في تطور جديد في المشهد على الساحة اليمنية، استهدفت طائرات التحالف العربي، أمس، منزل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في صنعاء، بعدد من الغارات، وقال شهود عيان إن «صواريخ الطائرات استهدفت فجرا المنزل الكائن في شارع حدة بوسط صنعاء، وذكر الشهود أن ثلاثة انفجارات متتالية سمعت في المكان الذي يقع فيه المنزل»، وقالت وكالة «خبر»، المقربة من صالح، في خبر مقتضب إن أيا من صالح وأفراد عائلته لم يصابوا بأذى في القصف، وعقب الاستهداف خرج صالح من مخبئه وذهب إلى أمام المنزل وأدلى بتصريح صحافي لقناة «اليمن اليوم» المملوكة له، وتحدى، في تصريحه، قوات التحالف العربي ودعاها، بصورة غير مباشرة، إلى التدخل الميداني لتواجه الحرب الحقيقية، حسب تعبيره، ودعا المخلوع صالح «المواطنين اليمنيين» إلى حمل السلاح والقتال، وأقر المخلوع بائتلافه وتحالفه مع «أنصار الله» الحوثيين، لكنه أردف أنه وبعد استهداف منزله، سوف يتحالف كل اليمنيين مع من يدافعون عن مقدرات الوطن، بحسب تعبيره عندما بدت عليه علامات الخوف، كما قال الكثير من المراقبين، وعاد صالح وكتب منشورا على صفحته في «فيسبوك»، دعا فيه إلى «حل المشكلات بالحوار»، وعقب ظهور المخلوع أمام منزله المدمر، عاودت طائرات التحالف استهداف المبنى بـ3 صواريخ مرة أخرى، من جهته، اعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، عملية القصف «محاولة اغتيال»، وقال بيان صادر عن الحزب إن «هذا العمل الجبان يأتي متواصلاً مع محاولة الاغتيال التي تعرض لها وقيادات الدولة في جامع دار الرئاسة في يونيو (حزيران) عام 2011م»، حسب تعبير الحزب.
وأكد مراقبون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن المخلوع صالح لم يكن في صنعاء وأنه غادرها منذ الضربة الأولى لعملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت في الـ26 من مارس (آذار) الماضي، وأشاروا إلى أن ذهابه إلى منزله المدمر «يحمل لغة تحد لقوات التحالف»، وتؤكد كل المصادر أن صالح غادر صنعاء إلى مسقط رأسه في سنحان، في جنوب العاصمة، وأنه يختفي هناك في كهوف المنطقة الجبلية، وكان مجلس الأمن الدولي فرض، في وقت سابق، عقوبات على صالح ونجله العميد أحمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري (سابقا)، إضافة إلى عدد من القيادات الحوثية، بتهم تتعلق بتقويض العملية السياسية في اليمن.
وجاء قصف قصر صالح في شارع حدة بصنعاء، في إطار سلسلة الغارات المتواصلة التي تنفذها قوات التحالف على صنعاء وبقية المحافظات اليمنية والتي تستهدف مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح، وكذا مراكز التحكم والسيطرة ومراكز الاتصالات بين تلك الميليشيات المتحالفة للسيطرة على المحافظات اليمنية، الواحدة تلو الأخرى بالقوة المسلحة، حسبما تطرح الكثير من الأوساط السياسية اليمنية، وواصل طيران التحالف، أمس، قصفه لمواقع الحوثيين في صعدة، في إطار العملية العسكرية الخاصة التي تستهدف معقل الحوثيين الذين قاموا بتنفيذ سلسلة من الهجمات على الأراضي السعودية، كما استهدف القصف مواقع الميليشيا في عدد من المحافظات، في الوقت الذي تؤكد مصادر متطابقة أن العشرات من المسلحين الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى في المواجهات الدائرة بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في شبوة التي حررت فيها المقاومة الشعبية منطقة المصينعة، في وقت تستمر المواجهات لتحرير بقية المناطق، كما استمرت المواجهات في عدن وتعز والضالع وتهامة والجوف ومأرب وغيرها من المناطق التي تحولت للقتال ضد الحوثيين.
وقال مصدر محلي في محافظة عمران، لـ«الشرق الأوسط» إن عدد الأسر النازحة من محافظة صعدة إلى عمران بلغ أكثر من 2400 أسرة، حتى الآن، وإن حالات النزوح «ستكون أكثر، لولا قيام المسلحين الحوثيين بمنع المواطنين من المغادرة لأنهم يعتبرونهم دروعا بشرية خشية القصف»، وقال أحد النازحين في عمران لـ«الشرق الأوسط» إن «الحوثيين يجبرون بعض المواطنين على التوقيع على أوراق بيضاء، تتضمن التنازل أولا شفهيا، عن كافة ممتلكاتهم من مزارع وبيوت ومحلات تجارية وغيرها، مقابل السماح لهم بالمغادرة»، واستدرك النازح مؤكدا أن «الغالبية العظمى من المواطنين يمنعون من المغادرة والنزوح».
التحالف يستهدف منزل صالح.. والرئيس المخلوع يقر بالتنسيق مع الحوثيين
عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات علىجبهات القتال
التحالف يستهدف منزل صالح.. والرئيس المخلوع يقر بالتنسيق مع الحوثيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة