الصحافة البريطانية: الفترة الثانية لكاميرون ستكون أصعب من الأولى

شددت على تحدي بقاء البلاد موحدة

الصحافة البريطانية: الفترة الثانية لكاميرون ستكون أصعب من الأولى
TT

الصحافة البريطانية: الفترة الثانية لكاميرون ستكون أصعب من الأولى

الصحافة البريطانية: الفترة الثانية لكاميرون ستكون أصعب من الأولى

لفتت الصحافة البريطانية الصادرة أمس أن فوز ديفيد كاميرون في الانتخابات التشريعية كان ساحقا للمحافظين لكنه سيواجه معركة لبقاء اسكوتلندا جزءا من بريطانيا وبريطانيا جزءا من الاتحاد الأوروبي. وحذرت الصحف من أن ولاية رئيس الوزراء المحافظ (يمين وسط) الثانية ستكون أصعب من الأولى رغم حصوله على الغالبية في البرلمان. كما ركزت الصحف على كيفية إعادة بناء «حزب العمال» (يسار وسط) و«الحزب الليبرالي الديمقراطي» (وسط) بعد هزيمتهما في الاقتراع واستقالة زعيميهما بعد ساعات على إعلان النتائج.
وقالت صحيفة «تايمز» (يمين) إن كاميرون «سيحتاج إلى كل مزايا القيادة» ليواجه التحديات خلال ما ستكون ولايته الأخيرة. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها: «الناخبون في بريطانيا أصدروا حكما كاسحا على أداء حزبين رئيسيين في البلاد ومنحوا السلطة لحزب ثالث وقاموا بثورة في اسكوتلندا». وفاز القوميون المطالبون باستقلال اسكوتلندا بـ56 من المقاعد الـ59 المخصصة لاسكوتلندا. ووصل حزب استقلال المملكة المتحدة «يوكيب» المناهض للاتحاد الأوروبي والهجرة الجماعية في المرتبة الثالثة بحصوله على 12.6 في المائة من الأصوات وحصل على مقعد واحد من مقاعد البرلمان الـ650. وذكرت «التايمز» أن «القوى التي صنعت هذا الزلزال هي حزب المحافظين الخجول وحزب القوميين الاسكوتلنديين الصاخب وأنصار يوكيب الذين سيواصلون احتجاجاتهم». وأضافت: «تمت تعبئتهم للدفاع عن رؤية مختلفة تماما عن الجزر البريطانية. آن الأوان ليكتشف كاميرون إذا كان لديه مزايا تشرشل. غالبيته ضئيلة واستخدامها لن يكون بالأمر السهل. عمله الفعلي يبدأ الآن».
بدورها، رأت صحيفة «الغارديان» (يسار) التي دعمت «حزب العمال» أن على كاميرون الآن أن يضع البلاد قبل الحزب. وكتبت أن «قيادة المحافظين وإنجازاتهم الاقتصادية أتاحت لهم جذب عدد كبير من الناخبين المعتدلين للحصول على غالبية لافتة وإن كانت بسيطة». وأضافت: «سيحتاج إلى حكمة أكبر ورؤية أهم من ولايته الأولى إذا شاء أن ينجح في ولايته الثانية والأخيرة في توحيد البلاد». أما صحيفة «الإندبندنت» (وسط) التي أيدت سيناريو إقامة تحالف جديد بين المحافظين والليبراليين الديمقراطيين، فقالت إن على كاميرون أن يتحرك بسرعة لوقف تفتت دولة بسرعة. وفي نفسه الاتجاه، كتبت صحيفة «الفايننشيال تايمز» الاقتصادية على صفحتها الأولى: «أمام كاميرون مهمة واحدة»، مشددة على أن التحديات خلال ولايته الثانية ستكون الحفاظ على وحدة بريطانيا وعلى موقعها في الاتحاد الأوروبي.



بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من أسبوع من الترقب، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء، على أمل تجاوز الأزمة الكبرى التي تعانيها فرنسا منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.

ويأتي تعيين بايرو، وهو سياسي مخضرم يبلغ 73 عاماً وحليف تاريخي لماكرون، بعد تسعة أيام من سقوط حكومة ميشال بارنييه إثر تصويت تاريخي على مذكرة لحجب الثقة دعمها نواب اليسار واليمين المتطرف في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وعبّر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد عن أمله في إنجاز «مصالحة» بين الفرنسيين، لكنَّه يواجه تحدياً كبيراً لتجاوز الأزمة القائمة. وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين: «هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية».

وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

ويتعيّن على رئيس الوزراء الجديد أيضاً التعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة، التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة. وقد أسفرت الانتخابات عن ثلاث كتل كبيرة، هي تحالف اليسار والمعسكر الرئاسي الوسطي واليمين المتطرف، ولا تحظى أي منها بغالبية مطلقة.

وقالت أوساط الرئيس إن على بايرو «التحاور» مع الأحزاب خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل «إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل».