معارك شرقي حمص و«الجبهة الجنوبية» تُفشل عملية تسلُّل بريف درعا

واشنطن تلمح لإمكانية استخدام المعارضة السورية «برنامج التدريب» في قتال النظام

معارك شرقي حمص و«الجبهة الجنوبية» تُفشل عملية تسلُّل بريف درعا
TT

معارك شرقي حمص و«الجبهة الجنوبية» تُفشل عملية تسلُّل بريف درعا

معارك شرقي حمص و«الجبهة الجنوبية» تُفشل عملية تسلُّل بريف درعا

اندلعت معارك بين تنظيم داعش وقوات النظام، أمس الأحد، في جبل الشاعر ومنطقة جزل بريف حمص الشرقي أسفرت عن مقتل عنصرين اثنين من الأخيرة، تزامن ذلك مع قصف على المنطقة بقذائف الهاون والدبابات مصدره نقاط تمركز قوات الأسد في محيط جبل الشاعر، بحسب ما أفاد مراسل وكالة (مسار برس). وفي الريف الشرقي، جرت اشتباكات بين الطرفين في محيط مطار التيفور العسكري، استهدف التنظيم خلالها المطار بقذائف الدبابات وصواريخ «غراد».
من جهة أخرى، قام تنظيم داعش، بتدمير آلية عسكرية للثوار في منطقة البترا القريبة من بلدة القريتين شرقي حمص بعد استهدافها بصاروخ.
وكانت اشتباكات دارت أول من أمس، بين المعارضة وتنظيم داعش، في محيط القريتين أدت إلى سقوط قتلى من الجانبين.
أما في الريف الشمالي، فقد تصدت كتائب المعارضة لقوات النظام التي حاولت من جديد التسلل إلى الحواجز التي سيطرت عليها المعارضة الثلاثاء الماضي غرب وجنوب قريتي أم شرشوح والهلالية، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر من القوات النظامية وجرح آخرين، وسط قصف بقذائف الدبابات استهدف مناطق الاشتباك.
بدورها ردت قوات النظام بقصف مدينتي تلبيسة والحولة وقرية الغرناطة بقذائف الهاون والدبابات، ما أوقع إصابات في صفوف المدنيين، في حين أعلن جيش التوحيد عن قتاله للواء أسود الإسلام بعد تعديه على مشفى تلبيسة الميداني، وقال جيش التوحيد إن لواء أسود الإسلام مبايع لتنظيم داعش الإرهابي. وتدور معارك عنيفة بين الطرفين في المدينة.
وهناك اشتباكات بين كتائب الثوار وتنظيم داعش الإرهابي في قرية الزعفرانة وتلول الحمر.
وفي ريف دمشق، أعلن «جيش الإسلام» مساء السبت، مقتل 40 عنصرًا لقوات النظام، خلال اشتباكات في منطقة تل كردي بالغوطة الشرقية حسب الموقع الرسمي لـ«جيش الإسلام»، الذي قال: إنه سيطر على «قطاع» في منطقة تل كردي خلال الاشتباكات مع قوات النظام، واستولى على رشاشي «دوشكا» ومجموعة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إضافة لبعض الذخائر، فيما دمّر دبابتين وعربتين ومضاد طيران.
في سياق آخر، صدّ مقاتلو الفيلق الأول التابع ‏للجبهة الجنوبية مساء السبت، محاولة قوات الأسد التقدم في المناطق المحررة في ريف درعا، في حين تم تشكيل غرفة عمليات تحرير مدينة إزرع، بحسب ما أفاد موقع الدرر الشامية.
وأفاد المكتب الإعلامي للفيلق الأول، أن مقاتلي لواء جسر حوران تمكنوا من التصدي بالرشاشات المتوسطة والخفيفة لمحاولة قوات النظام السوري التسلُّل إلی المزارع الواقعة بين بلدتَي خربة غزالة والغارية الغربية بريف درعا، وكبدوهم خسائر.
وإلى ذلك أعلنت عدة فصائل مُقاتِلة في شريط فيديو أبرزها ألوية العمري، لواء أحرار إزرع، لواء قوات الصاعقة، كتيبة معاوية بن أبي سفيان، وغيرهم، تشكيل غرفة عمليات تحرير مدينة إزرع لتطهيرها من قوات الأسد. وفي ذات السياق دمّرت المعارضة دشمة داخل استراحة اللواء 52 في مدينة الحراك بريف درعا وقتلوا جنديين اثنين إثر استهداف الاستراحة بقذيفة RBG، وفقًا لناشطين.
وكانت الإدارة الأميركية لمحت أول من أمس، إلى أن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة المشاركين في برنامج «التدريب والتجهيز»، يمكن أن يستخدموا التدريب والتجهيزات التي سيتلقونها ضد النظام السوري، رغم تركيز البرنامج على قتال تنظيم داعش. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، أن قواتها وشركاءها، بدأوا هذا الأسبوع بتدريب القسم الأول من المعارضة السورية الذين خضعوا لدراسة مناسبة، في إطار إضعاف قوة تنظيم داعش والقضاء عليه في النهاية.
ومع عدم نشر معلومات حول عدد المشاركين بالتدريب ومدة البرنامج ومناطق إجراء التدريب، لأسباب تتعلق بأمن العملية وحماية القوات المشاركة فيه، يركز البرنامج على مكافحة تنظيم داعش الإرهابي. ورغم علم الإدارة الأميركية المسبق بإمكانية استخدام مقاتلي المعارضة المشاركين في البرنامج لتدريبهم وتجهيزاتهم ضد النظام السوري بعد انتهاء البرنامج، فإنها لا تعارض ذلك.
وفي هذا الصدد، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إليسيا سميث في إجابتها على أسئلة مراسل الأناضول، أن أولوية البرنامج الذي بدأ في الآونة الأخيرة هو مكافحة داعش، مضيفة «أن برنامج التدريب والتجهيز سيركز بداية على إعداد قوات من المعارضة السورية الذين تم دراستهم جيدًا، لمكافحة داعش».
وقالت سميث: «إننا مدركون أن هذه المجموعات (المعارضة المعتدلة)، تقاتل في الكثير من الجبهات، ضد نظام الأسد، وداعش ومثيلاتها من الجماعات المتطرفة، وسيعمل برنامج تدريب وتجهيز وزارة الدفاع، على تعزيز قدرات مقاتلي المعارضة السورية المختارين في نواحي القدرة على حماية الشعب السوري من هجمات داعش، وتحقيق الأمن في المناطق التي يسيطرون عليها، إضافة إلى تعزيز قدرتهم على الدفاع عن الشعب السوري ضد أي تهديدات إرهابية، وخلق ظروف من أجل إيجاد حل للأزمة السورية عن طريق المفاوضات».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أشارت سابقًا إلى إمكانية استخدام المعارضة المسلحة للبرنامج في قتال نظام الأسد، وقالت جين بساكي المتحدثة السابقة للوزارة في مؤتمرها الصحافي اليومي في 17 فبراير (شباط) الماضي: «وكما قلت سابقًا، ننتظر بطبيعة الحال، قيام المعارضة المعتدلة التي ستخضع للتدريب ضمن البرنامج، باستخدام التدريب والتجهيزات التي سيتلقونها ضد النظام، مع أن تركيز البرنامج هو لقتال داعش».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.