طالبان باكستان تؤكد عبر شريط فيديو إسقاط مروحية الدبلوماسيين

47 قتيلاً في اشتباكات بين القبائل في وزيرستان

طالبان باكستان تؤكد عبر شريط فيديو إسقاط مروحية الدبلوماسيين
TT

طالبان باكستان تؤكد عبر شريط فيديو إسقاط مروحية الدبلوماسيين

طالبان باكستان تؤكد عبر شريط فيديو إسقاط مروحية الدبلوماسيين

في الوقت الذي تبنت فيه حركة طالبان الباكستانية، أول من أمس، إسقاط مروحية عسكرية، مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص من بينهم السفيران النرويجي والفلبيني، مؤكدة أنها كانت تستهدف رئيس الوزراء نواز شريف، زعم مسلحون ينتمون لحركة طالبان في مقطع مصور إلى جوار صاروخ أرض - جو نجاحهم في استخدام صاروخ مشابه في إسقاط مروحية باكستانية تحمل دبلوماسيين. ويتضمن المقطع، الذي حصلت عليه «أسوشييتدبريس» رسالة من طالبان الباكستانية تزعم إطلاقها لصاروخ يوم الجمعة الماضي من مسافة 3 كيلومترات (1.9 ميل) وإسقاط المروحية، وتقول رسالة باللغة الأردية في بداية المقطع المصور: «الصاروخ أصاب ذيل المروحية».
وأسفر الهجوم عن مقتل سفيري الفلبين والنرويج لدى باكستان، وزوجتي سفيري ماليزيا، وإندونيسيا، وثلاثة من طاقم الطائرة، إضافة إلى جرح اثني عشر راكبا أغلبهم دبلوماسيون، ولم يتسنَّ الاتصال بمسؤولين عسكريين أمس (الأحد). وكانت باكستان قد أرجعت سقوط المروحية إلى عطل فني، ونفت مزاعم طالبان في هذا الصدد.
وبدا الصاروخ أرض - جو، الذي ظهر في المقطع المصور، حقيقيا، حيث وقف إلى جواره مسلح ملثم يشرح أجزاء الصاروخ. وفي مقطع آخر ظهر رسم توضيحي باليد يبين كيف أصاب الصاروخ ذيل المروحية.
وأكد المتحدث باسم الحركة محمد خرساني، أن «المروحية أسقطت بصاروخ مضاد للطائرات، ما أدى إلى مقتل الطيارين وكثير من السفراء الأجانب». وأضاف أن «مجموعة خاصة من حركة طالبان باكستان أعدت خطة محددة لاستهداف نواز شريف في أثناء زيارته، لكنه نجا لأنه استقل مروحية أخرى». والطائرة المنكوبة كانت تقل وفدا من الدبلوماسيين والصحافيين ورجال الأعمال في إطار فعالية نظمتها الحكومة الباكستانية على متن ثلاث مروحيات قبل أن تسقط إحداها فوق مدرسة وهو ما يرجح احتمالية ارتفاع عدد المصابين، حيث أكد قرويين وشهود عيان أن عددا كبيرا من سيارات الإسعاف تم توجيهها مباشرة إلى أماكن تحطم الطائرة فيما تم نقل المصابين إلى المستشفيات العسكرية القريبة».
من جهة أخرى، في إسلام آباد, نكّست باكستان الأعلام أول من أمس في يوم حداد وطني غداة مقتل سبعة أشخاص بينهم سفيران في حادث تحطم مروحية عسكرية في وادٍ بجبال الهيمالايا».
وأعلنت الإذاعة الوطنية أن الأعلام الوطنية نكّست أمام مقري البرلمان والرئاسة والأبنية الحكومية حدادا على مقتل السفير النرويجي ليف لارسن والسفير الفلبيني دومينغو لوسيناريو وزوجتي السفيرين الماليزي والإندونيسي وثلاثة أشخاص آخرين كانوا جميعا داخل المروحية التي تحطمت الجمعة. ونقلت طائرة نعوش القتلى صباح أول من أمس إلى مطار إسلام آباد، بحسب ما أفاد به مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي بيشاور قتل 47 شخصا على الأقل وجرح 25 آخرون أول من أمس في اشتباك مسلح بين قبيلتين باكستانيتين بسبب خلاف على منطقة جبلية قريبة من الحدود الأفغانية أول من أمس (السبت)، بحسب ما أفاد به مسؤولون ومصادر محلية.
وصرح مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن اشتباكا مسلحا ضاريا يدور بين قبيلة مادا خيل وقبيلة بيبالي كابل خيل في ولاية شمال وزيرستان منذ يوم الجمعة الماضي في محاولة للاستيلاء على جبل بحجة أن كلا منهما تملكه. وقال المسؤول إن «القتال في قرية لاوارا ماندي في منطقة داتا خيل أدى حتى الآن إلى مقتل 47 شخصا على الأقل وإصابة 25 آخرين. وأضاف أن القتال لاحتلال الجبل لا يزال متواصلا. وأكد سكان محليون في المنطقة وقوع أعمال العنف وقالوا إن القبائل تدعم جماعات مسلحة منفصلة في المنطقة.
وذكر مصدر آخر مقرب من الإدارة السياسية للمنطقة أن عدد القتلى هو 36 قتيلا والجرحى 15 جريحا. وولاية وزيرستان هي واحدة من سبع مناطق قبائل تتمتع بحكم شبه ذاتي ولا تسيطر عليها القوات الباكستانية، وتتخذها جماعات مسلحة مقرا لها. وغالبا ما تندلع معارك دامية بين هذه القبائل في سعيها لإحكام سيطرتها على المنطقة.
وبدأ الجيش الباكستاني هجوما في يونيو (حزيران) من العام الماضي لتطهير المنطقة من مسلحي طالبان وأعلن تحقيقه نجاحا كبيرا.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.