح رئيس اللجنة المستشار عزت خميس، في تصريح صحافي أمس أن «التحفظ على أموال أبو تريكة شمل جميع ممتلكاته وكل أرصدته البنكية وليس شركة (أصحاب تورز) فقط».
وتشكلت لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة وجمعية الإخوان، بقرار من وزير العدل على ضوء الحكم الصادر من محكمة الأمور المستعجلة في سبتمبر (أيلول) 2013، الذي تضمن حظر أنشطة تنظيم الإخوان في مصر.وقال أبو تريكة إنه «سيواصل الإجراءات القانونية ضد قرار التحفظ على أرصدته البنكية، بعد رفض تظلمه». وكتب اللاعب على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ربح البيع.. آخر شيء اشتريته من أموالي كان قبرا جديدا». وتابع: «شكرا لمن ساندني ووقف بجانبي، وسامح الله كل من ظلمني وسبني، سأواصل الإجراءات القانونية».
من جهة أخرى، أيدت محكمة النقض في جلستها المنعقدة أمس الحكم الصادر من محكمة الجنايات بمعاقبة الناشط علاء عبد الفتاح وشقيقته منى، و3 آخرين، بالحبس لمدة عام واحد مع إيقاف تنفيذ العقوبة لمدة 3 سنوات، وذلك في قضية إدانتهم بحرق المقر الانتخابي للدكتور أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق أثناء خوضه غمار عملية الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية في عام 2012. وكان الحكم الصادر من محكمة جنايات الجيزة في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، قد تضمن أيضا القضاء بانقضاء الدعوى الجنائية لجميع المتهمين بالتصالح، وذلك عن تهمة الإتلاف العمد، وبراءتهم من تهمة السرقة. وأوصت نيابة النقض في تقريرها حول القضية المرفوع إلى المحكمة، بنقض حكم محكمة الجنايات وإعادة المحاكمة بالنسبة للمتهمين الأربعة الأول، وعدم قبول الطعن بالنسبة للمتهم الخامس. واستمعت المحكمة لدفاع المتهمين، الذي دفع بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية، بدعوى أن النيابة كانت قد أعلنت حفظ التحقيقات، ثم عادت وأحالت المتهمين للمحاكمة.
كانت النيابة العامة قد أحالت المتهمين للمحاكمة الجنائية، بعدما أسندت إليهم أنهم اشتركوا في تجمهر، وارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات، واستعمال واستعراض القوة والعنف، وإضرام النيران عمدا في المقر الانتخابي للمرشح الرئاسي أحمد شفيق، وسرقة ممتلكات المقر.
وتضمن الحكم إدانة المتهمين عن التجمهر واستعراض القوة، وانقضاء الدعوى بالتصالح في شأن واقعة الحرق بتنازل أحمد شفيق عن الاتهام الموجه للنشطاء، والبراءة في تهمة السرقة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.