المعارضة السورية تقتحم «المستشفى الوطني» في جسر الشغور.. ومعلومات عن مقتل عدد من المحتجزين داخله

بعد استهدافه بتفجير نتج عنه اشتباكات مع عناصر النظام المحاصرين داخله

المعارضة السورية تقتحم «المستشفى الوطني» في جسر الشغور.. ومعلومات عن مقتل عدد من المحتجزين داخله
TT

المعارضة السورية تقتحم «المستشفى الوطني» في جسر الشغور.. ومعلومات عن مقتل عدد من المحتجزين داخله

المعارضة السورية تقتحم «المستشفى الوطني» في جسر الشغور.. ومعلومات عن مقتل عدد من المحتجزين داخله

تمكنت الفصائل المعارضة من اقتحام أحد أبنية المستشفى الوطني في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي حيث يحاصَر 250 جنديا ومدنيا منذ أسبوعين، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتضاربت المعلومات حول مصير المحتجزين فيه، وبينما ذكرت مواقع معارضة أنّ طيران النظام شنّ غارة جوية على المستشفى، قالت مواقع موالية إنّ «النصرة» استهدفت المستشفى بثلاث عمليات تفجير أدت إلى مقتل العشرات، وقد أظهرت الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جانبا من المستشفى وهو شبه مدمر.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «تمكن مقاتلو جبهة النصرة والكتائب المعارضة من التقدم والدخول إلى أحد المباني في المستشفى الوطني» الواقع عند الأطراف الجنوبية الغربية لجسر الشغور، مشيرا إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وأوضح المرصد أن هجوم مقاتلي النصرة وحلفائها «بدأ صباح أمس الأحد بعد تفجير عربة مفخخة في محيط المبنى». كذلك، ذكرت «شبكة الدرر الشامية» أنّ جبهة النصرة المنضوية تحت «غرفة عمليات معركة النصر» نفذت عملية اقتحام جديدة لمستشفى جسر الشغور عن طريق استهدافه بعربتين مفخختين، الأولى صباحا والثانية بعد الظهر، مشيرة إلى أنّه تبع التفجيرين اشتباكاتٌ عنيفة في محاولة من قوات النظام للسيطرة على المستشفى، آخر المراكز المتبقية لها في محيط مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي وكذلك في محاولة للتقدُّم على الطريق العام بين فريكة وجسر الشغور، بهدف السيطرة على الحواجز المنتشرة في المنطقة والسيطرة على معمل السكر.
وسيطر مقاتلو جبهة النصرة والفصائل المعارضة على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في محافظة إدلب في 25 أبريل (نيسان) الماضي، وتمكنوا من محاصرة 250 شخصا بين عسكري ومدني داخل المستشفى.
وقال عبد الرحمن إن بين المحاصرين «ضباطا كبارا وعائلاتهم وموظفين كبارا في محافظة إدلب». ومنذ خسارة النظام سيطرته على المدينة يحاول مقاتلو المعارضة دخول المستشفى بحسب المرصد، بينما تكرر قوات النظام محاولاتها للتقدم من أجل تحرير المحاصرين فيه.
وأشار المرصد إلى أن الطيران الحربي كثف غاراته مستهدفا مناطق الاشتباكات على أطراف المدينة وفي محيط المستشفى، لافتا إلى تنفيذه الأحد 16 غارة على الأقل. وكانت قوات النظام قد شنّت أول من أمس هجوما مضادا لفك الطوق عن المحاصرين في المستشفى في ظل غطاء جوي من الطيران بحيث باتت على بعد كيلومترين منه وفق ما أعلنه المرصد.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» يوم أمس إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات المدافعة عن المستشفى الوطني في مدينة جسر الشغور تقضي على عشرات الإرهابيين عند المدخل الجنوبي والشرقي للمدينة».
ونقلت عن مصدر عسكري إشارته إلى «انهيار التنظيمات الإرهابية التكفيرية في جسر الشغور ومحيطها نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدتها».
وجاءت السيطرة على جسر الشغور بعد أقل من شهر على خسارة النظام لمدينة إدلب، مركز المحافظة في 28 مارس (آذار) الماضي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».