بارزاني يختتم زيارته الرسمية إلى واشنطن.. ويبدأ جولة أوروبية

وصف نتائج مباحثاته مع الإدارة الأميركية بأنها «أكثر مما توقعناه»

بارزاني يختتم زيارته الرسمية إلى واشنطن.. ويبدأ جولة أوروبية
TT

بارزاني يختتم زيارته الرسمية إلى واشنطن.. ويبدأ جولة أوروبية

بارزاني يختتم زيارته الرسمية إلى واشنطن.. ويبدأ جولة أوروبية

اختتم مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، أمس زيارته إلى واشنطن وغادرها إلى أوروبا في مستهل جولة يزور خلالها عددا من الدول في مقدمتها جمهورية التشيك لبحث موضوع تسليح قوات البيشمركة والعلاقات بين إقليم كردستان والاتحاد الأوروبي.
وفي مقابلة مقتضبة مع شبكة «روداو» الإعلامية، قال بارزاني عن محادثاته في واشنطن: «حصلنا على تطمينات كاملة على مستوى الدولة من الولايات المتحدة، بألا تصل الأسلحة إلى كردستان متأخرة من الآن فصاعدا». وأضاف أن هناك تفهما كاملا لدى الأميركيين لقضية الكرد بشكل عام، ووصف نتائج مباحثاته مع الإدارة الأميركية بأنها كانت «أكثر مما كان يتوقعه».
بدوره قال كفاح محمود، المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة بارزاني إلى العاصمة الأميركية «كانت ناجحة جدا وفاقت التصور، لأن الرئيس مسعود بارزاني استطاع أن يوصل القضية الكردية إلى أعلى المستويات وأرفع المسؤولين في العالم، كما أن قوات البيشمركة أصبحت ذات سمعة عالمية، وأصبح مصطلح البيشمركة متداولا في كل أنحاء العالم، والرئيس بارزاني نجح في تقديم القضية الكردية بشكل متحضر إلى العالم أجمع». وتابع: «واشنطن أكدت وبشكل واضح أنها ستواصل دعم قوات البيشمركة وتسليحها، وهذا ما أكده رئيس الإقليم عندما قال إنه ليس من المهم للإقليم كيف ستصل هذه الأسلحة بل المهم أن تصل هذه الأسلحة إلى أيدي البيشمركة، وكذلك من المهم أن تصل أسلحة نوعية للبيشمركة، لأنها تحارب باسم العالم الحر».
وبالنسبة لجولة بارزاني الأوروبية، قال محمود: «إقليم كردستان يمتلك علاقات دبلوماسية مهمة مع معظم دول الاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن يبحث رئيس الإقليم مع مسؤولي الدول التي سيزورها أداء قوات البيشمركة وحاجتها للتسليح والدعم، فغالبية دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، قدمت شحنات من الأسلحة للبيشمركة وعبرت عن استعدادها لدعم إقليم كردستان بشكل متواصل».
بدوره، قال اللواء صلاح فيلي، المسؤول في وزارة البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الولايات المتحدة الأميركية قررت تسليح 12 لواء من الجيش العراقي، من ضمنها ثلاثة ألوية من قوات البيشمركة، وهذا التسليح يشمل كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة الكاملة، إلى جانب القائمة التي قدمتها قوات البيشمركة لوزارة الدفاع الأميركية وتتضمن أبرز احتياجات البيشمركة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والأعتدة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.